* رجُل الأمْن المَدني أو (السكيورتي)، ذاك الشاب السّعودي الطيب البسيط الذي يحرس البنوك، والذي يعمل ثماني ساعات في اليوم وستة أيام في الأسبوع، في ظروف ميدانية قاسية، باردة شتاءً، وحارقة لملامحه البريئة صيفاً! * ذلك الشاب الذي لايكتفي بالحراسة بل يمارس دور المُراسِلِ، وترتيب وتنسيق دور العملاء؛ وبالتالي فهو عرضَة للسّب والشّتم، وأحياناً الضّرْب؛ لا لشيء إلا لأنه يُنَفّذ الأوامر!. * (السكيورتي) الذي يعمل تحت ضغط تلك الظروف القاسية؛ قد يتعرض فيها للخطر، أو الموت، وهو يحرس المليارات؛ راتبه بسيط لا يتجاوز (2000 ريال)، وهو محروم من الحوافز والبدلات، والتأمين الصحي، وبدل الخطر؛ فالكثير من المؤسسات القائمة عليهم تَمْتَصُّ دماءهم، وتُتَاجِر بها دون أن تمنحهم شيئاً من حقوقهم! * هذه حَال أولئك المساكين، بينما أولئك الذين يَحرسون (المَرمى) مِن أن تَدخَل فيه كُرَة القدم في المباريات رواتبهم الشهرية تتجاوز ال (400 ألف ريال)، هذا غير «مُقَدمَات العقود، والفِلَل، ومكافآت الفَوز، والشّرهَات، وسيارات البِنْتلِي»! * ومن العجائب أن لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم عاجزة عن تطبيق قرارها بأن يكون الحَدّ الأعلى لرواتب اللاعبين (مليونين ونصف في السنة)؛ لأن هناك ملايين أخرى تُدفع - كما يقولون من تحت الطاولة - وفي الوقت نفسه فوزارة العمل والتنمية الاجتماعية غير قادرة على فَرْض حَدٍّ أدنى لرواتب حُراس الأمَن! * أخيراً هذا نداء للمؤسسات الحكومية المعنية، وللجان حقوق الإنسان لكي تقوم بدورها في رَفْعِ المعاناة والظّلم عن (حَارس الأمن المَدني الغلبان)، والبحث عن حقوقه مِن (سُلّم رواتب مُجْزٍ وبَدَلات، وظروف عَمَل صِحّية وعادلة)، وأقترح أن تكون هناك (لجنة أو جمعية) ترفع لواء تلك الحقوق وتدافع عنها!!