تحت عنوان: (ماذا يريد مثقفو ومثقفات عسير من حراك ثقافي يناسب المتغيرات؟) دعا نادي أبها الأدبي المثقفين والمثقفات في المنطقة حسب ميولهم أو مواردهم لحوار ثقافي شهده النادي وتجلت فيه الشفافية والصراحة بحضور رئيس النادي محمد الحميد الذي حاول الانسحاب، لكن أصر مدير الحوار الشاعر المثير محمد زايد الألمعي على حضوره وبقائه وبقية أعضاء مجلس الإدارة واللجان.. وطرح المحاور المثير محمد زايد الألمعي عدة أسئلة على الحضور تاركاً لهم حرية الإجابة وهي: - هل تؤيدون الآلية التي صارت في الأندية الأدبية الأخرى؟ - هل تؤيدون فكرة انتخاب مجلس جديد لإدارة النادي؟ - هل تؤيدون فكرة بقاء الرئيس الحالي وحل بقية أعضائه؟! - هل تؤيدون دخول المرأة لمجلس إدارة النادي؟! وتحدث رئيس النادي مبدياً سعادته بالحضور الكبير الذي تجاوب مع دعوة النادي، وأكد أن هذا الحضور المتنوع من شعراء وناقدين وقاصين وإعلاميين من الجنسين هو الثقافة الحقيقية التي تثري حراك النادي، وأعلن عن عزم النادي تكوين جماعة النقاد قريباً.. وبيَّن الحميد أن نادي أبها الأدبي أول من اهتم بالمرأة على مستوى المملكة، حيث أصبح لها قاعة خاصة ومارست نشاطها الثقافي من بداية إنشاء النادي من خلال الجمعيات النسائية الخيرية وبعض القاعات المجهزة.. مشيراً إلى أن نادي أبها الأدبي استطاع في وقت مبكر الجمع بين الحداثة والأصالة وصارت هناك معارك أدبية، والكل نال نصيبه حتى تقاربت الآراء ولم يعد الشد والجذب كما كان، وأكد أن نادي أبها هو أول من تبنى إنشاء صندوق للأديب، واستعرض الحميد الأنشطة والفعاليات المتعددة للنادي الأسبوعية والشهرية والإصدارات الثقافية.. وأشار إلى جهود الأمير الراحل فيصل بن فهد - رحمه الله - في دعم الأندية الأدبية عندما رفضت فكرة إعادة سوق عكاظ وقال سموه - رحمه الله -: لأجعل في كل منطقة سوق عكاظ، وتحقق ذلك بإنشاء الأندية الأدبية مؤكداً بأن النادي أتاح للجميع الفرصة في طرح الآراء والأفكار بما يخدم الصالح العام ويثري الحوار الفكري والأدبي، وتحدث عضو مجلس الإدارة الأديب حسين الأشول عن أهمية التوازن الفكري في الأدب والشعر.. داعياً إلى عدم سيطرة نوع على آخر خصوصاً أن لا يكون الاهتمام بالحداثة فقط، وهذه المداخلة للأشول جعلت مدير الحوار محمد زايد الألمعي يدخل في سجال امتد إلى نهاية الحوار يؤكد بأنها بعيدة عن الحقيقة وإننا نتهمه شخصياً بإدارة هذا الحوار لمآرب أخرى.. مؤكداً بأن رئيس النادي هو الذي كلَّفه بذلك، وأكد الدكتور سعد بن عثمان عضو النادي ورئيس المجلس البلوي بمنطقة عسير: نحن في مرحلة تقييم لمرحلة ثلاثين عاماً ونتساءل ماذا قدَّم كل أديب حسب ميوله؟! ورفض العثمان إخراج الثقافة من الأندية الأدبية وقال: إذا أخرجنا الثقافة من الأندية الأدبية فلن يكون للأدباء من يحتضنهم، فالنادي استقطب الثقافة ووظفها في مكانها وأيَّد تسميتها بالأندية الثقافية بدلاً من الأدبية، فالأدباء يقومون بدورهم لو تخلى أهل الثقافة.. ودعا العثمان إلى الخصوصية في الطرح الثقافي وإعطاء المجال للجميع بما يعود بالمصلحة للجميع ورفض الغلو بشدة وكذا الرهينة.. فيما رحبت هيلة القحطاني بفكرة هذا الحوار وطالبت بإعطاء المزيد من الدور للمرأة في النادي. عضو النادي عبد الله الهنيدي قال: يجب أن نقف عند الخطوط الحمراء ولا نحرِّم كل شيء باسم الإسلام دون دليل فيما طالبت القاصة نادية الفواز بنقل الفعاليات إلى العائلة عبر الإنترنت.. مشيرة إلى تواصل الحوار والندوات بنادي أبها وطرحت سؤالاً هو: ماذا يريد النادي من المثقفين؟! وتواصلت المداخلات بين الحضور من الجنسين من أعضاء النادي والمثقفين والمثقفات.. مؤكدين أن التغيير في قيادات النادي إذا كان إلى الأفضل فلا بأس، والجميع يدعو إلى ذلك مرحبين بمشاركة المرأة في مجلس الإدارة في المرحلة القادمة. وأكدوا على أهمية الانتخاب لأعضاء مجلس الإدارة بدلاً من التعيين وأيَّدوا بقاء رئيس النادي الحالي محمد الحميد مع انتخاب وتغيير أعضاء المجلس الحالي جميعاً، وإتاحة الفرصة لدخول المرأة في مجلس إدارة النادي، وأبدى القاص محمد البكري استياءه من عدم طبع مجموعته التي قدَّمها للنادي، فيما أكد المشرف على مطبوعات النادي وعضو مجلس إدارته أحمد التيهاني أن السبب يعود للضعف في المستوى الفني للعمل وسيتم الطبع إذا حُسِّن مستوى العمل، وعلَّق مدير الحوار محمد زايد الألمعي قائلاً: نحن نطالب بتقويم للمرحلة السابقة ونحتاج إلى الثقافة لإصلاح الثقافة، سواءً بقي المجلس القديم أو الجديد.. مشيراً إلى أن النادي ليس دار نشر، فالمفترض أن يُقدم الإنتاج إلى دور نشر احترافية كما هو معمول به عالمياً. فيما أوضح الشاعر عبد الله ثابت أن هناك خلطاً لا تقف وراءه رؤية سليمة، فالهدف هو الرأي، لكن رأينا أن الهدف هو تمرير الاتهامات والضرب تحت الحزام مقترحاً أن يكون للحوار آلية وأن نتخلص من النظرة للتواريخ الشخصية ونحن بحاجة للتميُّز. من جانبه تساءل الشاعر محمد سعد حامد عن أسباب الخوض والخوف على العقيدة في كل أحاديثنا.. فنحن أصحاب عقيدة ثابتة وعلينا التطور في الفكر والإصلاح والطرح السليم.. أما القاص سعيد العمري فطالب بتصحيح المسيرة وأن يكون للنادي رسالة وصورة واضحة، فهناك من لا يعرف عنه في الشارع ومن يلومنا لانتسابنا للنادي. وفي نهاية الحوار قدَّم مقرر الحوار إلى الألمعي إحصائية أولية للأسئلة التي طُرحت على الجنسين من الحضور وكانت على النحو التالي: 54 صوتاً يرفضون ما يحصل في الأندية الأخرى. 34 صوتاً يؤيدون الانتخاب في الأندية الأدبية. 54 صوتاً يطالبون ببقاء الرئيس الحالي محمد الحميد. 36 صوتاً يطالبون بمشاركة المرأة في المجلس مقابل 14 صوتاً يرفضون مشاركتها.. وقرر رئيس النادي استئناف هذا الحوار في الأسبوع التالي.