التقت «عكاظ» شبانا تورطوا في تناول وتعاطي هذه السموم، لكنهم اتجهوا في النهاية الى مستشفى الأمل وبدأوا رحلة العلاج، لقاءات لتلمس المشكلة من شفاه المتورطين فيها: تعويض غير مجد «بدأت بتعاطي الحبوب المنشطة في السنة الأولى من المرحلة المتوسطة عندما عرضها علي أحد زملائي قبيل اختبار مادة الفيزياء، كنت أستذكر دروسي معه في منزله، بعدها (كرت السبحة) وأصبحت لا أستغني عن هذا الوهم، وفي الواقع، ومن تجربتي، فإن أغلب المتعاطين لهذه الحبوب هم من الطلاب المتقاعسين والكسالى الذين يحاولون التعويض بوسيلة غير مجدية تضر بصحتهم». ماجد (طالب ثانوي) نشاط السوق «تعرفت على هذه الحبوب من خلال زملائي، وفي أيام الاختبارات ينشط سوق هذه المنشطات». حسن (طالب ثانوي) أخفقت في الاختبارات «كنت أتمشى مع أحد أصدقائي، وأثناء ذلك قدم لنا شخص بعض الحبوب المنبهة التي قال إنها تمكن من مواصلة السهر للمذاكرة، استخدمتها ووجدت أن النوم يفر من عيني، ولم أتمكن بسبب ذلك من استيعاب مادة الاختبار الثاني فأخفقت في الاختبارات». عادل (طالب) وهم زائف «بدأت التعاطي منذ ثلاثين عاما، حيث بدأت بالحشيش ثم حبوب الكبتاجون المخدرة، كنت أهدف من ورائها إلى البحث عن النشاط والتركيز الذهني خلال المذاكرة، لم أكن أدرك حينها أنها ستقودني إلى هاوية الإدمان والأمراض والنهاية السيئة، كان هناك نوع من الراحة الزائفة أو هكذا يخيل لي نفسيا عند استعمال هذه الآفة المخدرة، وكان زملاء ورفقاء السوء يزينون لي الأمر ويهونونه علي حتى وقعت في حبائلهم، لكنني بفضل الله ثم بفضل القائمين على المستشفى وجدت الخلاص والعودة إلى الله ثم إلى نفسي وعقلي سليما صحيحا». عبد الله (مدمن تائب) تعاط وضياع «في بدايات عملي الوظيفي عملت في منطقة نائية فاستأجرت سكنا، ولأن الوحدة قاتلة صرت أستضيف بعضا ممن تعرفت عليهم وكانوا يتناولون مشروبات لا أعرف عنها شيئا، وعندما لاحظوا انقباض نفسي وانكسار خاطري أخذوا يقنعونني بأن قليلا من هذا الشراب ويسمونه العرق يطرد الهواجس، فأقدمت على تجربته مرة واثنتين وتحت إلحاحهم صرت أتناول المسكر والحشيش المخدر، وعندما أفقده أصاب بالإحباط والضيق، وأظل أبحث عنه بأي ثمن وأية طريقة، ولكن ومع تزايد حالتي واجهت مواقف متشددة من الأهل وصلت حد المواجهة الحاسمة، وأدخلت المستشفى بعد 11 سنة من التعاطي والضياع، وبعد أن فصلت من عملي وزادت مشاكلي، في تلك المرة نجح الاختصاصيون في إقناعي بالإقلاع عن المسكرات وبالتوجيه الديني السليم تحسنت حالتي وخرجت من المستشفى، ولكن مقابلة أولئك السيئين من القرناء مرة ثانية أعادني مرة أخرى للطريق المظلم طريق الألم والضياع، لكنني تداركت نفسي وأنا الآن أمامكم عدت سليما معافى نقيا من السموم والأمراض، ولم أشف بعد من مشاعر الألم والندم على تصرفات ارتكبتها تجاه والدي وأهلي وأخوتي بسبب جنون المخدرات والمسكرات العاصف». (مدمن تائب)