في مثل هذا اليوم من عام 1966 أعلن رئيس الوزراء الصيني وأحد قادة الثورة الشيوعية التي أسست جمهورية الصين الشعبية شون لاي انطلاق الثورة الثقافية التي هدفت إلى ترسيخ الوجه الشيوعي للجمهورية الصينية بعد أن رصدت القيادة السياسية للصين تراجع الملامح الشيوعية للدولة. واستمرت هذه الثورة لمدة عشر سنوات من 1966 حتى أكتوبر 1976. خلال الثورة الثقافية نزل الطلاب إلى الأرياف ليشاركوا الفلاحين في الإنتاج الزراعي وبقوا هناك سنوات عديدة وقبل معظمهم أعمالا متواضعة. وتعتبر هذه السنوات العشر من أكثر السنوات إثارة للجدل في تاريخ التجربة الشيوعية الصينية حيث يرى البعض أنها أدت إلى آثار كارثية بالنسبة للاقتصاد الصيني ونظام الحكم أيضا في حين يرى البعض أنها أنقذت النظام الجديد من الانهيار. وكان الحكم الشيوعي قد تأسس في الصين 1949، أقيم احتفال مهيب في ميدان تيان آن من ببكين اشترك فيه 300 ألف من الجماهير بمناسبة تأسيس الدولة. وأعلن الرئيس ماو تسي تونغ بمهابة: تأسيس جمهورية الصين الشعبية رسميا. نجحت الحكومة الصينية في إنجاز الإصلاح الزراعي بالمناطق التي تشكل أكثر من90% من المزارعين في البلاد كلها. وحصل 300 مليون فلاح على 47 مليون هكتار من الأراضي. ونجحت الخطة الخمسية الأولى للتنمية الاقتصادية الوطنية التي نفذت في فترة 1953 - 1957، محققة منجزات مدهشة. في فترة 1957 - 1966، قامت الصين بالبناء الاشتراكي على نطاق واسع. فبالمقارنة مع عام 1956، ازدادت الأصول الثابتة للصناعة في عام 1966 ثلاث مرات حسب السعر السابق، وازداد الدخل الوطني 58 % حسب السعر الثابت. كما ازدادت كمية إنتاج بعض المنتجات الصناعية الرئيسية عدة مرات أو بضع عشرة مرة. وجرى البناء الأساسي الزراعي والإصلاح الفني على نطاق واسع حتى انطلقت الثورة الثقافية. وفي أكتوبر 1976، أعلن الزعيم الصيني جيانج تشينج المعادي للثورة الثقافية انتهاء (الثورة الثقافية الكبرى) ، ودخلت الصين مرحلة جديدة في التاريخ. أعيدت إلى دنج شياو بينج الأمين العام السابق للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني كل مناصبه الحزبية والحكومية، وتحت قيادته بدأت الصين تطبيق سياسة (الإصلاح والانفتاح على العالم الخارجي) عام 1979 وتحويل مركز ثقل الأعمال إلى بناء التحديثات. وبواسطة إصلاح النظام الاقتصادي والسياسي، حددت طريق بناء تحديثات اشتراكية ذات خصائص صينية.