تراجع مؤشرات الأسهم اليابانية    الرئيس الأمريكي يبدأ زيارة إلى كندا    أمطار رعدية على أجزاء من المناطق الجنوبية للمملكة    وزير الخارجية الياباني يلتقي وزير الوحدة الكوري الجنوبي    مجموعة عجلان وإخوانه تتبرع لمنصة جود الإسكان بمبلغ 50 مليون ريال    مدرب البرتغال ينهال بالمديح على رونالدو    ريما بنت بندر تقف على استعداد رائدَي الفضاء «برناوي والقرني»    تجار التأشيرات!    1037000 مستفيد من الخدمات المقدمة بالمسجد الحرام خلال أول أيام شهر رمضان المبارك    6 حالات من مرضى القلب عليهم تجنب الصيام    بعد ضبط 25 مواطنا.. تعرف على المخالفات المرورية المؤثرة في السلامة العامة    الدفاع المدني يحذر من مخاطر الحوادث المنزلية    تعليم الشرقية : لا صحة لغياب 70% من طلاب وطالبات المنطقة في أول يوم من رمضان    أمير الرياض يكرم الفائزين في مسابقة الملك سلمان لحفظ القرآن الكريم    الخارجية: مباحثات مع سوريا لاستئناف تقديم الخدمات القنصلية    الأخضر يختتم استعداداته لمواجهة منتخب فنزويلا    أميرِ القصيم يزورُ العلماءَ في منازلهم ويهنِّئُهم بحلول شهر رمضان المبارك    مفتي جمهورية بوروندي يزور مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف    منتخب إنجلترا يفوز على إيطاليا بثنائية    تعليمُ جدة يكرِّم الطالب المرامحي الحاصلَ على المركز الأول في"الموهوبون العرب"    "هيئة الترفيه" تطلق هوية فعاليات عيد الفطر 2023    قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل ثمانية فلسطينيين في القدس    stc تمكن الاكتتاب الخيري للوصول لمليار ريال وتأمين المساكن للأسر المحتاجة    لجنة صياغة الاتفاق النهائي بالسودان تعقدُ اجتماعَها الأول    الصندوق الأفريقي للتنمية يُقَدِّمُ منحةً ب 3.9 ملايين دولار لتحديث البنية التحتية وأنظمة الدفع في ليبيريا    بايرن ميونيخ يتخلص من ناجلسمان..والكشف عن البديل    انتقادات تضطر تعليم الطائف لحذف تغريدة حول الدراسة في رمضان    "بساط الريح" يفتتح أبوابة الإثنين المقبل تحت شعار جدة ... خيرها يدوم    أمير تبوك يستقبل المهنئين بشهر رمضان.. ويقيم مأدبة إفطار    لا تقصّروا في الدعاء لسالم بعد مماته    أمير القصيم يستقبل المهنئين    ارتفاع قيمة سلة نفط أوبك المرجعية مقابل انخفاض خامي بريطانيا وأميركا    حملة «يلا أخضر» لحلول التكييف الصديق للبيئة من «إل جي» تضع الوعي البيئي وكفاءة الطاقة في المقدمة    حلفاء لا يرتدون الأقنعة !    إنفاذاً لتوجيهات الملك.. «السجون» تبدأ إجراءات العفو عن المحكومين في الحق العام    السبب الرئيسي لجرائم الشرف    نفوق دلافين تقطعت بها السبل على شاطئ نيوجيرزي    طالب أميركي يطلق النار على موظفيْن بمدرسته    خدمة «زكاتي»: إيصال الزكاة لمستحقيها في «الضمان الاجتماعي».. وإتاحة اختيار فئاتهم    الشيخ عبدالله بن أحمد مرداد    هوية أمة    خالد الفيصل وحب الناس    «طاش العودة» يرصد التحولات.. «ثمان سمان» في زحام من النعم وجودة الحياة    هادي رسول ل «عكاظ»: المثقف وسط الحشود يفقد هويته    «مساند»: احذروا المحتالين.. مواقع ورسائل «واتساب» تقدم عروضاً وهمية لخدمات العمالة المنزلية    أمانة جازان تسخر كل الإمكانيات لاستقبال شهر رمضان المبارك    بدء تشغيل أسطول النقل الترددي لخدمة الأهالي والزوار في المدينة    عمارة الملك سعود للمسجد الحرام.. توسعة من ثلاث مراحل    رمضان.. قصة أصيلة    أجواء رمضانية طاغية في حي النهضة ببيش    سعد السدحان الصديق الوفي لسالم مروان يرصد مواقف خيّرة له    أمير تبوك يستقبل المهنئين بشهر رمضان المبارك    أمير الرياض يستقبل قيادات اللجنة الأمنية في مكتبة بقصر الحكم    وزير النقل والخدمات اللوجستية يهنئ القيادة الرشيدة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك    سمو أمير القصيم يستقبل المهنئين بشهر رمضان المبارك    "سعود الطبية" تقدم نصائح لتجنب الجوع والعطش في رمضان    صالونات حلاقة صامتة في نيويورك    حلول تساعد في تخفيف الصداع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النشوز في مناهجنا الدراسية (2)
نشر في المدينة يوم 29 - 06 - 2019

أواصل الحديث عن درس «النشوز» في مادة «الفقه» للمستوى السادس النظام الفصلي للتعليم الثانوي المسار العلمي والإداري للعام الدراسي 2018/2019؛ إذ نجد مُعدِّي المنهج فسّروا آيتي نشوز الزوجة والزوج بمعاقبة الزوج لزوجه الناشز بضربها ضربًا بدنيًا، وبمكافأة الزوج الناشز بإقراره على نشوزه بمطالبة زوجه التنازل عن حقها في النفقة أو المبيت، لئلّا يُطلِّقها!!
فآية نشوز الزوجة بدأت علاج نشوز الزوجة بالوعظ والنُصح، وإذا لم تستجب يكون الهجر في المضجع الذي له دلالته النفسية والتربوية على المرأة، فإذا لم يجدِ هذا العلاج يكون بالضرب أي بالمفارقة والابتعاد عن البيت، (واضربوهن) في الآية ليست بالمدلول الفعلي للضرب البدني، لأنّ الضرب هنا هو المباعدة أو الابتعاد خارج بيت الزوجية، ويؤيد هذا المعنى ما قام به الرسول صلى الله عليه وسلم عندما غضب من زوجاته؛ إذ طبّق المعنى الصحيح للضرب في الآية، وهو المفارقة والمباعدة، بتركه بيت الزوجية ولم يمارس الضرب البدني؛ لذا جاء قوله عليه الصلاة والسلام: (لا تضربوا إماء الله)، الذي يتفق مع قوله تعالى: (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان)، وقوله: (وعاشروهن بالمعروف)، والقرآن لا يناقض نفسه، والسنة لا تناقض القرآن، فكيف يقول الله جل شأنه: (واضربوهن)، والرسول صلى الله عليه وسلّم يقول: «لا تضربوا إماء الله»؟.. والضرب البدني للزوجات لا يتفق مع قوله تعالى: (ولقد كرّمنا بني آدم)، وأصبح يمارسه رجال الأسرة ضد نسائها، وقد يصل الأمر إلى ضرب بعض الأبناء لأمهاتهم!
فكل هذه التجاوزات ناتجة عن إعطاء معنى الضرب في آية النشوز معنى الضرب البدني، مع أنّ لكلمة ضرب في القرآن الكريم، ومعاجم اللغة معنى المفارقة والمباعدة، مثل: (ضرب الدهر بين القوم) أي فرّق وباعد بينهم.. و(ضرب عليه الحصار) أي عزله عن محيطه.. و(ضرب عنقه) أي فصلها عن جسده.. فالضرب إذن يفيد المباعدة والانفصال والتجاهل.
وهنالك آيات كثيرة في القرآن تتابع نفس المعنى للضرب أي المباعدة، منها: (وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى) (طه:77)، أي أفرق لهم بين الماء طريقًا.
أمّا عن نشوز الزوج، قال ابن عادل قال الكَلْبِيّ: نشوز الرَّجُل للزوجة: ترك مُجَامَعَتِها، وإعراضُهُ بوجْهه عَنْها، وقلة مُجَالَسَتِها» (الكلبي: تفسير اللباب، 5/ 377).
فالنشوز هو الخروج عن الواجبات التي تطلب من الزوجين في إطار الأسرة، فكل من الزوجين له حقوق وعليه واجبات، فإذا ما تخلى عن واجباته أُعتبر متمردًا وناشزًا.
أمّا عن حل نشوز الزوج فقد بيّنه القرآن الكريم في قوله تعالى: (إِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) (النساء:128) بالصلح وتقوى الله، فإن رفض الزوج العودة إلى زوجته، وإعطائها حقوقها في النفقة والمعاشرة الزوجية، يتفرقا، أي الانفصال، ولم يقل يتخالعا، وهناك فرق بين الخلع والفراق المتمثل في الطلاق.
إنّ نشوز الرجل أخطر وأشد على حياة الأسرة من نشوز المرأة, لأنّ المرأة لا يوجد لديها من ينفق عليها وعلى أولادها إن كانت فقيرة، وليس لديها عمل، بينما الزوج لا يتضرر ماليًا لنشوز الزوجة، كما لا يتضرر جسديًا وجنسيًا، لأنّه يجوز له الجمع بين أكثر من زوجة، بينما المرأة تتضرر ماليًا وجسديًا وجنسيًا من نشوز زوجها، من حيث الإنفاق، ومن حيث إرضاء رغبات الجسد ومتطلباته، خاصة إن كانت شابة، فقد تنزلق في ارتكاب الفاحشة لإرضاء رغبات جسدها، لأنّه لا يجوز لها الجمع بين زوجين، ومن هنا نجد أنّ الفاروق رضي الله عنه، عندما تبيّن له أنّ الزوجة قد تُفتن إن غاب عنها زوجها أكثر من أربعة أشهر، أمر بأن لا يغيب الجند عن زوجاتهم أكثر من أربعة أشهر، وقد اجتهد الإمام أحمد بن حنبل في هذه المسألة، وأعطى للمرأة المهجورة والمعلقة حق طلب فسخ عقد زواجها من القاضي إن مضى على هجر الرجل لها، أو تعليقه لها مدة ستة أشهر.
وهكذا نجد أنّ معدي بعض مناهجنا الدراسية يُفسِّرون بعض الآيات بما يحملونه من فكر واجتهادات شخصية، مخالفين العدل الإلهي المتمثل في المعنى الصحيح لآيات القرآن الكريم.. والسؤال هنا: لمصلحة مَن يُوجّه معدو مناهجنا الدراسية الدينية هذا التوجه؟!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.