توجه صباح أمس الأحد ملايين الألمان للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية المبكرة وسط منافسة شديدة بين الأحزاب المشاركة واستطلاعات رأي تشير إلى تقارب النسب بين الأحزاب الكبيرة، وتوقعات بعدم حصول أي منها على أغلبية واضحة. الأسئلة التي تفرض نفسها اليوم: من سيفوز بمنصب المستشار ؟ وهل ستصبح أنجيلا ميركل أول مستشارة في تاريخ ألمانيا؟ أم سيحتفظ جيرهارد شرودر بمنصب المستشار؟ الإجابة بطبيعة الحال في يد الناخبين الألمان الذين لم يحسم ثلثهم حتى الآن أمرهم مما يزيد من صعوبة التوقعات بالمخرج المحتمل لهذه الانتخابات. وتشير آخر استطلاعات الرأي إلى حصول التحالف المسيحي المعارض بزعامة أنجيلا ميركل على نسبة تتراوح بين 41 و43 بالمائة من مجموع الأصوات. كما يحصل شريكه الحزب الحر الديمقراطي على نسبة تتراوح بين ستة وثمانية بالمائة وهي نسب لا توفر الأغلبية. وفي الوقت نفسه أظهرت الاستطلاعات حصول الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم ومرشحه المستشار جيرهارد شرودر على نسبة تتراوح بين 32 و34 بالمائة وحصول شريكه حزب الخضر على نسبة تتراوح بين ستة وثمانية بالمائة، وهي نسب تعني فشل الائتلاف في مواصلة الحكم. ويحول حزب اليسار الجديد دون حصول أي من الائتلافين على الأغلبية المريحة في البرلمان، حيث تشير استطلاعات إلى حصوله على نسبة تتراوح أيضا بين ستة وثمانية بالمائة. أما باقي الأحزاب الأخرى الصغيرة (20 حزبا) فيصعب حصول أي منها على نسبة الخمسة بالمائة اللازمة لتمثيل الحزب في البرلمان. ويتنافس نحو 3648 من المرشحين على 598 مقعدا في البرلمان الألماني وسط توقعات بحضور نسبة تتجاوز ال 80 بالمائة من المسجلين في الدوائر الانتخابية للإدلاء بأصواتهم ويستثنى فقط دائرة انتخابية (912 ألف صوت) في مدينة دريسدن نظرا لوفاة إحدى المرشحات وتأجل الانتخابات فيها إلى الثاني من الشهر المقبل. وبمراجعة استطلاعات الرأي الأخيرة تتضح صعوبة التنبؤ بمخرج هذه الانتخابات في حال عدم حصول أي من الائتلافين على أغلبية لتشكيل حكومة ويفتح المجال لاحتمالات تشكيل ائتلاف كبير بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم والتحالف المسيحي المعارض في حكومة وحدة وطنية على الرغم من رفض قيادات الحزبين حتى الآن هذا المقترح أملا في الحصول على الأغلبية في اللحظات الأخيرة.