رداً على انتقادات بشأن الديمقراطية في روسيا أثار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تساؤلات بشأن انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2000 وقرار الرئيس الأمريكي جورج بوش خوض الحرب في العراق. وقال بوتين في مقابلة تذيعها مساء اليوم الأحد شبكة التلفزيون الأمريكية (سي بي إس) إنه يتعيّن على بوش أن يتساءل بشأن أساليب الديمقراطية في بلاده قبل أن ينظر في مشكلات الديمقراطية في روسيا. وقد أذاعت الشبكة مقتطفات من المقابلة في موقعها على الإنترنت، قال بوتين إن الانتخابات الرئاسية في روسيا مباشرة مما يجعلها ديمقراطية أكثر مما هو الحال في الولاياتالمتحدة، حيث يدلي الناخبون بأصواتهم لاختيار أعضاء المجمع الانتخابي الذين يتولون بعد ذلك انتخاب الرئيس. وانتقد أيضاً تدخل المحكمة العليا الأمريكية في انتخابات 2000 التي فاز بها بوش. وقال الرئيس الروسي أيضاً إن على الولاياتالمتحدة ألا تحاول تصدير ديمقراطيتها بمثل ما تحاول الآن في العراق. وسوف يلتقي بوش الذي وصل إلى ريجا عاصمة لاتفيا مساء الجمعة مع بوتين في مقر الأخير في موسكو على مأدبة عشاء اليوم الأحد قبل أن يشاركا في الاحتفالات التي تقام يوم غد الاثنين بمناسبة الذكرى ال60 لانتهاء الحرب العالمية الثانية والانتصار على ألمانيا النازية. وحينما وصل بوش إلى ريجا كان الخلاف الدبلوماسي قد أخذ يتسع بالفعل، إذ كانت رئيسة لاتفيا فايرا فايك فرايببيرجا قد صرحت قبل فترة وجيزة من هبوط بوش في مطار ريجا بأن سقوط الرايخ الثالث مثل تحرير نصف أوروبا فقط.ودعت رئيسة لاتفيا موسكو أيضاً إلى التعبير عن أسفها على الجرائم التي تقول دول البلطيق إنها ارتكبت خلال الحكم السوفيتي الذي استمر عقوداً للمنطقة. وفي سياق الاستعداد لرحلته أدلى بوش أيضاً بتصريحات في مقابلة تلفزيونية عن العلاقات بين روسيا ومنطقة البلطيق. وقال بوش في المقابلة (أدرك أن هناك الكثير من الناس في منطقة البلطيق لا يرون في احتفالات موسكو احتفالات ب(يوم تحرير). ودعا بوش روسيا إلى التخلي عن فكرة الضم الجبري للاتفيا وإستونيا وليتوانيا. وقال إنه سيثير الموضوع مع بوتين حينما يلتقيان. كما دعا الرئيس الأمريكي، من جانب آخر، جورجيا إلى التحلي بالصبر لحل الخلافات مع روسيا حول مسألة سحب القواعد الروسية، وذلك في مقابلة مع محطة التلفزيون الجورجية (روستافي 2) بثتها مساء يوم الجمعة الماضي. وقال بوش (في ما يتعلق بالخلافات الإقليمية أو القواعد يمكن أن أقدم مساعدتي. ولكن الطريق الفضلى لمعالجة هذه الأمور هي حلها بطريقة سلمية بين روسياوجورجيا. هذا الأمر قد يتطلب أحياناً بعض الوقت لحل نزاعات قديمة). ولن يشارك الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي في موسكو في التاسع من أيار - مايو في احتفالات ذكرى النصر عام 1945 ، حيث من المنتظر أن يشارك فيها ستون زعيماً من العالم أجمع، وذلك بسبب عدم التوصل إلى اتفاق حول إخلاء قاعدتين روسيتين في جورجيا، حسب ما أعلن وزير الخارجية الجورجي سالومي زورابيشفيلي يوم الجمعة الماضي. وأوضح بوش أن تحسن العلاقات المتوترة بين تبليسي وموسكو والتي لم تتحسن منذ (ثورة الورد) في جورجيا هو أيضاً مسألة وقت. وأضاف (عندما سأجتمع بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين سوف أذكره أيضاً بأن الديموقراطيات على حدوده من شأنها أن تتيح لروسيا أن تتطور بشكل أفضل بطريقة سلمية) رافضاً فرضية (المؤامرة) ضد موسكو. وعززت واشنطن وجودها في جورجيا التي قدمت لها تجهيزات عسكرية وأنفقت أكثر من 120 مليون دولار لتأهيل جيشها الذي يواجه قوات انفصالية في منطقتين بدعم من روسيا. وستكون زيارة بوش لجورجيا المحطة الأخيرة في جولة ستقوده نهاية هذا الأسبوع إلى لاتفيا وهولندا وروسيا بمناسبة الاحتفالات بالذكرى الستين لانتصار الحلفاء على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.