صباح الأربعاء 12 ربيع ثاني 1440ه نشرت صحفنا على صفحاتها الأولى ميزانية بلادنا وكانت ولله الحمد 1,1 تريليون ريال. هذا الرقم أعاد ذاكرتي إلى خطاب صدر في 27 محرم 1360ه برقم 20 جاء نصه: حضرة المكرم السيد معتوق أحمد حسنين.. وبعد فيسرنا أن نخبركم أنه قد جرى قيد تعيينكم في مكتب الدعاية بوظيفة مترجم اللغة الإنجليزية والتعرفة وكتابات وزارة المالية اعتباراً من تاريخ 24 محرم سنة 1360ه براتب قدره شهرياً ألف قرش سعودي.... إلى آخر الخطاب، توقيع مدير مكتب وزير المالية إبراهيم محمد الشورى. كذلك عادت ذاكرتي لجريدة الندوة في عددها رقم 124 الصادر يوم الثلاثاء 10 من شهر رجب لعام 1378ه حيث نشر على صفحتها الأولى ميزانية ذلك العام وكان مجموع الميزانية 1,4 مليار. دعنا نقف عند هذين الرقمين 1,4 مليار و 1,1 تريليون. معنى هذا أن في ظرف 60 سنة تضاعف خير هذا البلد ألف مرة. قديماً كان آباؤنا وأجدادنا يصنعون المال والدليل على هذا أن ما نشر في جريدة الندوة المعنية ضمن الميزانية كان هناك بيانان، البيان رقم (1) وهو الإيرادات وفصول الإيرادات فكان الفصل رقم (1) استثمار الزيت أي إيرادات الزيت وكان حجمه 294,750000 أما الفصل رقم (2) الزكاة والدخل إيراداته كانت 850,250,000 ريال.. أي نعم آباؤنا وأجدادنا كانوا يصنعون المال وليس العكس والجدير بالذكر هو تأسيس مؤسسة النقد العربي السعودي بالمرسوم الملكي رقم 30/4/1/1046 في 25 رجب الفرد سنة 1371ه جاء نصه: نحن عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود ملك المملكة العربية السعودية أمرنا بما هو آت: المادة الأولى تأسست بموجبه مؤسسة اسمها (مؤسسة النقد العربي السعودي) المادة الثالثة رأس مال المؤسسة المرخص هو ما قيمته ستة ملايين دولار من دولارات الولاياتالمتحدةالأمريكية. هل المال يصنع الرجال أم الرجال يصنعون المال؟. أتذكر ما روى لي والدي يرحمه الله عن أول اجتماع لأول رجل يحمل أول حقيبة لأول وزارة في هذه البلاد معالي الشيخ عبدالله السليمان الحمدان في عام 1351ه حين قال: إن الإقتصاد عصب الأمم ورجالها هم الميزان. فقد منًَّ الله علينا بالمال فما دورنا نحن رجال هذا البلد، متى نعود لصناعة المال. فإذا الآن لدينا ميزانية قدرها أكثر من التريليون من المال فما هو دورنا نحن رجال البلد. الرجال هم الميزان في كل زمان ومكان، والدعامة الكبرى في ازدهار الدول وارتقاء الأمم وتزداد أهميتهم في عصرنا الحاضر. فها هو التريليون والباقي علينا وعلى أبنائنا إن شاء الله. اللهم أدمها علينا نعمة واحفظها من الزوال.