فهد بن سلطان يرعى حفل تخريج طلبة جامعة تبوك.. اليوم    أمير الرياض يستقبل سفير موريتانيا ومدير السجون    منتدى «الاستثمار السعودي الأميركي».. يؤسس لمرحلة اقتصادية جديدة    إيلون ماسك من الرياض: مستقبل الروبوتات والذكاء الاصطناعي في قلب الشراكة السعودية الأمريكية    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تباين    القمة الخليجية الأميركية.. توحيد الجهود لمواجهة التحديات    رئيس الشورى: المملكة تواصل دعمها لتعزيز وحدة الصف في العالم الإسلامي    شراكة تتجدد    ولي العهد وترمب يرأسان القمة السعودية - الأميركية ويوقعان وثيقة الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية    «الشورى» يطالب بمحتوى إعلامي يغرس القيم ويعزز حضور المملكة العالمي    الصندوق الكشفي العالمي يثمّن دعم المملكة    حرس الحدود بمنطقة مكة المكرمة ينقذ (4) أشخاص بعد جنوح واسطتهم البحرية    أمير نجران يستعرض تقرير نتائج دراسة الميز التنافسية    تخريج 3128 خريجاً من الجامعة الإسلامية برعاية أمير المدينة    "واحة الإعلام" تختتم يومها الأول بتفاعل واسع وحضور دولي لافت    المرأة السعودية.. جهود حثيثة لخدمة ضيوف الرحمن    سعود بن نايف يحتفي ب"أرفى"    مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية تُدشّن أول نظام روبوتي مختبري من نوعه «AuxQ»    النصر يعادل الرقم القياسي في لقاء الأخدود    بندر بن مقرن يشكر القيادة بمناسبة تعيينه مستشارًا بالديوان الملكي بالمرتبة الممتازة    الأمير حسام بن سعود يرعى حفل تخريج 4700 طالب وطالبة من جامعة الباحة    الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بنجران في زيارة لمدير عام التعليم بمنطقة نجران    نجران الولاء.. وقدوات الوفاء    الخارجية الأمريكية: ترمب يرى السعودية شريكا أساسيا بكل المجالات    شاشة كبيرة لهاتف Galaxy Z Flip 7    العلاقات السعودية الأمريكية.. شراكة راسخة وآفاق واعدة    فنون أبها تحتفي ب "إلى من يهمه الشقر"    إنفانتينو: السعودية ستنظم نسخة تاريخية من كأس العالم 2034    فريق صُنّاع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في مهرجان المانجو في صبيا    آل الشيخ يوجه بتخصيص خطبة الجمعة القادمة للتحذير من مخالفة أنظمة الحج والذهاب دون تصريح    الاتفاق يُمدد عقد الشهري لمدة موسم    ملك البحرين يصل إلى الرياض وفي مقدمة مستقبليه نائب أمير المنطقة        رئيس جمعية الكشافة يكرِّم شركة دواجن الوطنية لدعمها معسكرات الخدمة العامة    المعرض الدولي للمعدات والأدوات يستعرض الفرص في السوق البالغة قيمته 10.39 مليار دولار أمريكي    مستشفى الملك عبدالله ببيشة يفعّل اليوم العالمي للصحة والسلامة المهنية ببرنامج توعوي شامل    "لازوردي" تحقق 12% نموا في الإيرادات التشغيلية خلال ربع 2025 الأول بصافي ربح قدره 13.3 مليون ريال سعودي    قطاع ومستشفى المجاردة الصحي يُنظّم فعالية "اليوم العالمي لنظافة الأيدي" و "الصحة المهنية"    تيريم يتغنى بسحر حمدالله    مدير عام فرع هيئة الهلال الأحمر السعودي بجازان يهنئ سمو أمير منطقة جازان وسمو نائبه بمناسبة تعيينهما    أطفالنا.. لسان الحال وحال اللسان    انطلاق منافسات "آيسف 2025" في أمريكا بمشاركة 40 طالبًا من السعودية    القبض على 4 أشخاص لترويجهم مواد مخدرة    العدل: إصدار132 ألف وثيقة صلح في عام 2024    إقرار المبادئ التوجيهية للاستثمارات الخضراء.. مجلس الوزراء: الموافقة على تنظيم هيئة الطيران المدني    نصف مليون شخص معرضون للموت جوعاً.. تحذير من كارثة إنسانية وشيكة في غزة    225 مخبأ سلاح جنوب لبنان والجيش يسيطر    100 مبادرة إثرائية توعوية بالمسجد النبوي.. 5 مسارات ذكية لتعزيز التجربة الرقمية لضيوف الرحمن    الاتفاق الأمريكي الصيني يصعد بالأسواق    مودي يؤكد وقف العمليات العسكرية.. الهند تتقدم نحو حل سياسي شرط المعالجة الأمنية    10 ملايين يورو بين الهلال وأوسيمين    "الغذاء والدواء": ثلاثة أنواع من البكتيريا تهدد السلامة    70 % من مرضى الربو يعانون من حساسية الأنف    «الشؤون الإسلامية» بجازان تحقق 74 ألف ساعة تطوعية    ضمن مبادرة"مباراة النجوم".. القادسية يستضيف 30 شخصاً من ذوي الإعاقة    "الشريك الأدبي" في جازان: حوار مفتوح بين الكلمة والمكان    حماية مسارات الهجرة بمحمية الملك    انطلق بمشاركة 100 كادر عربي وأوربي.. أمين الرياض: «منتدى المدن» يعزز جودة الحياة ويقدم حلولاً مشتركة للتحديات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكبتاجون (المغشوش) يجتاح أفواه الطلاب؟!!
تزامناً مع الامتحانات.. ( الجزيرة ) تطرح القضية وتحذر الأسر
نشر في الجزيرة يوم 28 - 05 - 2005

لم تكن المخدرات وليدة هذا العصر فقد عرفها الإنسان منذ القدم، وحاربتها المجتمعات القديمة ثقافياً ودينياً، فهي آفة مدمرة تطورت وتطور معها الدمار والفساد حتى أن من يتعاطاها بلا شك سيكون مدمناً يسهل السيطرة عليه.
وانتشار المخدرات بأنواعها حرب ضد الطاقات والعقول من شباب الأمة الذين يعدون الكنز الحقيقي، وأمل الأمة، ومحط أنظارها، ومشكلة تعاطي المخدرات ليست مشكلة اجتماعية فحسب بل مشكلة نفسية وصحية واقتصادية وأخلاقية.
ومما يثير القلق خصوصاً في مثل هذه الأيام ومع قرب بداية الاختبارات الدراسية للطلاب والطالبات، انتشار نوع خطير من أنواع المخدرات ألا وهو (الكبتاجون) أو الحبوب البيض، الذي يروجه شياطين الإنس ويغرون ضحاياهم بحجة المساعدة على المذاكرة وأنها عامل مهم ورئيس في تحقيق النجاح لما لها من تأثير كبير على سهولة الحفظ والتركيز حسب قولهم.
وفي هذه الأيام تحديداً ينفث المروجون سمومهم بين أوساط الشباب وتبدأ خططهم المدروسة في سبيل وصولها إلى هدفهم، الذي بلا شك هو ضحية لهوى نفسه وهوى غيره.
يقول الشاعر:
هذا سلاح من الأعداء غايته
ألا تعود إلى أمجادها النُّجب
كم حبة صغرت في حجمها قتلت
حراً وأُرخِص في تهريبها الذهب
(ضياع - انحراف - فساد - فشل - رذيلة - عذاب - قلق - ندامة - جريمة - مأساة) هذا أقل ما يقال فيمن يسير على هذا الطريق.
ويا للحسرة والأسف!! فقد وقع كثير من الشباب في براثن هذا السم القاتل، فاستجابوا لنداء الشيطان، ووقعوا في أسر النفس والهوى والشهوات وأصبحوا ألعوبة في أيدي أعدائهم.
(الجزيرة) تطرح اليوم هذا الموضوع الذي يهم شريحة غالية على الجميع ألا وهم الشباب، الذين غالبيتهم يتم اصطيادهم في هذا الوقت تحديداً (الاختبارات) ويكونون أكثر هدفاً من غيرهم لأصحاب السموم.
في هذا الطرح سيكون محور الحديث عن حبوب الكبتاجون (آثارها ومسمياتها) بالإضافة إلى قصص من الواقع يرويها شباب كانت البداية في عالمهم المظلم مع المخدرات هذه الحبوب التي عرفوها أيام الاختبارات الدراسية، كذلك آراء بعض المختصين في هذا الشأن.
******
الكبتاجون
عرف الكبتاجون بشكله وعلامته المميزة المرسومة عليه (قرص أبيض اللون مرسوم على أحد وجهيه منحنيان متقابلان والوجه الآخر مشقوق من منتصفه وأحيانا يكون لونه بني الشكل بنفس العلامات).
ومن حين لآخر تظهر أقراص لها نفس العلامات السابقة لكنها تحتوي على مواد غير مدرجة بجداول العقاقير النفسية (غير المحظورة) وأحياناً توجد أقراص ليست لها العلامات المميزة للكبتاجون وتحتوي على المادة الفعالة اسمها الشائع (أبو مسحة).
ويطلق على الكبتاجون أسماء شائعة متعارف عليها بين المدمنين والمروجين منها (أبو ملف - ملف شقراء - الأبيض - أبو داب - دفني - داستون بيضاء - قشطة - أبو قوسين - أبو مسحة).
وللكبتاجون تأثير قوي حيث إنه منشط للجهاز العصبي المركزي ومن تأثيره يفقد المتعاطي الدقة في القدرة على التقويم، وإصدار الأحكام، وضعف الاستجابات الحسية. وتناول جرعات زائدة من هذه العقاقير يولد العنف والتهيج، والروح العدوانية. وبعد زوال تأثير العقار يصاب الشخص بالاكتئاب والصداع المستمر، والقلق مما يضطر إلى معاودة تعاطيه مرة ثانية والإدمان عليه إلا أن الأخطر في هذا الموضوع وهو ما أكدته الدراسات الطبية الأخيرة أن الحبوب المنتشرة حالياً (مغشوشة) بحيث إن تكلفة صنعها قليلة فيما هي تروج بأعلى سعر، ومضارها بلا شك أكثر بكثير من الحبوب التي كانت مهربة في السابق.
تجارب واقعية..!!؟
في ظل تشعب الموضوع الهام ورغبة في إيضاح مدى الخطورة التي يجنيها مقتني هذه السموم، ومن مبدأ أن التجربة (خير برهان) تحدث عدد ممن عايشوا هذه التجربة (المرة) والقاسية التي كانت بدايتهم فيها (الاختبارات).
حيث قال الشاب (أحمد. ق): لا يخفى على أحد معنى كلمة شباب، فهي تعني الحركة، الحيوية، النشاط الدائب، والتطلع إلى المستقبل. وقد تطلعت فعلاً إلى ذلك، فأنا من أسرة متوسطة الحال، لي إخوة وأخوات كثيرون، والدي دخله بسيط ربما يفي بمتطلباتنا وربما لا يفي، مستواي الدراسي مقبول إلا أنني أعاني من صعوبة بعض المواد خصوصاً أنني في مرحلة مهمة (الثانوية). ويواصل الحديث قائلاً: كان الوقت قبل الاختبارات المدرسية بفترة وجيزة وكنا أربعة تقريباً نتدارس سوياً في منزل أحدنا وكانت دراستنا (أي كلام) بالاسم فقط حيث إننا كنا نقضي غالبية الوقت باللهو والمزح المتواصل.. استمررنا على هذا الحال حتى جاءت أيام الاختبارات وأصبح كل واحد منا يدرس لوحده، حتى جاء يوم من أيام الاختبارات وكان الاختبار (صعباً) ولم أستطع الإلمام به ودراسته جيداً، عندها لجأت إلى أحد الأصدقاء وأجريت اتصالاً به لنتجاذب أطراف الحديث عن الاختبار وصعوبة المادة في الغد، فأشار علي بالحضور إلى منزلهم وفعلاً ذهبت على وجه السرعة فما كان منه إلا أن أعطاني (حبة) منشطة على حد قوله وتساعد على التركيز ولكي يطمئنني أخذ هو حبة أيضاً ولقفها في فمه كذلك فعلت أنا أيضاً. عدت إلى المنزل وكلي أمل أن تكون هذه الحبة مفيدة وبالفعل بدأ مفعولها في تصاعد زعماً مني أنها السبب ولم أكن أعلم أنها بداية الدمار!!
ويواصل حديثه بتنهد قائلاً: في الغد وبعد انتهاء الاختبار سألني صديقي عن مفعول الحبة وأثرها على أداء الاختبار وكيف كان الحل؟ فأثنيت عليها وأنها كانت سبباً في حفظ المادة قائلاً لي: متى ما أردت مثلها فهي موجودة. شكرته على وقفته معي. انتهت الاختبارات وخرجت النتيجة، وقد نجحنا بتقدير متوسط ولكن لا يهم فالأهم النجاح. استأنفت الإجازة أيامها وما زال نشاط الحبة يراودني عند أي موقف كان، وخاصة عند الإرهاق والتعب وعدم تقبل روتين الحياة اليومي إذ لابد من التجديد. راودتني فكرة ذات يوم بأن اتصل على صديقي الذي أعطاني (الحبة) في المرة الأولى، وفعلاً حدث ذلك وحقق لي مطلبي واستمررت في طلبي مرة أخرى فقال: لم يعد عندي منها ولكن يمكنني أن أذهب إلى أحد أصدقائي لآخذ منه فقلت له: أرجوك أسرع، فقال لي: وهل معك فلوس؟ قلت له: نعم قال: أعطني، فأعطيته ما طلب وبعد نصف ساعة جاء إلي قائلاً: أتيت لك بما يكفيك لمدة شهر لكن فلوسك لم تكفِ، قلت له وكم تريد زيادة؟ قال: 500 ريال فقط، قلت له: أمهلني يومين وسأعطيك المبلغ فوافق.
أعطيته المبلغ بعد أن استلفته من أحد إخواني وأنهيت تلك الحبوب المسماة (بالكبتاجون) التي عرفت اسمها فيما بعد، وزاد طلبي لها مما زاد من دفعي للنقود حتى اضطررت للسرقة وبشكل لم يخطر على البال. كان همي الوحيد البحث عن الحبوب المدمرة، التي بدأت تسيطر على حياتي. طلبت من صديقي الحبوب فقال: أنت ليس معك مال، ولكنك تستطيع الحصول على ما تريد شريطة أن تتعاون معنا، فقلت له لا بأس وفيم التعاون؟ فقال سأشرح لك: وبدأ يشرح لي خطة الترويج، وطريقة مقابلة الضحايا وخاصة في أوقات الاختبارات كما حصل لي ولصديقي الذي كان هو الآخر ضحية مثلي!! عرفت أسرار المهنة، لم أهتم بالضحايا الأبرياء، ولكن سرعان ما وقعت في قبضة رجال الأمن، علم والدي بما حدث ففاجأته أزمة قلبية أودت بحياته. وبعد أيام قلائل من القبض عليَّ أصبحت الأسرة بدون عائل، إخوتي في المدارس وفي حاجة لمن يرعاهم، تحملت أمي المشاق بعد أن قررت الدخول للمستشفى والعلاج من هذا السم القاتل.
ويختتم قصته المؤثرة قائلاً: كنت أسمع عن حبوب الكبتاجون بأنها منشطة، وبعد استعمالي لها لم أجدها سوى تدمير للعقل وانهيار للجسد، كذلك الشباب وممن هم في سني بأن يحذروا من رفقاء السوء الذين هم فُساد هذه الأمة ومهلكو شبابها، وأشكر الله تعالى على هدايته لي ثم حكومتنا الرشيدة التي لا تبخل على أبنائها بشيء ثم الجهود المكثفة لمنسوبي مستشفى الأمل.
أما الشاب الآخر (فهد. ح) الذي كاد يذهب ضحية لجلساء السوء ورفقاء الدمار والفساد يقول: كنت طالباً في المرحلة الثانوية ومستواي الدراسي جيد نوعاً ما كذلك أخلاقي يشهد بها الجميع إلا أن الملاحظ علي هو اتصالي بزملاء غير سويين في أخلاقهم وعليهم ملاحظات كثيرة في المدرسة وخارجها حيث إن غالبيتهم يدخنون السجائركنا نلتقي كثيراً خارج المدرسة، استمر الوضع على هذا الحال، إلى أن وقعت من حيث لا أعلم في التدخين كون أكثر رفقائي يمارسون هذا الداء الخطير، لم أبالي نظراً لرغبتي في إثبات الذات والتقليد الأعمى فقط. عرفت والدتي فلم تتكلم بشيء ينصحني في يوم من الأيام غير أنها قالت لي: لا تزعل والدك، وكانت هذه العبارة عادية جداً بالنسبة لي.
تبدل حالي من سوء إلى أسوأ بفعل أصدقاء السوء وممارستهم الخاطئة، أصبحت عديم المبالاة بدراستي خلاف اهتمامي السابق، بدأ مستواي يتدهور حتى جاءت الاختبارات التي رسبت فيها بأكثر من مادة ولأول مرة. فكر والدي أن السبب في ذلك المدرسة الحكومية (وهي بالطبع بريئة من ذلك) فقد عمل من فيها ما في وسعهم ولعل ذلك أول سبب من أسباب ندمي وبكائي الآن. حيث أحسست بأنني تسببت في ظلمهم. نقلني والدي إلى إحدى المدارس الخاصة المميزة فازداد اتكالي، وأصبحت في المدرسة عنصراً سيئاً حيث جذبت بعض الزملاء إلى الطريق الشائك الذي أسلكه وهو التدخين والممارسات الخاطئة حيث إنني أوقعت العديد من زملاء الدراسة فيما أنا فيه من ضياع، لم أهتم لذلك.
ويضيف قائلاً: سارت الأيام والشهور حتى جاء موعد الاختبارات النهائية وفيها وقع الفأس بالرأس، إذ لابد أن أتجاوز المرحلة الدارسية التي أنا فيها حتى لا يغضب والدي الذي صرف عليَّ الكثير. اشتكيت لأحد زملاء السوء وضعي المتمثل برغبتي في النجاح فواجهت حماساً كبيراً من قبله وثقة مفرطة تجاهي إلى أن عرض عليَّ حبوباً لأول مرة أشاهدها عرفت فيما بعد باسمها (الكبتاجون) وهي حسب ما سمعت حبوب منشطة وتساعد على النجاح، أخذتها وكل أملي أن تساعدني على النجاح. أخذتها وتناولتها وسط سعادة كبيرة من قبلي، انتصفت الاختبارات وزاد طلبي لهذه الحبوب. أثناء أحد الاختبارات وفجأة استدعاني المرشد الطلابي وأخذ يوبخني حول مستواي الدراسي والأخلاقي على غرار الشكاوى المتكررة من بعض الطلاب، ووسط إصرار منه على معرفة الحقيقة شرحت له ما أنا فيه حتى الحبوب واستخدامي لها ذكرته له.
نصحني كثيراً حتى تناثرت دموعي، وعدته بألا أعود لذلك على ألا يخبر والدي فوافق إلا أن الطامة الكبرى أنني رسبت في ذلك العام ولكن ما خفف من معاناتي هو ووقوف المرشد الطلابي معي حيث هدأ من روع والدي، مؤكداً أن هناك دوراً ثانياً وسيحل المشكلة.
وفعلاً ولله الحمد تجاوزت هذه الأزمة والمرحلة الدراسية ونجحت بالإضافة إلى نجاحي من تجاوز عالم الضياع والفساد.
(هذا غيض من فيض) وإلا فالتجارب كثيرة، فكم من شاب كتب على جبينه الضياع بسبب هذه الحبوب، وكم من شاب تلقفه أصحاب الشر والفساد. فالحذر الحذر!!
توجيهات وآراء!!
بعد المآسي التي قرأناها من ضحايا كانوا طعماً لأهل السوء، التقت (الجزيرة) بعدد من أهل الاختصاص والتربويين ليعطوا نبعاً صافياً نوصله إلى من يجهل أو يتجاهل أثر هذا الداء الخطير.
سعادة اللواء عثمان بن عبدالله العساف مدير إدارة مكافحة المخدرات بمنطقة الرياض حذر الطلاب والطالبات من الحبوب المسهرة (الكبتاجون) التي يروج لها أهل الشر والفساد الذين يصطادون في مثل هذه الأجواء القريبة من الامتحانات عقول الشباب فيصورون لهم بتصورات خيالية أن المسهرات من الحبوب وغيرها هي أكبر معين على كسب وقت أطول لدى الطلاب لجمع معلومات أكثر، مؤكداً أن هؤلاء المروجين في الحقيقة كذبوا في ذلك بل يسعون لكسب الحرام لترويج بضاعة دمار العقل وضياع المستقبل ويطمعون في فصل الشاب عن أسرته ومجتمعه ليكون عضواً فاسداً ووسيلة لتعاطي المخدرات وبالتالي نشر سمومهم في أوساط الشباب وإغوائهم عن الطريق المستقيم. ووجه اللواء العساف نداءه لكل أب وأم ومعلم وإلى كل طلب وطالبة أن يحذروا وأن يرفضوا مطامع المفسدين.
اعتقاد خاطئ
فيما قال العقيد عبيدالله بن عبيد الرشيدي مدير إدارة مكافحة المخدرات بالقصيم منَّ الله على الإنسان بقدرات عقلية متفاوتة من فرد إلى آخر ويتميز الشباب بقدرات عقلية تهيئ لهم التحصيل بصورة جيدة خاصة أولئك الذين يتفوقون على العملية التربوية منذ بداية العام الدراسي إلا أن هناك بعض الطلاب قد يتكاسلون في متابعة دروسهم واستذكارها منذ بداية العام فيصبحون فريسة لبعض المعتقدات الخاطئة في عملية التحصيل الدراسي، ويلجأ البعض منهم إلى زيادة في ساعات السهر الذي يكلفهم الجهد والمثابرة الأمر الذي ينعكس على نشاطهم وجهدهم البدني.
ويعتقد بعض الطلاب - هداهم الله - خطأً منهم أنهم عندما يتعاطون الحبوب المنبهة يستطيعون زيادة مقدرتهم على التحصيل إلا أن تعاطيهم لهذه الحبوب يؤدي بهم إلى الدخول في دائرة التعاطي الذي يؤدي بهم للإدمان بطريق غير مباشر حيث يلجأ مروجو المخدرات إلى توفير هذه الحبوب في أوقات الامتحانات، ويقومون بعمل دعايات لها وأقصد الحبوب على أنها تساعد في التحصيل من خلال قدرة هذه الحبوب على مواصلة السهر وهذا كله بغرض الحصول على مكاسب مادية لأنه من السهل في مثل هذه الأوقات استهواء الطلاب الذين لم يستطيعوا مواصلة دروسهم طوال العام ولم ينظموا أوقاتهم.
وقد لوحظ من سلوكيات مروجي المخدرات التعامل مع هذا الموقف بحذر حيث يمنحون الطالب نصف حبة توافقاً مع حب ورغبة الشباب المندفعين إلى الاستطلاع والتجربة وهم أولئك الذين يعملون صفاً معهم في إقناع زملائهم الآخرين على تجربتها باعتبار أنهم تعاطوها ولم يصابوا بأذى. فالحبوب تعمل على تنشيط الجهاز العصبي خاصة الجهاز الشبكي المنشط الذي يشعر صاحبها بنوع من اليقظة الكاذبة التي يعتقد أنه يستطيع التركيز من خلالها. ولقد أشارت الدراسات إلى أن تعاطي الحبوب لا يعمل على تعزيز الأداء العقلي أو التفكير.
ولذا فإن تعاطي الكبتاجون يؤدي إلى تعطيل الانتباه وفقدان الدقة، وعدم القدرة على الإقناع من إصدار الأحكام على الأمور، وعدم ثبات المعلومات بالذهن، ويدخل الفرد في طور المريض الذهاني نتيجة حدوث تلف في خلايا المخ الناتج عن هذه الحبوب، وبكثرة استعمال الحبوب المنبهة يفقد المتعاطي صحته العقلية ويصاب بنوع من الجنون مع فرط في النشاط الحركي.
إن تعاطي الطالب لحبة واحدة من الكبتاجون سيجد له متعة زائفة ومع مرور الوقت لا تكفي حبة أو اثنتين بهذه السعادة فيضطر إلى أن يزود الجرعة، وينشأ لديه ما يعرف بظاهرة التحمل حيث يتولد لدى الفرد نشوة مقترنة بمشاعر يقظة ويدعي المتعاطي لهذه الحبوب أنه يتحدث بثقة متناهية بضعة من الوقت وسرعان ما يتغير الوضع ويظهر عنده منبهات مجهولة بصرية وسمعية على الجهاز الشبكي المنشط، وتبدأ أعراض مشابهة تماماً لأعراض الذهان مما يؤدي إلى الاعتماد ومن ثم يصبح الطالب مدمناً بطريق غير مباشر، الأمر الذي يؤدي إلى الجنون والشك ويحدث رد فعل نفسي حاد. وبمناسبة قرب الامتحانات فإنني أحذر أبنائي الطلاب من استدراج ضعاف النفوس لهم إما بعرض تلك الحبوب أو تزيين أي نوع من أنواع المخدرات حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه.
يروجون فسادهم
وأشار الأستاذ ناصر بن تركي المقبل مشرف الخدمات الإرشادية بمركز الإشراف التربوي بشرق الرياض إلى أن الأيام الحالية تعتبر أيام الحصاد وقطف الثمار لعموم الطلاب والطالبات وعندها يشتد استنفار الأسر والمدارس لمواجهة هذا الوضع كل حسب جهده، وفي هذا الوقت تحديداً يبرز دور ضعفاء النفوس لاستغلال من يمكن استغلاله من الطلاب والطالبات بترويج بضائعهم الفاسدة وتحديداً (الكبتاجون) الذي يعد الطريق الأسهل لبداية الدمار والفساد.
ومن هذا المنطلق يجب أن نحذر أبناءنا الطلاب من هذا الخطر المحدق بهم حتى لو جاءهم من الوصف والثناء لتعاطيها بأنها تفتح الذهن وتجعل التركيز والانتباه أكبر، لأن الدخول في هذا العالم المظلم دليل الهلاك، ونسأل الله العلي القدير أن يحمينا ويحمي أبناءنا من أصحاب الشر والشرور.
آفة خطيرة
وفي المقابل أكد الأستاذ حسن آل قحل (مدير مدرسة) بأن الكبتاجون آفة خطيرة تجد طريقها بسهولة عند بعض الطلاب ولا سيما في موسم الاختبارات حيث يعتقد بعض (الكسالى) من الطلاب أنها الحل لتجنب الإخفاق في الامتحانات وهي في الواقع سبب الفشل والرسوب فمتى يدرك أبناؤنا الطلاب ممن ينجرفون لمثل هذه المفسدات خطورة ذلك الأمر.
وأضاف آل قحل قائلاً: أتمنى أن يتم عمل أمور ستكون بإذن الله عاملاً مهما في القضاء على مثل هذه السموم، منها توعية الطلاب خاصة المرحلتين المتوسطة والثانوية بخطورة مثل هذه المواد على التحصيل الدراسي وكذلك الصحي، كذلك دعوة من لهم تجارب سابقة في تعاطي هذه المادة وكيف أنها قادتهم إلى الفشل والضياع، وأيضاً مراقبة الطلاب أثناء أداء الاختبارات وبين فترتي أو فترات الاختبارات مراقبة دقيقة وخاصة في المدارس الأهلية، كذلك التنسيق مع الجهات الأمنية في متابعة مثل هذا السلوك المشين، وخاصة المروجين لهذه الآفة ومثلها، والإبلاغ عنهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم، والكثير من الأمور التي بإذن الله ستساعد على بتر بؤرة من بؤر الفساد والهلاك.
ضياع المستقبل
واختتم التربوي الأستاذ حمد بن فهد العنقري الحديث عن هذا الموضوع قائلاً: تنتشر ظاهرة استخدام المنبهات أيام الاختبارات عند الطلاب والطالبات ويعتقدون أنها تساعدهم على الاستذكار الجيد والحفظ ولا يدركون أن استخدامها قد يؤدي بهم إلى ضياع المستقبل ولا يدركون أنها هي الخطوة الأولى لتعاطيهم المخدرات وبالتالي ضياعهم وانحرافهم.
وعرج العنقري من خلال حديثه عن أسباب وقوع الطلبة في هذا الداء الخطير وقال: من أهم الأسباب رفقاء السوء سواء من داخل المدرسة أو من خارجها وكذلك إهمال أولياء الأمور للطلاب وعدم متابعتهم، ومنها أيضا إهمال الطلاب والطالبات لمذاكرة دروسهم طوال العام، فيستخدمون هذه المنبهات لتمكينهم من المذاكرة واستيعاب دروسهم حسب ظنهم، كذلك عدم توعية الطلاب والطالبات بأضرار المنبهات ومخاطرها وأنها الخطوة الأولى للإدمان، وغيرها من المسببات. لذا علينا الحذر ولنتذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته)..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.