تعبر كلمة أكزيما عن تحسس الجلد نتيجة لعوامل خارجية أو داخلية، لذا يمكن القول ان هذه الكلمة لا تعبر بصورة دقيقة عمّا يحدث في مرض أكزيما ربات البيوت، حيث يحدث تهيّج الجلد نتيجة للتعرض للعوامل الخارجية المهيجة، لذا لا تعد أكزيما ربات البيوت من الأمراض التحسسية. يحدث هذا المرض نتيجة لتعرض الجلد لفترات طويلة لمواد مخرشة للجلد كالمنظفات الكيماوية وأنواع معينة من الصابون، كما قد يحدث في مهن معينة أكثر من غيرها كما في عمال المطاعم، وصيانة السيارات إضافة طبعاً لربات البيوت اللواتي يمارسن أعمال الجلي والتنظيف بأنفسهن. تحمي الجلد طبقات من الخلايا الميتة وإفرازات دهنية وعرقية تقوم بمهمة خط الدفاع الأول عن الجلد وبالتالي عن أعضاء الجسم الداخلية. عند تعرض الجلد لفترات طويلة لمواد معينة (أكثرها قلوي)، تبدأ خلايا حماية الجلد بالتحلل، حيث يقوم الجلد باستبدالها بصورة مستمرة. فإذا كان تأثير العوامل الكيماوية أسرع من قدرة خلايا الجلد على استبدال التألف منها، تبدأ أعراض أكزيما ربات البيوت بالظهور بصورة تدريجية، حيث يبدأ الجلد بالجفاف ثم الاحمرار فالتقشر ونهاية بالتشقق مسبباً حكة وألماً خاصة عند ملامسة مواد مهيجة. وتعد معالجة هذا المرض امتحاناً لصبر المريض وقدرته على تفهم الأسباب، وتفادي ملامسة المواد المهيجة. ومن المهم إذن وقبل كل شيء أن تتم حماية الجلد بارتداء قفازات خلال التعامل مع مواد التنظيف، وقد تفيد بعض النصائح لتأكيد هذه الحماية: 1- يجب أن يتم ارتداء قفاز مناسب قبل كل عمل منزلي، ونشدد على كلمة كل نظراً لكثرة المواد المنزلية التي قد تسبب تهيج الجلد. 2- لتفادي غسل الأطباق دون القفازات، يمكن تجميع الأطباق والأواني المنزلية وغسلها سوية، لأن البعض قد يقوم بغسل كل آنية منزلية متسخة على حده مما قد يؤدي إلى تجاهل ارتداء القفازات. يمكن لربة البيت مثلاً تجميع أواني وجبة الإفطار ثم غسلها كلّها، وتجميع ما يتسخ من أوانٍ لما بعد وجبة الغداء وغسلها أيضاً. 3- استخدام أنواع معينة من الصابون والشامبو لا تسبب تخرش الجلد. 4- استخدام مستحضر مرطب للجلد عدة مرات خلال النهار. 5- يجب وقاية الجلد من بعض الفواكه والخضراوات بارتداء قفاز مناسب أيضاً. للتذكير بالأنواع المخرشة للجلد يمكن إجمالها تقريباً بأنها الأنواع التي تبدأ بحرف (الباء)مثل: البصل، البندورة (الطماطم)، البرتقال، البامياء، الباذنجان، البطاطا. باختصار، فإن الوقاية هي العامل الحاسم في معالجة أكزيما ربات البيوت، وحماية الجلد هو العامل المهم. ثم تأتي المعالجات الطبية باستخدام مستحضرات يقوم الطبيب المعالج بوصفها لتهدئ من تهيج الجلد، وتساعد ببناء طبقات حماية الجلد من جديد. (*) استشاري الأمراض الجلدية والعلاج بالليزر