ما أن يبلغ الفتى أو الفتاة مرحلة البلوغ حتى يبدأ الوالدان مرحلة الشك أو المراقبة والتجسس وانعدام الثقة من قبل الوالدين، لأن المراهقين في هذه المرحلة يميلون إلى الاستقلالية والخصوصية التامة في كل تصرفاتهم وهذا من حقهم ولكن، حب الأهل لأبنائهم وخوفهم من ارتكاب أبنائهم بعض المخالفات وإقامة العلاقات السيئة أو الانحراف والجنوح - لا قدر الله - يدفعهم إلى التجسس والريبة والشك، وهذه حالة سلبية تؤدي بدورها إلى نتائج عكسية وخيمة. أما الأسلوب المثالي والإيجابي في التعامل مع الأبناء هو أسلوب المراقبة والمتابعة غير المباشرة للأبناء عن طريق معرفة أصدقائهم وأماكن تواجدهم ومناقشة الأبناء في مشاكلهم وإعطائهم الحرية في حدود العقل والشرع مع متابعة سلوكياتهم والتربية أولاً وأخيراً على الضبط والمراقبة الذاتية للنفس ومخافة الله لأنها هي التي تجعل الأبناء يراقبون سلوكهم وعلاقاتهم جيداً. هذا الأسلوب يطمئن الأهل والأبناء لوجود العلاقة الطيبة والصادقة والثقة المتبادلة بين الأبناء والأمهات من جهة وبين الأبناء والآباء من جهة أخرى. وكما يقال: إذا كبر ابنك خاويه.