بدأت وزارة العمل حملتها لقيد راغبي العمل في القطاع الخاص من خلال 46 لجنة فرعية في جميع مناطق المملكة. وجاءت حملة وزارة العمل للتوظيف، حيث يرتكز محور اهتمام الوزارة على حصر وتوعية وتأهيل راغبي الوظائف، وكذلك كشف الأسباب التي تؤدي إلى رفض بعض المنشآت في القطاع الخاص المتقدمين لها.. وحديثنا من منطلق مسؤولية وجوب المشاركة في مثل هذه الحملات التي تأتي بالفائدة على شباب هذا الوطن، ليستطيع من خلالها الحصول على وظيفة ليخدم مجتمعه ووطنه بالتخفيف من نسب البطالة، التي بدأت تتزايد في الفترة الأخيرة بسبب عدم قبول ممن يحملون الثانوية العامة بالجامعات بسبب نسبهم المتدنية أو عدم تمكن بعض من خريجي الجامعات الحصول على وظائف تناسب تخصصاتهم أو مستواهم التعليمي، مما أدى إلى تزايد عدد العاطلين عن العمل، حيث أشارت بعض الإحصائيات إلى وجود أكثر من (300 ألف) عاطل عن العمل بنسبة 9.6% تقريباً مما حدا بوزارة العمل التدخل بتوجيهات من ولاة الأمر لقيد وتوجيه الراغبين في العمل بالقطاع الخاص ولمدة شهر من تاريخ 1-11-1425ه عبر 46 لجنة فرعية في جميع مناطق ومحافظات المملكة حسب ما تم التصريح والإعلان عنه بصحفنا اليومية وعبر بعض القنوات الإعلامية المرئية. ولعل الحقيقة التي لا تدع مجالاً للشك انه من غير المعقول عدم وجود وظائف في القطاع الخاص، وإلا.. كيف يتم تفسير وجود أكثر من 7 ملايين أجنبي يعملون في المملكة، أعلى نسبة منهم يعملون في القطاع الخاص؟!. ومشاركتي حول هذا الموضوع لتوضيح بعض النقاط والعوامل المهمة لراغبي الوظيفة لشبابنا من خلال هذا المقال المتواضع. إنَّ العمل في جميع القطاعات خاصة القطاع الخاص يحتاج إلى عدة عوامل، تجعل القطاع الخاص وصاحب العمل يتمسك بموظفيه ولا يفرط بهم.. من أهم هذه العوامل - حسب رأيي الشخصي - التي تجعل استمرار الموظف أو العامل ممكناً في القطاع الخاص: * التقيد بوقت العمل: الحضور والخروج في الوقت المحدد للعمل، وعدم التأخير وإبداء الحرص الكامل المشعور فيه بالتقيد والالتزام بالوقت. * الولاء الكامل للمنشأة: ويكون الولاء بالمحافظة على جميع ممتلكات المنشأة، والحرص على إنهاء المعاملات وما كلف به الموظف بكل أمانة وصدق بالوقت المحدد، وعدم التقاعس عن العمل أو التباطؤ به. * قلة الاستئذان والغياب بدون مبررات شرعية: نعلم أن لكل منا ظروفه الخاصة، وتأمين متطلبات عائلته سواء الزوجة والاولاد أو الوالدين والاخوة، لكن لا تجعل اتفه هذه الامور تلهيك عن عملك (او التحجج بها) فقط للخروج من العمل، وبدلاً من أن تقضي احتياجات واحتياجات اسرتك خلال فترات العمل، فبالإمكان قضاؤها بعد نهاية فترة العمل، فإذا كان العارض لا يستوجب التأخير فاشرحه للمسؤولين عنك، فثق انهم سيقدرون ظرفك بكل رحابة صدر عندما يكون الأمر فعلاً يستدعي ذلك.. وغيابك المتكرر بأسباب السهر أو اللهو أو اللا مبالاة لن يوصلك إلى مبتغاك ويجعلك امام المسؤولين غير جدير بالاحترام مهما قدمت من عمل. * تحين الفرص لإبراز مهارتك في أداء عملك: وذلك بإنهاء العمل الذي كلفت به بأسرع وقت ممكن وبأقل التكاليف وبجهد واضح وملموس وصادق يحمل بصمات مهاراتك التي تجيدها في تنفيذ العمل، بشرط ألا يكون على حساب الآخرين من زملائك في العمل. * تعاونك المستمر مع زملائك نجاح للعمل الجماعي: عندما تكون في مجموعة من زملائك في العمل لإنتاج عمل ما، ويرون ولاءك للمنشأة وصدق عملك وتعاونك المستمر معهم، فثق أنك ستكون قدوتهم وجديراً باحترامهم لك، وسيتسابقون إلى مساعدتك والتعاون معك مما يسهل عليك تفوقك في العمل بأسرع وقت ممكن وبكفاءة عالية. * الصبر: إنَّ الصبر على العمل المكلف به مهما كان من جهد تبذله لإنهائه فإنه بالتالي يعبر عن مدى قوة تحملك للعمل بصرف النظر عن ماهية العمل إن كان يتوجب منك جهداً جسدياً او ذهنياً.. فتذمرك منه يهبط معنوياتك النفسية، فإقبالك على العمل المنوط بك بمعنويات مرتفعة وبكل رحابة صدر يجعل العمل أكثر سهولة لإنجازه. * اكتساب الخبرة: إنَّ الخبرة لا تأتي من فراغ.. فاستمرارك بالعمل لسنوات ستكسبك الخبرة التي تجعل المسؤولين في المنشأة يتمسكون بك وستتغير نظرتهم اليك.. وثق بأنك ستنال الدرجة الوظيفية التي تطمح بها والراتب الذي يُرضي طموحك، وكثرة التنقل بين عدة منشآت لا تعتبر خبرة؛ فربما تؤخذ من قبل البعض أنك غير جدير بالاستمرار بأي عمل. * العمل بجانب الأجنبي: إنَّ العملَ مع جنسيات أخرى داخل المنشأة أو تحت إدارة أحد الأجانب أمرٌ يجب أن تتقبله في بداية الأمر، لكن يجب أن تضع نصب عينيك هدفاً يجب تحقيقه بالصبر والمثابرة كما أوضحنا، وهو أن تتعلم وتكتسب الخبرة التي تجعلك في يومٍ من الأيام مكان هذا الموظف أو العامل الأجنبي.. وتذكر دائماً أنَّ وطنك بحاجة لك، فأنت المسؤول الأول والمعنيّ بتحقيق الاطمئنان الاجتماعي.. واعلم أن الوطن بحاجة إلى سواعد الشباب لبناء اقتصاده.. فكثير من الدول الصناعية الكبرى نما اقتصادها على سواعد أبنائها من الشباب. وما توفيقك إلا بالله، وعليه توكل، وشمر عن ساعديك أخي الشاب ولتبدأ ببناء وطنك ومجتمعك وانطلق.. بارك اللهُ فيك. والله الموفق،،،