في العدد 11925 الموافق 15 من ربيع الثاني لعام 1426ه عاد بنا الأخ الكريم عبد الحفيظ الشمري إلى الوراء أكثر من 30 عاماً وذكَّرنا ببعض الموروثات اللفظية المستخدمة في ذلك الوقت لتخويف الأطفال عند مخالفتهم أوامر والديهم، وبلا شك أنه كان من الأساليب المخيفة لنا كأطفال في ذلك الوقت. كانت عوافي الله (نسأل الله أن يرزقنا العافية) تمثل بعبعاً يمثل أشد أساليب التهديد والوعيد، وخصوصاً مع الأطفال الصغار جداً من الميلاد حتى أربع سنوات تقريباً، وتعني (عوافي الله) بالنسبة للطفل نزول العقاب من السماء مباشرة بشكل مخيف ووهمي غير واضح للطفل، وذلك إذا لم يُعلن توبته في الحال، وليس ما ذكره الأخ وحده، إنما يُوجد غيرها الكثير، أذكر مما أذكر ويستخدم للتخويف أيضاً المقرصة الحامية وأبو سلعامة. أما المقرصة الحامية فهي أيضاً لتخويف الطفل إذا أخطأ كردِّه على مَن هو أكبر منه وعدم احترامه، أما أبو سلعامة فهو وحش مجهول الشكل، ولكنه بمثابة عفريت أو جني، وحسب وصفهم فإنه أسود الشكل متوحش قبيح المنظر، ويستخدم للتخويف من الاقتراب من الآبار؛ أي (الركية أو القليب)؛ خوفاً على الطفل من السقوط في البئر، فيخوفونه ب(أبو سلعامة)؛ لكي يبتعد عن البئر ولا يقترب منها. وعوداً على بدء ف(حمار القايلة) الذي ذكره الأخ عبد الحفيظ هو حسب وصف الشبان الأولين حمار أسود اللون ويظهر وقت الظهيرة في حموة الشمس والحر، فيوهمون الأطفال بأنه حمار مختلف يأكل الأطفال، فيمنعون بذلك خروج الطفل في هذا الوقت خوفاً عليه. أما بخصوص أهلنا، رحمهم الله تعالى أحياء وأمواتاً، فحدودهم هو بيئتهم التي يعيشون فيها، لم يروا اختراعات أوغيرها، وإنما تعايشوا مع بيئتهم وما تيسر لهم من إمكانات، وحسب ما توفر لديهم من معلومات تعايشوا مع زمنهم، وإلا في ذلك الزمن كان العالم يعج بالمخترعات مثل الطائرات وناطحات السحاب ولكنهم ماتوا ولم يعلموا عنها شيئاً، كانت للغالبية منهم لو ذُكرت لهم بمثابة أحلام ليل. هذا ما أحببتُ إضافته، وقد يكون هناك الكثير من الخرافات اللفظية التي استخدمت في ذلك الوقت، وقد تتغير حسب البيئة في بلادنا الحبيبة. عبد الله الربيعة /عشيرة سدير