فشل الحضور في الجزء الثاني من الحوار المفتوح الذي دار في نادي أبها الأدبي تحت عنوان (ماذا يريد مثقفو ومثقفات منطقة عسير من حراك ثقافي يناسب المتغيرات) من وضع رؤية لمستقبل التغيير في أدبي أبها الذي أداره الشاعر والأديب المثير محمد زايد الألمعي حيث اتسم الحوار بقلة الحضور وضعف الطرح والبرودة يعكس الحوار السابق(الجزء الأول).. فقد تفرّقت الإجابات وتباينت حول السؤال الذي طرحه الألمعي: ما الذي تقترحونه حتى يكون التغيير إيجابياً؟! بين مناقشة الحداثة وشرعية دخول المرأة للنادي ونظريات المؤامرة الذي دفع بمدير الحوار في ختام الجلسة إلى القول: تمنيت أنني لم أحضر حيث أثبتنا لوزارة الثقافة أننا لا نرى أبعد من أنوفنا ولو كان أحد المسؤولين من هذه الوزارة حاضراً هذه الليلة لأوصى بإعادة تأهيلنا لمدة عشر سنوات أخرى .. وأبدى الألمعي حزنه على ما دار في هذا الحوار في وقت نحن أحوج ما نكون فيه الى التطلُّع للمستقبل لا اجترار الماضي!! .. وكان عضو مجلس الإدارة حسين الأشول قد طرح ورقة يبين فيها مراحل أعمال النادي ويبرز فيها دور رئيس النادي الأدبي محمد الحميد الذي تغيّب عن هذا الحوار لسبب مرضه. واقترح الأشول اختيار احدى شخصيتين أدبيتين لرئاسة النادي وهما احمد عسيري وعلي آل عمر وقال سوف اصبح مستقلاً وأدافع عن الثوابت للأدب كما تعلمته في السبعينيات في المنطقة الشرقية .. وأثنى الأشول على فكرة اجتماع 44 شاعراًً و28 قاصاً وأديباً من غير أعضاء مجلس إدارة النادي واللجان في الشهر مرتين ولم يخف جهود أمير المنطقة في دعم النادي والمساعدة على ايجاد مقر للنادي .. وأبدى الحضور استياءهم من الورقة المقدمة من الشاعر علي التميمي التي ردد فيها عبارات غير مفيدة للمرحلة واعتراضه على دخول المرأة الى النادي ومشاركتها. فيما أشادت عضوة النادي عائشة علي عسيري بفكرة الاجتماع وأكدت ان دور المرأة بالنادي إيجابي وأيّدت فكرة التعيين لأنها سليمة - على حد قولها - لأن فكرة الانتخابات فشلت في البلدية فالتعيين مناسب لأنه قد يدخل من خلال الانتخابات من يحوّل النادي الى أوكار ظلامية. واعتبرت ورقة الشاعر علي التميمي تؤيد نظرية المؤامرة وتدعو الى الحزبية ويريد العودة بنا الى العصور المظلمة .. وأشارت الشهري إلى أن حوار النساء مع الرجال ليس بجديد على المجتمع الإسلامي فالرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخصص يوماً للنساء، ودعا صلى الله عليه وسلم الى أخذ نصف الدين من السيدة عائشة رضي الله عنها، وكرامة المرأة في النادي محفوظة من خلال قاعة تحمل اسم الشاعرة الكبيرة الخنساء. .. الدكتور عبد الرحمن المحسني أيّد الورقة التي قدمها حسين الأشوال مشيراً الى أنها تعبير عن رأي كل مثقفي المنطقة لو لا أنه ادخل فيها بعض آرائه الشخصية. وأكد أن إدارة النادي الأدبي بأبها أعطت الجميع الحرية في الطرح للآراء وتبادلها وقد تفتقدها مع الإدارة القادمة .. أما مسألة الحرب على الأفكار فهذه مقولة مردودة ولكن الحرب هي حرب إنسانية. .. وأيّد الشاعر علي الثوابي استمرار رئيس النادي وقال ان ما حققته الرئاسة كفيل ببقائها ولكن لنا وجهة نظر في بقية أعضاء مجلس الإدارة .. مشيراً الى انه مع الوسطية، مؤكداً ان كرامة المرأة في النادي محفوظة وبعيدة عن أنظار الرجال. من جانبه قال عضو مجلس الإدارة إبراهيم اللوذ يجب ان نعرف ان الانتخابات مسألة لم تصل اليها الأمم المتحضرة إلا بعد سنين طويلة من التضحيات، وقد فشلنا في بعض الانتخابات البلدية والمحاكم ما تزال تعج بالقضايا عقب تلك الانتخابات فكيف يكون الحال في انتخابات أدبية وحتى بعض الأندية الأدبية التي عين اعضاء مجلس إداراتها فشلت في مسألة انتخابات الرئاسة وبدأت الحرب الإعلامية بين الأعضاء على صفحات الصحف .. وطالب اللوز بعدم الحساسية وقراءة الضمائر وتبادل الاتهامات وقال اذا كنا نريد مجتمعاً مدنياً فلا بد لنا ما يؤهلنا لذلك - نريد ان نؤصل للثقافة ووزارة الثقافة متجهة للتعيين وعلينا النظر بواقعية وان نترك التصنيف لأنه بداية الفتنة .. فيما أكد الأديب علي مغاوي ان من خرجوا عن موضوع الحوار لا يريدون سوى افشال الوصول للهدف وقال ان إدارة النادي الحالية أوجدت حراكاً اجتماعياً ثقافياً ونريد من الإدارة القادمة ان تقوم بعمل جماعي .. وتساءل الشاعر موسى محرق .. كيف سنخدم واقع الثقافة في ظل هذا التشكيك من البعض؟ ورفض المحرق الوصاية على بعض المداخلات والتعليقات وقال نريد طرحاً يحترم الثقافة فقط فالدين من الثقافة .. والوطن كل الثقافة .. .. القاص عبدالله سعد العمري.. قال نحن نعيش معارك أدبية متداخلة أما مسألة الغرب فهو منشغل عنا بقضايا أكبر مما نتصور ويرى ان الاتفاق الموحد لن يتم إلا باتفاق الأفكار. .. اتفق الشاعر فايز الشهري مع قول العمري وقال ارفض تضاد الأفكار .. فيما أكد الدكتور محمد المدخلي أن نادي أبها الأدبي كان يسير على طريق التجديد وهو سابق الى ذلك .. وتواصلت فعاليات الحوار بين مؤيد ومعترض وانفض دون التوصل الى رؤية مستقبلية موحدة للتغيير بما يناسب المرحلة الحالية والمستقبلية.