MBS يقود «السعودية الجديدة» برؤية ثاقبة

لاشك أن زيارة سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة الأمريكية هذه الأيام تكتسب أهمية اقتصادية بالإضافة إلى مكاسبها السياسية والتي ترتكز على مصالح المملكة الاقتصادية والجيوسياسية.
وقد بدأت من يوم أمس بلقاء تاريخي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليتم وضع النقاط فوق الحروف حول المسائل السياسية ورؤية المملكة بثقلها الإستراتيجي في المنطقة حول كثير من القضايا التي تحدث في منطقة الشرق الأوسط ومحاولاتها نشر الأمن والسلام بين شعوب المنطقة والتصدي لتدخلات الدول «المتطرفة» في شؤون دولنا العربية والحفاظ على مكتسبات هذه الأمة العربية لأبنائها.
هذه الزيارة التي من المتوقع أن تمتد نحو أسبوعين وتشمل ما يقارب 7 مدن أمريكية سيكون الشأن الاقتصادي السعودي محور اللقاءات مع شركات وشخصيات اقتصادية وسياسية مرموقة والعمل على ترسيخ العلاقات الاقتصادية السعودية الأمريكية والبحث في سبل مساهمة الشركات العملاقة الأمريكية في «السعودية الجديدة».
«السعودية الجديدة» هي رؤية لمرحلة تاريخية في الكرة الأرضية لدولة شابة فتية تعتمد على قوة البصيرة التي يمتاز بها أبناء وشباب هذا الوطن وقيادته لترسيخ مستقبل مشرق لهذه البلاد.
وتكتسب بورصة نيويورك «NYSE» أهمية كبرى في بورصات العالم وتمثل أحد الخيارات الهامة في طرح حصة من أسهم أرامكو السعودية في الأسواق العالمية، ومع أهمية هذه البورصة في استقطاب رؤوس الأموال اللازمة لهذا الاكتتاب، إلا أن هناك متطلبات قانونية وتشريعية يجب أن تتوافق مع مصالح المملكة العربية السعودية الاقتصادية تحتاج إلى تركيز ودراسة متعمقة، لذلك قد تكون هذه من بين أولويات الزيارة الميمونة التي يقوم بها الأمير محمد بن سلمان لهذه البورصة والتي يعود تاريخ تأسيسها لعام 1817م وتصل القيمة السوقية للأسهم المتداولة فيها الى نحو 18.9 تريليون دولار.
ولعل من الأهمية الاقتصادية للمملكة أن تتحالف مع شركات عملاقة وكبرى تستطيع أن تنفذ ما تضمنته الرؤية السعودية من برامج ومشاريع ومدن وجزر عملاقة، وكذلك مشاريع تطوير محطات الطاقة النووية السلمية وأيضًا المشاريع التكنولوجية وشركات التقنية والصناعات العسكرية، لذلك ستكون شركات مثل جنرال إليكتريك وبوينج وأمازون وشركات نفط وطاقة أخرى من بين اهتمامات زيارة الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة الأمريكية.
زيارة «MBS» -كما يفضل الأمريكان أن يسموه- إلى الولايات المتحدة الأمريكية تأتي في إطار حرص المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين على الدفع بعلاقات البلدين إلى آفاق أرحب، وبناء شراكات إستراتيجية جديدة للقرن الحادي والعشرين، بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030.