تشهد المدينةالمنورة توافد أفواج كبيرة من ضيوف الرحمن من جميع الجنسيات لقضاء أيام عدة في رحابها قبل أداء مناسك فريضة الحج، وتجتذب معالم المدينةالمنورة وكنوزها التاريخية عددًا هائلًا من الزوار، ممن توقفوا أمام روعة التاريخ الذي تحمله، ويحرص ضيوف الرحمن على زيارة المسجد النبوي الشريف وزيارة المساجد والمواقع التاريخية والمعالم الإسلامية، ويحظى مسجد القبلتين إقبال من الحجاج والزوار على مختلف شرائحهم، «المدينة» قامت بجولة في مسجد القبلتين أحد أهم المعالم البارزة في المدينةالمنورة والتي ترتبط بأحداث السيرة النبوية. الموقع يقع مسجد القبلتين في الجزء الشمالي الغربي للمدينة المنورة، وتحديدًا على طريق خالد بن الوليد، وتقاطعه مع شارع سلطانة، بالقرب من الدائري الثاني (طريق الملك عبدالله) من جهة الغرب، ومسجد القبلتين من المعالم البارزة في المدينةالمنورة والتي ترتبط بأحداث السيرة النبوية، ولهذا المسجد أهمية خاصة في التاريخ الإسلامي. وصف البناء والمساحة عبارة عن مبنى هيكلي من الخرسانة المسلحة، يتكون من صالة مستطيلة أمامها من الجهة الشمالية رحبة محاطة بسور، في ركنه الشمالي الشرقي مئذنة، يصعد إلى المسجد بواسطة سلالم بالجهة الغربية، نظمت على حوائط المسجد نوافذ مستطيلة؛ حيث يعطي بناء المسجد الطابع البسيط، مساحة المسجد 3920 مترًا مربعًا، تعلوه قبتان، الأولى قطرها 8م والثانية 7م والارتفاع ما يقارب 17م لكل منهما. تسمية القبلتين وعن سبب تسميته بالقبلتين، «ورد في السيرة النبوية، أن الرسول صلى الله عليه وسلم زار أم بشر بن البراءة بن معرور في موضع إقامة بني سلمة وهو المكان الذي بني فيه هذا المسجد، فصنعت له طعامًا، وحانت صلاة الظهر فصلى ركعتين، ثم أمر أن يوجه إلى الكعبة، فاستدار إلى الكعبة واستقبل الميزاب فهي القبلة التي قال الله تعالى فيها: (فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ). فسمي المسجد مسجد القبلتين؛ وذلك لأن صلاة واحدة صلّي نصفها جهة بيت المقدس والنصف الآخر جهة البيت الحرام، فكان هذا الموضع نقطة التحول في القبلة نحو الكعبة. و»روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: «بينما نحن في صلاة الصبح بقباء جاءنا رجل، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة ألا فاستقبلوها، وكانت قبلة الناس إلى الشام، فاستداروا وتوجهوا إلى الكعبة». وقد أراد بنو سلمة وهم يقطنون في جوار مسجد القبلتين ترك هذا المكان والسكنى قرب المسجد النبوي الشريف فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعهم عن ذلك، فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: خلت البقاع حول المسجد فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا إلى قرب المسجد، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: «إنه بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قد أردنا ذلك، فقال: «يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم، دياركم تكتب آثاركم». وصف البناء بني هذا المسجد في بادئ الأمر بالطين واللبن، وسقف بجذوع النخل، ثم تم تجديد بناء المسجد في عهد عمر بن عبدالعزيز (87 93 ه)، في سنة 893ه قام الشجاعي شاهين الجمالي ( كبير خدم المسجد النبوي في ذلك الوقت ) بتعميره وتجديد سقفه، وجدد للمرة الثالثة في عهد السلطان القانوني عام 950ه تم تطويره وتوسعته، فأزيلت الرابية، وأقيم مكانها مبنى جديد واسع يتألف من طابقين، وشهد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله – سنة 1408 ه توسعة عمرانية كبيرة، وفي سنة 1426ه تمت تحديثات لمصلى النساء تشمل إضافة دورات مياه جديدة وسلالم متحركة ومداخل، ويتميز مسجد القبلتين ببياضه الناصع الذي يبدو للزائر من بعيد وبمناراته الباسقة وذات الجانب الجمالي المتميز.