هل يسقط حزب الليكود في هاوية الانقسام؟ وهل يتحول الحزب الأكبر في تاريخ إسرائيل إلى حزبين؟ وهل سيكون لذلك تأثير على تشكيل الساحة السياسية في إسرائيل؟ هذه الأسئلة تطرح نفسها في الوقت الراهن داخل إسرائيل على خلفية الأزمة الداخلية الحادة التي يمر بها الليكود في أعقاب الانسحاب من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية. حيث أبرزت المعارك الداخلية في الليكود منذ فبراير 2004 وحتى الآن وجود العديد من الأجنحة داخل الحزب، ويمكن إجمالها في جناح اليمين وجناح يمين الوسط. وقد أشارت استطلاعات الرأي التي جرت مؤخراً إلى وجود أربعة سيناريوهات رئيسية أمام الليكود- وذلك بحسب وصف صحيفة معاريف في عددها الصادر في 25-8- السيناريو الأول هو أن يظل الليكود كما هو برئاسة شارون ويظل حزب العمل كما هو برئاسة شمعون بيريس، ويقدر المراقبون إن هذا السيناريو أبعد السيناريوهات عن الواقع، فاحتمال أن ينتصر شارون في الليكود وأن يجد شمعون بيريس نفسه مرة أخرى رئيساً لحزب العمل يعد احتمالاً طفيفاً. أما السيناريو الثاني فهو أن ينتصر بنيامين نتنياهو، وزير المالية المستقيل، على شارون، وهو السيناريو الأكثر معقولية بحسب الاستطلاعات الأخيرة. والسيناريو الثالث، فيسمى الطوفان الصغير، حيث ينشق حزب الليكود إلى حزبين، أحدهما برئاسة شارون والآخر برئاسة نتنياهو، وهذه هي الإمكانية التي يصفها مستشارو شارون بأنها الأكثر معقولية في حالة هزيمة شارون في الانتخابات الداخلية للحزب. وفي هذه الحالة سيحتفظ نتنياهو بالاسم التجاري لليكود، بينما سيضطر شارون إلى إيجاد اسم جديد يخوض به الانتخابات. أما السيناريو الرابع والأخير، فهو سيناريو الطوفان الكبير، وهو يتحدث عن توحيد الأحزاب، ولكن رجال شارون يعدون بألا يحدث ذلك، كما أقسم بيريس بالأ ينضم إلى هذا الحزب. ويقول تومي لابيد، رئيس حزب شينوي، إن هذا أمر غير واقعي. حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن الأحزاب المختلفة التي ستشكل هذا الحزب ستحصل على مقاعد أكثر حين تتنافس منفردة، ولكن الاستطلاع الأخير الذي أجرته صحيفة معاريف في عددها سابق الذكر يُظهر أنه في حالة انضمام حزب العمل وحزب شينوي إلى شارون ومؤيديه، فإن النتيجة ستكون (طوفان)، (طوفان) حقيقياً وملموساً، حيث ستميل الخريطة السياسية بقوة بقوة إلى المركز- اليسار، فيما أن اليمين سيتحطم. ولكن هناك مشكلة واحدة في حزب الطوفان الكبير: فالجميع يقولون إنه لا أمل في أن يقام هذا الحزب، باستثناء حاييم رامون. وختاماً، لا تكون هناك مبالغة في القول بأن الخريطة السياسية الإسرائيلية سيعاد تشكيلها على قواعد جديدة في حالة حدوث الانقسام. حيث سيتحول النظام الحزبي الإسرائيلي من حالة الحزبين الكبيرين (الليكود والعمل) وبجانبهم عدد من الأحزاب المتوسطة والصغيرة إلى نظام يضم ثلاثة أحزاب رئيسية هي (العمل) و(تيار الليكود الوسط) و(تيار الليكود اليميني). وقد تشهد الساحة الحزبية الإسرائيلية في هذه الحالة تجمعات مركزها هذه الأحزاب الثلاثة، بحيث تختفى الأحزاب الصغيرة التي مثلت إحدى ركائز السياسة الإسرائيلية منذ منتصف السبعينيات. وهو الأمر الذي سيعتمد أساساً على ما ستسفر عنه الصراعات داخل الليكود خلال الفترة المقبلة.