أمير عسير يفتتح المقر الجديد لإدارة رعاية أسر الشهداء، بديوان إمارة المنطقة    نتنياهو يناقض بايدن: «الصفقة» لا تشمل وقف الحرب    "تعليم الرياض" تنهي الاستعداد لاختبارات الفصل الدراسي الثالث    مفتي المملكة ونائبه يستقبلان رئيس جمعية إحسان    اتهام 3 أشخاص باقتحام ملعب المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا    انتخاب هالا توماسدوتير رئيسة لأيسلندا    فرصة لهطول أمطار على جازان وعسير والباحة ومكة    بناءً على ما رفعه سمو ولي العهد خادم الحرمين يوجه بإطلاق اسم الأمير بدر بن عبدالمحسن على أحد طرق الرياض    كاميرات سيارات ترصد العوائق بسرعة فائقة    الصمعاني: دعم ولي العهد مسؤولية لتحقيق التطلعات العدلية    33 ألف منشأة تحت المراقبة استعدادًا للحج    جامعة "المؤسس" تعرض أزياء لذوات الإعاقة السمعية    "أكنان3" إبداع بالفن التشكيلي السعودي    أمير الرياض يرعى تخرج المعاهد والكليات التقنية    وصول أول فوج من حجاج السودان    الطائرة ال51 السعودية تصل العريش لإغاثة الشعب الفلسطيني    «التعليم» تتجه للتوسع في مشاركة القطاع غير الربحي    المؤسسات تغطي كافة أسهم أرامكو المطروحة للاكتتاب    الإبراهيم وتاجاني يبحثان التعاون السعودي - الإيطالي    اكتمال عناصر الأخضر قبل مواجهة باكستان    السفير بن زقر: علاقاتنا مع اليابان استثنائية والسنوات القادمة أكثر أهمية    محمد صالح القرق.. عاشق الخيّام والمترجم الأدق لرباعياته    أمير تبوك يعتمد الفائزين بجائزة المزرعة النموذجية    السعودية و8 دول: تمديد تخفيضات إنتاج النفط حتى نهاية 2025    عبور سهل وميسور للحجاج من منفذي حالة عمار وجديدة عرعر    نوبة «سعال» كسرت فخذه.. والسبب «الغازيات»    في بطولة غرب آسيا لألعاب القوى بالبصرة .. 14 ميدالية للمنتخب السعودي    زلزال بقوة 5,9 درجات يضرب وسط اليابان    رونالدو يغري ناتشو وكاسيميرو بالانضمام للنصر    "كدانة" تعلن عن توفر عدد من الوحدات التأجيرية للأسر المنتجة خلال موسم الحج    الحجاج يشيدون بخدمات « حالة عمار»    انضمام المملكة إلى المبادرة العالمية.. تحفيز ابتكارات النظم الغذائية الذكية مناخيا    ماذا نعرف عن الصين؟!    حجب النتائج بين ضرر المدارس وحماس الأهالي    بدء تطبيق عقوبة مخالفي أنظمة وتعليمات الحج    سائقو الدبَّابات المخصّصة لنقل الأطعمة    الاحتلال يدمر 50 ألف وحدة سكنية شمال غزة    مزايا جديدة لواجهة «ثريدز»    الصدارة والتميز    9.4 تريليونات ريال ثروة معدنية.. السعودية تقود تأمين مستقبل المعادن    ..و يرعى حفل تخريج متدربي ومتدربات الكليات التقنية    هذا ما نحن عليه    هنأ رئيس مؤسسة الري.. أمير الشرقية يدشن كلية البترجي الطبية    إطلاق اسم الأمير بدر بن عبدالمحسن على أحد طرق مدينة الرياض    نقل تحيات القيادة وأشاد بالجهود الأمنية.. الأمير عبدالعزيز بن سعود يدشن مشروعات «الداخلية» في عسير    الأزرق يليق بك يا بونو    المملكة تستضيف بطولة العالم للراليات تحت مسمى "رالي السعودية 2025"    توبة حَجاج العجمي !    "فعيل" يفتي الحجاج ب30 لغة في ميقات المدينة    الكعبي.. الهداف وأفضل لاعب في" كونفرنس ليغ"    تقرير يكشف.. ملابس وإكسسوارات «شي إن» سامة ومسرطنة    أمير نجران يشيد بالتطور الصحي    نمشي معاك    11 مليون مشاهدة و40 جهة شريكة لمبادرة أوزن حياتك    أمير الشرقية يستقبل رئيس مؤسسة الري    الهلال الاحمر بمنطقة الباحة يشارك في التجمع الصحي لمكافحة التدخين    فيصل بن مشعل يرعى حفل تكريم معالي رئيس جامعة القصيم السابق    توافد حجاج الأردن وفلسطين والعراق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. فايز: ثقافة الحوار الوطني بين المختلفين شبه مفقودة.. وينبغي بناء مفاهيم التقارب بين المذاهب المتضادة
ضمن جلسات ندوة (الإعلام والحوار الوطني)

استكمالاً لما نُشر في الأيام الثلاثة الماضية عن ندوة (الإعلام والحوار الوطني.. العلاقة بين المضمون والوسيلة) التي قدمت خلالها العديد من أوراق العمل من نخبة كبيرة من رجال الإعلام والفكر وقد تناولت معظم هذه الأوراق كيفية تفعيل مركز الحوار الوطني وفتح آفاق جديدة بين أطياف المجتمع كافة بمختلف توجهاتها وأفكارها.. نواصل اليوم معكم تقديم مجموعة من الأوراق المهمة التي قدمت خلال هذه الندوة.
فقد قدم الدكتور فايز بن عبد الله الشهري عضو هيئة التدريس بكلية الملك فهد الأمنية عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعلام والاتصال مقدمة وفدت شبكة الإنترنت إلى المجتمع الإنساني كنادٍ عالمي مفتوح العضوية، ومع تطور برمجياتها وخدماتها وانخفاض تكلفة الاتصال بها أصبحت هذه الوسيلة وفي غضون سنوات قلائل أبرز وسائط للمساهمة في عولمة الثقافة وجماهيرية المعرفة كأسرع وسائل الاتصال الجماهيري نمواً بعدد مستخدمين يبلغ اليوم (2005م) قرابة مليار إنسان.
والمتابع لتاريخ الشبكة يعلم أنها ظلت أكثر من ثلاثة عقود رهينة (غيبتها) القسرية في دهاليز وأقبية القواعد العسكرية الأمريكية، كواحدة من أسلحة الغرب السرية في مواجهة المعسكر الشيوعي وبعد أن جلس الروس إلى طاولة (الحوار) ورفعوا راية الاستسلام، أطلق (الحاوي) الأمريكي شبكته من مخبئها إلى فضاء العالم (سنة1991م) مدشناً بذلك أكبر شبكة إلكترونية للخدمات والمعلومات وأضخم ملتقى حضاري عالمي لم يعرف التاريخ المكتوب له مثيلاً.
في تلك المرحلة التاريخية -من نشوء الشبكة - كان المجتمع العربي بين (منشغل) بعلاج آثار (حوار السلاح) عقب مغامرة صدام حسين في الكويت، أو (خائف متوجس) من هذا القادم الجديد ولهذا تثاقلت الخطى وتفاوت الحظوظ العربية في التبكير بالانضمام لنادي شبكة الإنترنت والانتفاع بخدماتها.
وتبعاً لهذا الإقدام والإحجام (الرسمي) لم تتضح معالم الإنترنت في المجتمع العربي إلا في النصف الثاني من التسعينات حين بدأت الشبكة العنكبوتية في الدخول خلسة إلى بعض المنازل العربية والسعودية من أبوابها الخلفية.
وفي المملكة -تحديداً- لم يكتمل وصول الخدمة (رسمياً) إلى عامة الناس إلا مع بداية عام 1999م. وحتى يمكن تحليل دور الإنترنت في الحوار (الوطني) بمختلف مستوياته ومن ثم رصد علاقة المضمون بالوسيلة ربما يحسن بنا هنا التذكير بأهمية العودة إلى السياق التاريخي (السياسي والثقافي) الذي ظهرت فيه الشبكة ثم التنبيه إلى أهمية وضخامة الأحداث التي تلت سواء في المملكة أو في مختلف دول العالم مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار طبيعة الخصائص العمرية لسكان المملكة ودرجة ثقافتهم الاتصالية خاصة مع تزايد الانتشار الجماهيري للشبكة الذي ترافق مع ثورة الإعلام الفضائي الذي وسعت قنواته بالحوار -كما وكيفا- إلى مدى غير مسبوق.
كما أنه من المهم التأكيد هنا على أن (وسيلة) الإنترنت تختلف عن غيرها من وسائل الاتصال الجماهيري سواء من حيث العلاقات والأدوار التي يقوم بها طرفا العملية الاتصالية الرئيسين (المرسل والمستقبل) أو من حيث طبيعة المضمون، وقد وضح ذلك من جهة سيطرة الحوادث الإرهابية وارتباطاتها (الدولية والمحلية) على ما عداها من قضايا خلال الحقبة الماضية على حوارات الإنترنت.. وقد كانت الشبكة في هذا كلّه طرفاً أساسياً مهماً (وغير محايد) ضمن علاقات معقّدة يجدها متصفح المواقع والمنتديات منعكسة بشكل جلي على طريقة عرض وطبيعة هذه القضايا التي احتلت منابر الحوار الإلكتروني.
في هذه الورقة يسعى الباحث إلى تتبّع مسارات شبكة الإنترنت من خلال رصد أبرز ملامح مراحل انتشارها في المجتمع السعودي وتحليل أثرها وتأثرها بالقضايا والمفاهيم السائدة في المجتمع وفق قراءة تحليلية تحاول أن تتحرى تشخيص وعرض الظاهرة الاتصالية العامة التي نشأت مع وحول الشبكة منذ أن دخلت منازل السعوديين ومكاتبهم قبل أقل من عقد من الزمن.
الحوار الوطني:
إشكالية المفهوم والمصطلح
لا جدال في أن انتشار (وممارسة) ثقافة الحوار في المجتمع السعودي ما زالت تواجَه بمعوقات كثيرة جراء كثير من التراكمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها ومن هنا لا يستطيع المتابع للحراك الاجتماعي في المملكة أن يرصد -تاريخياً- الكثير من الممارسات المنفتحة لتجارب حوار وطني ممنهج سواء برعاية مؤسسات رسمية أو ضمن النسق الثقافي للمجتمع ولعل هذا يفسر أول إشكال واجهة (فعل) ترويج ثقافة الحوار الوطني في بلادنا وهو صعوبة الاتفاق على الأسس المرجعية (الفكرية الفلسفية) لمفهوم الحوار الوطني بين (اتجاهات) ليبرالية جذبتها المفاهيم والممارسات المعاصرة وترى أنها شرط التعايش (وتيارات) أخرى ذات مرجعية دينية محافظة (سنية وشيعية) تستند على فهمها (المذهبي) لنصوص القرآن الكريم والسنَّة النبوية، ثم كان ثاني أبرز الإشكاليات وضوحاً هو مصطلح (الحوار الوطني) وشروطه وأطرافه وقد تفرّعت منه إشكاليات أخرى تتعلق بتحديد من هو (الآخر) المختلف الذي يتعين الحوار معه؟ ومن هو المواطن؟ وماهية الوطن، وحدود الوطنية؟ ولكن حين أطلقت القيادة السياسية مبادرة الحوار الوطني (أغسطس 2003م) توالت الفعاليات والمناشط في مختلف مناطق المملكة وتحقق لأول مرة -مع كل التحفظات- الاختراق الأهم لثقافتنا الرسمية والمجتمعية وهو الاعتراف بوسيلة (الحوار) -بدل الإقصاء- بين المختلفين، ووضع مصلحة (الوطن) وثوابته أعلى قائمة (المتفق عليه) ضمن نقاط توافق رسمي ومجتمعي (نخبوي) رضيت به -على ما يبدو- معظم رموز تيارات وأطياف المجتمع.
الحوار الوطني في المملكة هل بدأ إلكترونيا؟
بشكل عام وبتأمل السياق الاتصالي والثقافي المصاحب لمراحل انتشار الشبكة العنكبوتية في المملكة يمكن القول إن هذه الوسيلة الجديدة ربما كانت الأبرز في تعريف السعوديين بثقافة (الآخر) المختلف ودفعهم دون وجل على مناقشة قضايا متنوعة كانت إثارتها في السابق تسبب احتقانات فكرية ومجتمعية ملموسة. وحيث يصعب عملياً قياس هذا الدور إلا أنه لا يمكن إنكار حقيقة أن شبكة الإنترنت أعطت المواطن السعودي الفرصة الكاملة وبلا قيود ليقرأ ويستمع (ويحاور إن أراد) من يبدون رأيهم (ليس دائماً إيجابياً) في ثقافته ومذهبه ووطنه وسياسات حكومته. وحتى يمكن فهم تطور وبناء هذه الثقافة الاتصالية الإلكترونية في المجتمع السعودي ربما يحسن إدراك حقيقة أن هذه (الوسيلة) الحديثة مرت بالعديد من الأطوار التي تركت أثرها على (مضمون) مواقع ومنتديات الشبكة تبعاً للمؤثرات السياسية والثقافية التي طبعت كل مراحله من مراحل انتشارها بين أفراد المجتمع السعودي..
وتأسيساً على ذلك ووفقاً لدرجة انتشار الإنترنت وطريقة التعاطي الرسمي والشعبي معها يمكن تقسيم هذه الأطوار إلى خمس مراحل أساسية على النحو التالي:
المرحلة الأولى:
مرحلة الترقب والريبة (1991-1995م) في هذه المرحلة المبكّرة من عمر الإنترنت لم تكن الشبكة الوليدة ضمن الأولويات الوطنية في المملكة لأسباب كثيرة كان من أوضحها حداثة الشبكة في العالم، وانشغال الحكومة السعودية آنذاك بمعالجة آثار مغامرة غزو جيش صدام حسين للكويت وما نجم عنها من تداعيات اقتصادية واجتماعية وسياسية وهي حقبة تمكنت فيها بعض التيارات الفكرية بخطابها المثير من اعتلاء منصات الفكر المجتمعي وتسيد منابر الحوار الشعبي بشكل شبه تام.
وتبعاً لذلك فقد تميزت هذه المرحلة بالسيادة الاتصالية (جماهيرياً) لشريط الكاسيت والمحاضرات والندوات العامة وكانت وسائل وثقافة (الحوار) الوطني بين (المختلفين) شبه مفقودة وإن جرت بعض المحاولات المحدودة ولكنها في غالبها لم تتجاوز الأفعال وردود الأفعال المتسمة بكثير من الإقصاء مع غياب شروط الحوار وآدابه في كثير من الأحيان.
والأهم -في هذه المرحلة- أن شبكة الإنترنت لم تكن طرفاً في مجريات الحوار أو الصراع الفكري داخل الوطن نظراً لغيابها رسمياً وشعبياً، حيث كانت آنذاك في مراحل نشأتها الأولى التي كان من أبرز محطاتها:
-في يناير 1994م (شعبان 1414ه) تم ربط مستشفى الملك فيصل التخصصي بشبكة الإنترنت
- في مايو 1994م (ذي الحجة 1414ه) تم إنشاء اسم النطاق السعودي (sa).
- في ديسمبر 1995م (شعبان 1416ه) ربطت مدينة الملك عبد العزيز بالشبكة عن طريق المستشفى التخصصي.
من هنا يمكن أن توصف صورة شبكة الإنترنت في هذه المرحلة بوضوح ملامح الترقيب والريبة الرسمية والمجتمعية خوفاً من (مارد) الإنترنت - القادم المتحدي للرقابة- وتأثيراته وما يمكن أن يحدثه خاصة بعد أن بدأت أخباره تتسلل بكثافة إلى الصحف وبرامج التلفزيون مثيرة الأسئلة التي لم تكن إجاباتها دائماً موجودة.
المرحلة الثانية:
الاقتراب من البوابات الممنوعة (1996- 1998م):
في هذه المرحلة بدأ بعض السعوديين في تجريب خدمات الإنترنت وتذوق ثمرات تنوعها وقدرتها على عرض الآراء التي لم يتعودوا على رؤيتها بشكل علني ودون تحرج سواء ما تعلق بالنواحي السياسية أو الدينية (المذهبية) أو حتى القضايا التي يهتم بها الشباب خاصة فيما يتعلق بالعادات والتقاليد والعلاقة بين الجنسين.
ويمكن القول: إن هذه المرحلة اتسمت بشيء من (النخبوية) حيث كانت المقاربات السعودية لشبكة الإنترنت (مضموناً ووسيلة) تتم بصفة محدودة وتحدث بشكل شبه فردي خاصة من قبل الطلاب السعوديين في أوروبا وأمريكا وبعض المسافرين من رجال الأعمال وغيرهم، وقد شكلت هذه الطلائع قاعدة المستخدمين السعوديين الأوائل الذين انضمت لهم تباعاً (مجموعات محدودة) ممن (توفرت) لهم الخدمة عبر مدينة الملك عبد العزيز أو المستشفى التخصصي، ثم توسعت هذه القاعدة بعد تزايد السعوديين الذين يتصلون بشبكة العالمية عبر مقدمي الخدمة في الخارج وخصوصاً من (مملكة) البحرين.
في هذه الفترة لم تتميز الشبكة العنكبوتية بكبير تأثير كوسيلة للحوار في القضايا الوطنية بين السعوديين وإن كانت شهدت الساحة في النصف الأول من عام 1996م ظهور بعض الأصوات العالية عبر مواقع أنشأها منشقون سعوديون من الحركيين (الإسلاميين) الناشطين بعد حرب الخليج الثانية، ولكن طغيان لغتها الاقصائية المعادية للمؤسسة السياسية والدينية وضعف القاعدة الجماهيرية للإنترنت وعدم تطور برمجيات الحوار العربية جعل هذه المواقع غير واضحة الحضور في حوارات السعوديين معها وعنها.
ولعل أهم ما ميز هذه المرحلة إصدار قرارين رسميين هما:
الأول: في مارس 1997م (شوال 1417) وتضمن موافقة مجلس الوزراء السعودي على إدخال خدمة الإنترنت إلى المملكة تحت إشراف مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.
الثاني: في نوفمبر 1998م (رجب 1419) وتتضمن الموافقة على قيام 41 شركة بتقديم خدمة الإنترنت التجارية في المملكة.
وحتى يمكن تلخيص أبرز ملامح هذه المرحلة يمكن القول إنها شكّلت بداية اهتمام ووعي للسعوديين بالوسيلة الجديدة ومحاولة بعضهم الاقتراب من مضامينها مترافقاً مع الظهور التدريجي لبعض المواقع السعودية أو ذات الاهتمام بالشأن السعودي.
وكان الملمح الواضح هو بدء ظهور أصوات متطرفة على الشبكة بالتزامن مع تدشين بعض منتديات الحوار العربية مستفيدة من تنامي عدد المستخدمين العرب وتطور حلول الكتابة والنشر الإلكتروني باللغة العربية.
المرحلة الثالثة السماح الرسمي (الاكتشاف والانبهار) (1999 -2000م): لعل عنوان (الاكتشاف والانبهار) هو أدق ما يمكن وضعه توصيفاً لهذه المرحلة التي بدأت مع تقديم الخدمة للسعوديين بشكل تجاري.. ففي غضون أسابيع قليلة من بدء الخدمة رسمياً وجد المجتمع السعودي (الشباب) نفسه أمام شاشة عجائبية تفتح أبواب كل الأسئلة دون حسيب ولم تكتف الشبكة فيه باقتحام الممنوعات (السياسية والثقافية) فقط، بل كانت مواقعها ومنتدياتها العربية مسرحاً مفتوحاً لتشريح الرموز الاجتماعية والسياسية والدينية..
ومع إغراء حرية النشر والتخفي خلف الأسماء المستعارة اندفع مستخدمو الإنترنت السعوديون إلى طرح قضاياهم ومناقشة همومهم، لتشكل هذه الإرهاصات بدايات انفتاح الجيل الجديد في المملكة على الحوار والقضايا ذات الصلة بالإشكاليات المذهبية والطائفية والإقليمية التي لم يكن التعاطي معها ممكناً بهذا الشكل المفتوح قبل عصر الإنترنت.
وفي الإجمال يُلاحظ في هذه المرحلة أن نصيب القضايا المحلية في حوارات السعوديين كان ضئيلاً، حيث كان جلّ الاهتمام مركزاً على القضايا الإسلامية والعربية العامة ولعل من أبرز ملامح هذه المرحلة:
- تزايد حدة التعليقات والتجاذبات مع وضد نشاطات وتهديدات رموز تنظيم القاعدة للغرب والحكومات العربية.
- الاهتمام الواضح بقضايا الصراعات المسلحة في أفغانستان والشيشان وغيرها.
- التعاطف مع انتفاضة الأقصى الثانية (سبتمبر2000) واغتيال الطفل الفلسطيني (محمد الدرة 11 عاماً).
- اكتمال وصول عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة إلى أكثر من300 ألف مستخدم.
- ظهور المزيد من المواقع التابعة للمؤسسات الرسمية والخاصة والأفراد.
ولعل أبرز ما يميز هذه المرحلة هو بدء اهتمام السعوديين بإنشاء المواقع الحوارية التي غلب على محتواها الخطاب الإسلامي (الأممي) مع وضوح الحدة مع الخصوم والمخالفين حتى ممن ينتسبون للمذهب الواحد.
وكانت النتيجة أن أخذ كل فريق يؤسس مواقعه ومنتدياته الخاصة وفي المقابل لم يكن الصوت (الليبرالي) المحلي واضحاً على الشبكة في هذه المرحلة باستثناء محاولات محدودة منها تجربة مجموعة من الصحفيين والكتّاب السعوديين الذين أسّسوا موقعاً لنشر كتاباتهم التي ضاقت بها -كما يبدو - منافذ النشر التقليدية وقدموا عبر موقعهم خدمة الحوار المباشر وأداروا نقاشات اتسمت ببعض الانفتاح والجرأة ولكن التجربة لم تعمر طويلاً.
المرحلة الرابعة:
الحوار الإلكتروني تحت دخان البنادق (2001 -2003 م):
تعد هذه المرحلة العصبية أهم وأعقد المراحل التي يمكن تأريخها مع صبيحة 11 سبتمبر 2001 م يوم تفجيرات نيويورك وواشنطن وهو الحدث الذي يعدّ أحد المفاصل المهمة في التاريخ المعاصر.
وقد عاش وتأثر المجتمع السعودي بتداعيات الحدث وما تلاه من أحداث خاصة مع ورود اسم 15 (شاباً سعودياً) بين منفذي الهجمات ال19. وقد كانت شبكة الإنترنت في هذه المرحلة الوسيلة الاتصالية الأبرز في التعاطي مع إشكاليات وتداعيات هذه العمليات والفكر الذي يحرك أصحابها، سواء من حيث نقل ومتابعة الأحداث أو من جهة محاولات التيارات الفكرية المتضامنة توظيف الإنترنت لحشد الأنصار واكتساب المزيد من المتعاطفين (لتأديب الطواغيت والحكومات الكافرة). وقد بدت السيادة الإلكترونية في أول الأمر وكأنها في يد الجماعات المتطرفة متمثلة في ديناميكيتهم واستغلالهم لتناقضات واحباطات الواقع الإسلامي والعربي، وقد ظهرت سيطرة أعضاء هذه التيارات على المنابر الحوارية ضمن تكتيك مخطط ومدروس وضح من خلال انتشارهم عبر عشرات المنتديات التي والوا من خلالها نشر فكر رموزهم، وتفنيد حجج مخالفيهم، باعتماد لغة عنيفة لا تتورع عن رمي الخصوم بالكفر والزندقة والمروق من الدين.
خلال هذه المرحلة كانت قضايا التجاذبات بين المجموعة المتطرفة وغيرها من التيارات واضحة بحيث ظهرت الخريطة الفكرية للجماعات والتيارات السلفية منقسمة بشكل واضح وكان مفصل هذه التقسيمات يحدد -بشكل رئيس- بناء على رأي وموقف كل مجموعة من مفهوم الجهاد وعلاقته بالإرهاب، وقضايا الإصلاح الوطني وحدوده، إضافة إلى دور العلماء في المجتمع وعلاقتهم بالحكم (السلطة).
في هذه الفترة لم تكن قضايا الحوار الوطني تتجاوز هذه المنطقة الرمادية خاصة مع تنامي أدبيات الفكر المتشدد وقوة حضور رموزه عبر شبكة الإنترنت ولكن هذا لم يمنع أن تجد بعض القضايا الوطنية فسحة في حوارات الأطراف المشاركة في منتديات الإنترنت مثل قضية (دمج) رئاسة تعليم البنات مع وزارة المعارف (التربية والتعليم) وقضايا تغيير المناهج ونحوها.
في 12 و24 مايو 2003م وقعت سلسة من التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مجمعات سكنية يسكنها أغلبها أجانب في الحمراء وغرناطة (شمال الرياض) وفور وقوع هذه الأعمال اشتعلت مواقع الإنترنت ومنتدياتها في حوارات صاخبة كان فيها صوت الرافضين والمحتجين على هذه الأعمال هو الأعلى هذه المرة مع انحسار التأييد والتعاطف إلى مواقع ومنتديات محدودة حاول أعضاؤها تأييد وتبرير هذه الأعمال وفق خط سياسي فكري ملتبس بمفاهيم مشوشة عن الجهاد والولاء والبراء وجود (المشركين) في جزيرة العرب.
ومع اقتراب نهاية هذه المرحلة وقع حدث مهم آخر ترك أثره بشكل واضح على حوارات السعوديين الإلكترونية وغيرها ألا وهو جريمة تفجير (مجمع المحيا السكني) في الرياض (9 نوفمبر 2003م) الذي قتل فيه عدد من المسلمين وحوالي 35 طفلاً مما آثار استياء الشارع السعودي بشكل غير مسبوق وحوّل قطاعات كبيرة من شرائح المجتمع من مراقبين إلى فاعلين في المواجهة الفكرية، وبالطبع كانت شبكة الإنترنت المحضن القريب لنبض المحتجين، الذين لم يكتف بعضهم بالمشاركة في المنتديات القائمة، بل اتجهوا إلى تأسيس مواقع ومنتديات فيما يشبه رد فعل (وطني) وروح جديدة انبعثت في المنتديات والمجموعات الحوارية الإلكترونية.
وقد ساهم صحفيون وكتّاب في جهود إدارة دفة الحوارات الإلكترونية نحو هدف عام يركز على فهم الدين الصحيح والثوابت الوطنية ضمن حملة فكرية بدت أكثر توازناً ولغة وحواراً متعلقة.
خصائص المرحلة:
- ظهور كتابات ومواقع وسطية تناقش القضايا بهدوء مما ساعد على سحب الكثير من مظاهر السيادة الفكرية (الحوارية) من المنتديات الإلكترونية المتشددة.
- صدور قرار رسمي ببدء وتنشيط مؤتمرات ولقاءات الحوار الوطني الذي اعترفت فيه بشكل واضح بوجود الاختلاف وفضيلة الحوار.
ومما يمكن رصده في هذه المرحلة هو بدء ظهور وانتشار منتديات إلكترونية منفتحة طرحت وناقشت من خلالها العديد من القضايا الوطنية وفق أجواء جديدة اتّسمت بالجرأة، بل حتى تجاوز الكثير من الحدود الثقافية مدعومة بمشاركة وتأييد بعض الرموز والتيارات الفكرية.
ولكن مسار الحوارات في بعض هذه المواقع جنح في مراحل كثيرة إلى مناقشة قضايا شائكة رؤى أنها قد تمس بعض ثوابت المجتمع وتزيد من تعقيدات بعض القضايا في العلاقات الاجتماعية والسياسية مما أدى إلى إغلاقها.
ويلخص الصحفي والناشر عثمان العمير رئيس تحرير موقع إيلاف (16) هذه الإشكاليات بقوله: (في المنتديات الوضع مختلف لا تعرف من أمامك هل هو رجل مستقيم أو غير مستقيم... أناس تكتب لا أحد يسألها وأسماء مستعارة لا يعرف من هو خلفها، منهم من يكتب بأسماء مختلفة، هناك أسماء أو جماعات تحاول اختطاف الإنترنت لمصلحتها فقط، متطرفة أو متشددة تريد امتلاك كل المساحات وهناك (الليبراليون) هم أكثر ضيقاً بالرأي الآخر وأكثر تحجراً في آرائهم.
المرحلة الخامسة:
الحوار في شؤون المجتمع ( 2004- 2005م): لعل أول ما تميزت به هذه المرحلة هو التوسع الكبير في قاعدة مستخدمي الإنترنت مع وصول تقديرات نسبة نمو استخدامها في المملكة خلال الفترة 2000 -2005م إلى حوالي 1170% (عدد المستخدمين وصل إلى 2.5 مليون تقريبا).
ويمكن القول: إن هذه المرحلة شكلت البداية الحقيقة للتوظيف الاجتماعي لمنتديات الإنترنت في حوارات الشؤون الوطنية العامة والخاصة.. الجوانب الاقتصادية مع انتعاش السوق الاقتصادي في مجال الأسهم وزيادة الدخول وقد عكست مواقع الإنترنت هذا الاهتمام بشكل واضح.
وفي هذه المرحلة أيضاً يتبيّن تلاشي وضعف الخطاب المتعاطف أو المبرر لبعض توجهات وأفكار الجماعات المتطرفة بين رواد المنتديات الحوارية متواكباً مع النجاحات الأمنية وتكثيف التوعية الفكرية بخطر الأفكار المتطرفة.
وكان الحدث الأبرز وربما يمكن اعتباره القول الفصل في انصراف بعض المتعاطفين فكرياً مع هذه الجماعات هو إعلان الجماعات المتطرفة عن نفسها ومنهجها بشكل لم يعدّ معه هناك مجال للبحث في حسن نواياهم وذلك بارتكابهم لسلسلة من الأخطاء الإستراتيجية الفادحة التي كشفت هشاشة غطائهم الفكري وعدائهم للمجتمع وكان أبرز هذه الأخطاء تفجير مقر الأمن العام (أبريل 2004م) الذي تسبب في قتل أربعة أبرياء ودمار مادي هائل دلّل فيه مرتكبوه على عمق مأساة الانحراف الفكري وأحدثوا بذلك القطيعة التامة مع البقية الضئيلة من المتعاطفين معهم.
في هذه المرحلة يجد متصفح الإنترنت مئات المواقع والمنتديات الحوارية التي حظيت بشعبية كبيرة بين مستخدمي الإنترنت السعوديين وان كانت في معظمها لا تقدم طرحاً فكرياً جاداً ومتوازناً.
ويبدو أن نسبة مهمة من منتديات الإنترنت قد أخذت تعني بقضايا جديدة أعطاها مستخدموها الأولوية ويتضح ذلك من جماهيرية مواقع هوايات الشباب في مجالات مثل الشعر الشعبي وقيادة السيارات، وتشجيع الأندية الرياضية وتطوير القدرات الشخصية.
الملامح العامة للخطاب
الفكري السعودي على الشبكة
مع قصر عمر الشبكة وحضورها كوسيلة جماهيرية في المجتمع السعودي إلا أن تلك الفترة كافية لوضع توصيف عام للخطاب الثقافي والاتجاهات الفكرية التي ميّزت الحضور السعودي على الشبكة ويمكن في هذا الاتجاه أن تتميز أربعة اتجاهات فكرية رئيسية تتفاوت جماهيرية وتأثيرية وهي:
- أولاً: الخطاب الفكري الإسلامي:
يعدّ الخطاب الإسلامي بمختلف تياراته أبرز وأنشط الخطابات الفكرية العربية والسعودية على شبكة الإنترنت وأكثرها وضوحاً وحيوية.
ومنذ أن ظهرت الإنترنت في العالم العربي ولأسباب سياسية وأمنية كان الحضور الفكري للجماعات الإسلامية واضحاً وقوياً، وكما سبق ذكره فقد نشطت هذه الجماعات والمدارس الفكرية - بشكل خاص- بعد حوادث 11 سبتمبر (2001م) ومن خلال ما يعرض من محتوى إلكتروني حول الشأن السعودي يمكن التميز بين ثلاث مدارس فكرية نشطة تعمل تحت مظلة الفكر الإسلامي وهي:
المدرسة الأولى:
المدرسة الإسلامية التقليدية هذه المدرسة عادة ما تكون تابعة لمؤسسات رسمية أو شبه رسمية أو لشخصيات ورموز فكرية إسلامية ذات خط فكري محافظ. ويمكن ملاحظة حضورها من خلال مواقع ومنتديات إلكترونية تتسم بوجود أطروحات فكرية يغلب على عليها الهدوء والتركيز على مسائل التأصيل العقدي والفتاوى ولا تتطرق بشكل واضح إلى بعض الإشكاليات العصرية خاصة تلك التي تتعلق بالقضايا السياسية الشائكة أو ما يختص بالجدل الدائر مع الآخرين من غير المسلمين مع وضوح لغة اقصائية قوية مع المخالفين خاصة مما تسميهم هذه المدرسة (بالحزبيين) من الحركيين من الجماعات الإسلامية.
المدرسة الثانية:
الجماعات الإسلامية الحركية وتتشكل من بعض المجموعات الفكرية وثلة من المفكرين الإسلاميين الناشطين الذين اتجهوا إلى الإنترنت كوسيلة إعلام متاحة ووجدوا فيها مجالاً للحركة ونشر أفكارهم التي تتميز عادة ببعض الجرأة والكثير من مؤشرات الانخراط في القضايا السياسية وفق منهج توفيقي غير متضح الملامح مع المخالفين من أصحاب المدارس الفكرية الأخرى.
ويلاحظ في حوارات منتسبي هذه المدرسة الاكتفاء بالتلميح -مدحاً أو قدحاً- عند ذكر الأنظمة والرموز السياسية القائمة، مع حرصهم على الحفاظ على كثير من الخطوط الفكرية المشتركة مع علماء.
المدرسة الثالثة:
الجماعات المتشددة وينطبق وصف الجماعات المتشددة -هنا - على مجموعات انتهجت المصادمة الفكرية والعسكرية مع مجتمعاتها وتتضح خصائص منهج المتشددين هنا من خلال مواقعهم ومنتدياتهم وبعض المنافحين عنهم الذين يتسمون بخطابهم التصادمي الرافض للواقع بلهجة حماسية تعتمد التأثير العاطفي وبعث الحماس والغيرة لدى الشباب - وقد قدمت الإنترنت لهذه الجماعات خدمة كبرى كونها المنفذ الوحيد للتواصل والاتصالات مع المتعاطفين والأنصار وغيرهم.
وتتميز لغة الحوار في منتديات هذه الجماعات بالحدة والانفعال عند مخاطبتها الخصوم وتهيمن على موضوعات الحوارات التي يديرونها لغة انفعالية عاطفية لا تقبل المخالف ولا تحاوره وفق منهج يتسم بالتحدي والإثارة وفي معظم الطرح الفكري لهذه الجماعات يمكن ملاحظة الكثير من مؤشرات السذاجة السياسية وعد الكفاءة الفكرية في قراءة حقائق الواقع السياسي والعسكري في العالم وتعد هذه الجماعات أنشط مجموعات الإنترنت الإسلامية حركة وإنتاجاً وتتميز مواقعها بالحيوية والنشاط والتجديد.
- ثانياً:
الخطاب الفكري الليبرالي عبر شبكة الإنترنت:
أيضاً ظهرت أطروحات مدرسة فكرية عربية ذات توجه ليبرالي يتميز بشيء من الانفتاح الفكري على الثقافات الغربية مع تأثير واضح بشعارات ورموز عصر التنوير في أوربا.
ويتسم أكثر الطرح الليبرالي عبر مواقع ومنتديات الإنترنت بصوت حاد وتبرم عام من ثقافة المجتمع وبشكل خاص فيما يختص بالعلاقة بالمدرسة الإسلامية بكل أطيافها.
ويتبيّن من قراءة محتوى وأسماء المشاركين في المنتديات بروز شيء من التحالفات الفكرية ذات الطابع البراغماتي مع بعض المثقفين الإسلاميين الخارجين عن عباءة الإسلام الحركي لتشكيل من يمكن تسميتهم (بالليبراليين الجدد) الذين لم تتبيّن ملامح واضحة لمشروعهم الفكري ونظرتهم للمستقبل.
ويبدو أن مشكلة بعض المتحمسين للخط الليبرالي لا تختلف كثيراً عن بعض أنصار الخطاب الإسلامي الحركي من حيث عدم الصبر مع المخالفين وتحويل القضايا الكلية في الاختلاف إلى صراعات جدلية لا تنتصر لفكرة أو منهج.
- ثالثاً:
الخطاب الثقافي (الجماهيري):
يجد الزائر على شبكة الإنترنت مئات المواقع والمنتديات العامة التي تحظى برواج كبير تشكل في مجملها ملامح ثقافة جماهيرية.
ومع أن هذه المنتديات والمواقع لا تقدم طرحاً فكرياً جاداً إلا أنها تهتم بالهوايات وقضايا الشباب في مجالات مختلفة مثل الشعر الشعبي، وقيادة السيارات، وتشجيع الأندية، وتطوير القدرات الشخصية، وتقدم بعض هذه المواقع خدمات أخرى مثل توفير البرامج المجانية، وتقديم الاستشارات في مجالات استخدامات البرامج والهواتف والمشكلات الفنية، إضافة إلى خدمات البيع والشراء وبرامج الحوارات والتعارف.
وعادة ما تهيمن على موضوعات هذه المنتديات هموم الشارع اليومي مثل تعرفة مكالمات الهواتف ونقص وخدمات وعناوين الأخبار اليومية دون التعمق في التفصيل.
- رابعاً:
الخطاب الفكري المستعرب:
وفرت شبكة الإنترنت -دون غيرها من وسائل الاتصال- ولأول مرة خدمة الاتصال غير المكلف وبشكل مباشر بين الشعوب والثقافات دون وسطاء أو رقباء، وإلى جانب المحتوى العربي الذي تطلقه مؤسسات وأفراد عرب يجد الزائر العربي والسعودي العديد من المواقع الفكرية باللغة العربية.
وتنتمي بعض هذه المواقع لمؤسسات ومنظمات ثقافية دولية أنشئت لأغراض علمية وسياسية وثقافية.
وتتميز بعض هذه المواقع الدولية بالحرفة الفنية العالية وجاذبية خطابها وقدرته على استقطاب النخب الفكريّة العربيّة بطرحها الفكري الذي عادة ما يهتم بالقضايا التنمويّة ومسائل حقوق الإنسان والديمقراطيّة.
يتبع غداً..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.