أخي الحاج وقد عقدت العزم على السفر للمشاعر المقدسة لك منا الدعاء بحج مبرور وسعي مشكور، فإن شاءت إرادة المولى أن تكون من أصيبوا بعلة قلبية فلعل من الأفضل قبل أن تبدأ استعداداتك للسفر أن تقوم بزيارة طبيبك المعالج واستشارته عن وضعك الصحي وهل حالتك الصحية تسمح لك بأداء فريضة الحج أم لا؟ فشرط الحج كما نعلم الاستطاعة وقد فسر العلماء الاستطاعة بالاستطاعة المادية والجسدية وكما هو معروف فإن الأمراض قد يكون منها ما يحد من قدرة الجسد البشري على أداء النشاط اليومي المعتاد فما بالك بالجهد المضاعف الذي يبذله الحاج عند أداء المشاعر. الطبيب المختص هو من يحدد قدرة المريض على أداء الحج من عدمه بعد تقييم حالة المريض. وما هذه السطور إلا محاولة لزيادة الوعي الصحي لمريض القلب قبل السفر. أمراض القلب نوعان منها الحادة والمزمنة أكثر أنواع أمراض القلب الحادة شيوعاً هي الحمى الروماتيزمية احتشاء عضلة القلب وهي عادة تحتاج إلى فترة نقاهة قد تمتد إلى شهر لذلك لا ينصح المريض بالحج أثناء تلك الفترة خشية حدوث مضاعفات قد تكون آثارها خطيرة لا سمح الله. وإن أكثر الأمراض القلبية المزمنة شيوعاً والتي تجب متابعتها باستمرار هي ارتفاع ضغط الدم فيسمح لمن لديه هذا المرض بالحج إن كان معدل ضغط دمه مقبولاً من قبل طبيبه المعالج مع الحرص التام على تناول الدواء والحفاظ على جرعاته. أما من أصيب، يشكو من أمراض قلبية فيسمح له بالحج مع عدم التساهل في أخذ الدواء. أما المريض الذي لديه علة في صمامات قلبه فعلى الغالب يسمح له بالحج سواء كانت ضيقاً أو ارتجاعاً من الدرجة البسيطة أما من كانت درجة التضيق أو الارتجاع لديه متوسطة أو شديدة فلا يسمح له بأداء الحج إذ إن الإجهاد الجسدي المصاحب للحاج عند أداء شعائر الحج له آثاره العكسية على قلب المريض. وفي حالات ضعف عضلة القلب عن أداء عملها المطلوب لأي سبب كان فسواءً كانت الحالة حادة أو مزمنة فلا يسمح للمريض بها بالحج إذ لا تؤمن اشتداد حدة المرض مع ما يبذل من جهد. وتذكر أخي الحاج أنه يجب مراجعة أقرب مركز صحي عند الإحساس بأي عارض صحي وخصوصاً ألم بمنطقة الصدر أو خفقان أوالإحساس بالدوخة. وكذلك يجب الحرص على عدم الإجهاد واجعل وقتاً للراحة قدر الإمكان والابتعاد قدر المستطاع عن الزحام. كما أن فقدان الكثير من سوائل لجسم عند التعرق أو الإصابة بإسهال أو ما شابه ذلك له آثاره العكسية على الصحة وقد تؤدي إلى مضاعفات قلبية.