سبق وأن تحدثت في مقالات عديدة عن إيران واستخدامها المتكرر للحرب النفسية بشكل أدى إلى إدمانها عليها، وأصبحت تلك «الحيل النفسية» مثار ضحك بل تُنم عن غباء مطبق. إيران ومن يدير الحرب النفسية لديها يريدون محاكاة مدير الدعاية والحرب النفسية في عهد هتلر السيد جوبلز الذي أبلى بلاء حسناً في إدارته للحرب النفسية من خلال محورين أساسيين في الحرب النفسية وهما الدعاية والشائعة. وسوف أورد مثلاً على كيفية تعامل السيد جوبلز مع الشائعة وتحويلها إلى شائعة مضادة، ولذلك أوجد في الحرب النفسية ما يسمى ب»عيادة الشائعات»، بعبارة أخرى أكثر دقة ووضوحاً تهدف إلى «تفنيد الشائعة». ففي عهد هتلر انتشرت شائعة مفادها أن هتلر قام بإعدام خيرة الضباط لديه وهي (شائعة حقيقية كاملة) لأن الشائعة، وفق المفهوم النفسي، يجب أن يكون فيها جزء بسيط من الحقيقة لكي تنتشر، فقام السيد جوبلز واستخدم الشائعة نفسها وحوَّلها إلى شائعة مضادة فقام بتأكيد تلك الشائعة الحقيقية من خلال إضافة شائعة أخرى مكملة لها مفادها أن هتلر ليس فحسب أعدم خيرة الضباط بل أن من ضمن من أعدمهم ضباط (وهم أحياء) وسماهم بالاسم، وبعد أن انتشرت الشائعة قام السيد جوبلز بإخراج أولئك الضباط في وسائل الإعلام ففند شائعة بشائعة مضادة. إيران، وقلت هذا الكلام في مقالات عديدة، هي دولة كرتونية وأوهن من بيت العنكبوت، ولكن من يدير الحرب النفسية لديها استخدم عناصر ثلاثة: الدعاية وتصوير إيران بأنها «بعبع» مخيف ولديها قدرات عسكرية وصواريخ ومفاعلات نووية إلى درجة سذاجة من يدير الحرب النفسية لديها حيث قال إن «لدى إيران غواصات لشن هجمات ضد ناقلات النفط «، وأكدت هذه الشائعة دول كبرى؟! لكي تعمق هذه الشائعة ولكن هذه الشائعة انطلت على إعلامنا العربي الذي أصبح البعض منه كالببغاء يردد ما تنشره إيران من شائعات، بل وصل في سذاجة من يدير الحرب النفسية في إيران لنشر شائعة مفادها أن الأسطول الحربي الإيراني سوف يصل إلى الشواطئ الأمريكية؟!. والدعاية عادة تستخدم فيها وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل والعملاء والمرتزقة وعناصر الاستخبارات. إذن هذا هو المحور الأول في الحرب النفسية محور الدعاية. أما المحور الثاني في الحرب النفسية فهو محور الشائعات، والدعاية والشائعة ترجمتها إيران من خلال المحور الثالث بإيجاد وكلاء حرب ونجحت باستخدام الحرب بالوكالة، وهي حرب غير مكلفة، مقارنة باستخدام وتحريك الجيش المكلف، مستغلة بذلك أبناء البلدان في العراقوسورياولبنان واليمن من خلال «المذهب الشيعي»، الذي في الحقيقة ليس إلا مطية اتخذتها إيران. السذج والمتخصصون في علم النفس لديها نجحوا في تثبيت حزب الله (الشيطان) في لبنان كباكورة إنتاجهم، فكرروا النسخ واللصق في العراق فيما يسمى ب»الحشد الشعبي»، وفي سوريا «عناصر الحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي، وفي اليمن الحوثي. السقطة التي ارتكبها من يدير الحرب النفسية في إيران، والتي نسفت الدعاية والشائعة ووكلاء حربها، هو الايعاز للملالي والآيات السذج في قم وطهران بالتصريح بأنهم الآن احتلوا أربع دول وعواصم عربية تدار من قبل ولي الفقيه في إيران، فانكشف سوء إدارتهم للحرب النفسية، ومما زاد من فضيحة الفرس في تلك الدول المحتلة من قبل إيران أنهم أصبحوا يتدخلون علناً في تلك الدول فيسقطون حكومات منتخبة ويأتون بحكومات موالية لهم أثارت غضب الشارع العراقي والسوري واللبناني واليمني. الإدمان على إدارة الحرب النفسية من قبل سذج في إيران جعل إيران تدفع الثمن غالياً لأن إيران أصبحت ضحية تصفيق الغرب والشرق لها والنتيجة عداوات شديدة مع دول الجوار، وعزلة، واقتصاد منهار، وعملة أصبحت تتقدمها أربعة أصفار مقابل الدولار، وثلاثة أرباع الشعب الإيراني يعيشون تحت خط الفقر، وهذه هي نهاية وصية الخميني بتصدير الثورات والقادم أسوأ لإيران وتركيا والممولة لهما دويلة قطر الإرهابية.