اختتام "مهرجان الكتاب الثاني" بنادي الشرقية الأدبي    أمانة الشرقية تختتم مشاركتها في المؤتمر الخليجي لتنمية الموارد البشرية    جمعية إسناد تقيم حفل ختامي لمستفيدي مراكز الرعاية والتاهيل    دول العالم تفشل في التوصل إلى معاهدة بشأن الاستعداد للجوائح    الاتفاق يستأنف تحضيراته بتدريب استشفائي بعد مباراة الشباب    تتويج نادي أبها ببطولة الدوري السعودي الرديف للموسم 2023-2024    «موديز» تؤكد تصنيف المملكة الائتماني عند «A1» مع نظرة مستقبلية «إيجابية»    من المسؤول ؟    الدفاع المدني يتيح خدمة تمديد مدة التراخيص عبر منصة "أبشر أعمال"    بوتين يدعو إلى إجراء مفاوضات مع أوكرانيا    مصر تكثف كشف الغموض عن جثث ثلاث فتيات بالصحراء    سيميوني: ريال مدريد هو الأفضل في العالم    وفد "شوري" يلتقي وزيرة التكامل الأفريقي والخارجية السنغالية    وزير الرياضة يبارك للهلال تتويجه بلقب دوري روشن    رئيس مجلس الشورى يصل الجزائر    القصيبي: فرق «مسام» انتزعت أكثر من 450 ألف لغم وعبوة ناسفة    رسميًا.. المملكة تتسلّم ملف استضافة المنتدى العالمي ال( 11) للمياه    شرطة القصيم: القبض على مقيم سوري لابتزازه فتاة    برئاسة وزير الخارجية.. وفد «الوزارية العربية» يؤكد أهمية قيام الدولة الفلسطينية على حدود 1967    فعالية منوعة في يوم البحث العلمي ال 13 بصيدلة جامعة الملك سعود    اجتماع دوري لتراحم القصيم    جامعة الملك خالد تحقق المركز 111 بين الجامعات الشابة في تصنيف التايمز العالمي 2024    ضبط مواطنين بنجران لترويجهما مادة الإمفيتامين المخدر    ولي العهد يعزي رئيس السلطة التنفيذية بالإنابة في إيران بوفاة الرئيس ووزير الخارجية ومرافقيهما    «هيئة الطرق»: 10 طرق تربط الدول المجاورة بالمشاعر المقدسة    حلقة نقاش عن استعدادات الرئاسة لموسم حج 1445ه    مدير عام هيئة الأمر بالمعروف بنجران يزور محافظ شرورة    أمطار رعدية على أجزاء من 4 مناطق    «الأحوال المدنية»: منح الجنسية السعودية ل14 شخصاً    خطيب الحرم: أمن الحرمين خط أحمر ولا شعارات بالحج    الآسيوي يعلن إدماج سجلات بطولات الأندية    المملكة توقع 16 اتفاقية ومذكرات تفاهم مؤتمر مستقبل الطيران 2024    كوادر سعودية ترسم السعادة على ضيوف الرحمن الأندونيسيين    موقف مالكوم من مواجهة الهلال والنصر    بيريرا: سأجتمع مع إدارة الشباب لمناقشة مستقبلي    البليهي: تفكيرنا الآن في مباراة الوحدة.. وننتظر الجماهير غدًا    اللجنة الوزارية تنقل أزمة غزة إلى باريس    واتساب يختبر ميزة لإنشاء صور ب"AI"    دار طنطورة.. التراث والحداثة بفندق واحد في العلا    "العلا" تكشف عن برنامجها الصيفي    المخرجة السعودية شهد أمين تنتهي من فيلم "هجرة"    تحذيرات علمية من مكملات زيت السمك    خريجو «خالد العسكرية»: جاهزون للتضحية بأرواحنا دفاعاً عن الوطن    متى القلق من آلام البطن عند الطفل ؟    قد لا تصدق.. هذا ما تفعله 6 دقائق من التمارين يومياً لعقلك !    5 أطعمة تعيق خسارة الوزن    «رحلة الحج» قصص وحكايات.. «عكاظ» ترصد: كيف حقق هؤلاء «حلم العمر»؟    السلاحف البحرية معرضة للانقراض    الدكتوراه لفيصل آل مثاعي    نمو الجولات السياحية ودعم الاقتصاد الوطني    «الثقافة» و«التعليم» تحتفيان بالإدارات التعليمية بمختلف المناطق    سفارة المملكة في إيرلندا تحتفي بتخرج الطلبة المبتعثين لعام 2024    الاستثمار الثقافي والأندية الأدبية    تنوع أحيائي    فيصل بن خالد يرأس اجتماع الجهات الأمنية والخدمية المشاركة في منفذ جديدة عرعر    دفعة جديدة من العسكريين إلى ميادين الشرف    أمير حائل يشكر جامعة الأمير محمد بن فهد    برعاية الأمير عبدالعزيز بن سعود.. تخريج مجندات بمعهد التدريب النسوي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بقعاء لؤلؤة حائل الشمال 3/6
«بقعاء» تنجح في زراعة الأرز والشاي الأخضر تميز خاص لمراسم «الكرم البقعاوي».. ومجسم «الصينية» الأكبر «رقيبة المسكين» أشهر التكوينات الصخرية بتكوينها العجيب
نشر في الجزيرة يوم 04 - 05 - 2003


حلقات أعدها فهد غازي الشيحان تصوير- أحمد السليطي
تتجول بكم «الجزيرة» اليوم في حلقتها الثانية عبر حدود الوطن في محافظة بقعاء.. ما بين الزراعة والربيع.. والتكوينات الصخرية والمتنزهات الطبيعية التي منحها الله لهذه المواقع.
كما أننا تطرقنا الى بعض الفنون الشعبية التي تزخر بها بقعاء قديماً وحديثاً
الزراعة في بقعاء
تعتبرمحافظة بقعاء منطقة زراعية منذ القدم حيث اشتهرت بقعاء بكثرة النخيل حيث تمثل النخيل مصدر رزق للمواطنين في الزمن السابق، وقد لقيت الزراعة اهتماما وتطورت الزراعة في بقعاء وشهدت المنطقة نهضة زراعية فاقت التصورات، وتحولت الصحراء الى مساحات خضراء وقامت المديرية العامة للزراعة والمياه بمساندة البنك الزراعي بمنح المزارعين أراضي وقروضاً زراعية ساهمت في اتساع الرقعة الزراعية، وبدأ الآن البنك الزراعي بإعطاء المواطنين قروضاً زراعية تصل قيمتها الى 500 ألف ريال دون الحاجة الى مراجعة الوزارة.
حلوة بقعاء
تغطي النخيل مساحات واسعة من أراضي بقعاء حيث تشتهر المنطقة بوجود أجود أنواع النخيل يأتي في مقدمتها «الحلوة» التي يتسابق مواطنو المنطقة الى اقتنائها لما لها من مذاق رائع.
كما ان هناك أنواعا أخرى من التمر هي: دقلة شويش والبيضاء والفنخا وسلمة، بالإضافة الى السكري والخلاص وغيرها من الأنواع.
كثرة الحبوب
شهدت مزارع بقعاء انتاج كميات كبيرة من الحبوب ولاسيما نبات «القمح» الذي يتسابق المزارعون على زراعته يساعدهم في ذلك وفرة المياه التي تتدفق بكميات غزيرة، وتم زراعة مساحات شاسعة من الرشاشات ولاسيما في بعض الشركات الزراعية، وتمثل شركة نادك الواقعة شرق بقعاء النسبة الكبرى في انتاج القمح بالاضافة الى انتاج البصل والبرسيم والحمضيات وغيرها من المنتجات الزراعية. ويقوم المزارعون بتسليم هذه الحبوب الى صوامع الغلال والدقيق كما هو معروف في جميع مناطق المملكة.
أما المنتجات الأخرى فتقوم هذه الشركات بتسويقها وتوزيعها على المواطنين وعلى مناطق المملكة المختلفة.
زراعة الزعفران
شهدت بعض المزارع في محافظة زراعة نبات الزعفران، حيث نجح الزعفران في بعض المواقع مما يؤكد ان الزعفران تنبته أراضي السعودية.
وقد قام عدد من المزارعين باستعمال نبات الزعفران مع القهوة وأثبت نجاحه إلا أنه يمثل الزعفران الأقل احمراراً وهو نوع ايراني.
ويرى المزارع سعد البقعاوي ان زراعة الزعفران ناجحة في بقعاء 100% وان لها نتائج طيبة وتحتاج الاهتمام فقط.
الشاي الأخضر
كما أنتجت مزارع بقعاء ورق «الشاي» حيث قام عدد من المزارعين بزراعة الشاي وأثبت نجاحه، ويقول المزارع أحمد العقيل انه قام في مزرعته بزراعة نوع من أنواع الشاي وظهرت أوراقه الكثيفة وتم استعماله ونجح في الاستعمال.
الأرز في السوق
كما شهدت مزارع بقعاء في زراعة نبات «الأرز» ونجحت هذه الزراعة ووصلت منتجات الأرز الى السوق حيث تم بيعها في السوق.
ويقول المواطن حمد الدخيل: لقد زرعت الأرز في مزرعتي الواقعة بالعريدة غرب بقعاء ولكنه أخذ مني جهداً حيث قمت بجهود ذاتية عندما بدأت الفكرة تراودني منذ أكثر من عشر سنوات وبعد البحث لمدة ستة أشهر قمت بجمع ثلاثة أنواع من الأرز وهي «البشاور - التمن - العنبر» حيث طلبتها من خارج المملكة، وبدأت حرث الأرض أكثر من 5سم ثم قسمت الأرض الى حياض متساوية، ثم أسقيت الأرض لمدة عشرة أيام دون بذور ثم قمت بزراعة حبوب الأرز المختلفة لكل نوع في موقع، وثم سقيتها لمدة ستين يوماً حتى ظهرت أوراق المحصول، ثم قمنا بشتله في مجموعات ومن ثم سقيه لمدة أربعة أشهر على ان يبقى الماء فيه طوال ساعات اليوم وهذا كلفنا الشيء الكثير من الخسائر المادية، ثم بعد ذلك يتم قطفه على شكل حزم ومن ثم يدخل في آلة خاصة ومن ثم يتم تعبئته بأكياس.
ويقول الدخيل انه ينتج سنويا ما بين 150- 200 كيس يتراوح أسعارها ما بين 25-30 ريالاً، حيث يتم تسويقها في بقعاء وفي المنطقة الشرقية والوسطى.
أما النوع المطلوب هنا فهو الأرز الأحمر «التمن» لأنه وحسب رأي الأطباء يزيد من الدم في جسم الانسان، ومن هنا فقد قام أكثر من عشرين مزارعا بأخذ الطريقة استعداداً لزراعة الأرز في مزارعهم.
الدواء غير مركز
وعن مشاكل الزراعة التي يواجهها المزارعون يرى المزارع سعود الفهد ان أصحاب المؤسسات الزراعية يلقون باللوم على المزارع ويخطئونه باستخدام الدواء للمحاصيل، وهذا غير صحيح والدواء ما زال غير فعال وليس مركزاً!! وأضرب لكم مثالاً ان أحد المزارعين قد أخذ ربع لتر مركز من دواء الأعشاب الرفيعة المسمى «سرليون» ووضع حوضا لأحد الأعشاب الرفيعة وسكب عليها الدواء المركز حتى تشبعت واصفرت خمسة أيام فقط ثم رجعت الى وضعها وأخذت في نمو مع العلم ان عمرها أربعون يوماً!!.
الحلوة تحتاج إلى عناية
نظرا لما تتميز به نخيل «الحلوة» فهي تلقى اهتماما من أصحابها حيث يرى صاحب أشهر حلوة في بقعاء خليفة العقل وجوب سقيا نخيل الحلوة بماء مالح وتبدأ السقيا من منتصف شهر مايو حتى قطف الثمار.
كما يجب متابعة النخلة وتنظيفها ومعالجتها من الحشرات والآفات والأمراض كالسوس والغبير، وان كنا نجد التقصير من فرع وزارة الزراعة والمياه في مجال الأدوية غير المتوفرة، وإذا كان هناك دواء فهم يعطوننا لتراً أو لترين مقابل وجود 400 نخلة لدى بعض المزارعين.
ومن هذا المنطلق نناشد المسؤولين بتوفير كميات كبيرة من الدواء حتى لا تؤثر على المواطنين.
الزراعة والمياه
قامت مؤسسة البراهيم الخيرية بحفر بئر ارتوازية في حي اللويمي وانشاء خزان لنقل مياه الشرب الى منازل المواطنين، وقامت وزارة الزراعة والمياه بتنفيذ الخط الناقل للمياه من الخزان الجديد بالمحافظة الى خزان الوزارة القديم بطول 6كلم وتنفيذ بئر وخزان ومضخة غاطسة، والانتهاء من خزان مياه بسعة 500م مكعب.
كما امتدت خدمات المياه الى توسعة شبكة مياه مدينة الأجفر بطول 6كلم مع تمديد خط ناقل للمياه بطول 1100م، وتنفيذ بئر خيري وخزان تبرع به بندر الجبرين، وكذلك توسعة شبكة مياه قرية الجبرية بطول 4كلم مع تمديد الخط الناقل بطول 1700م وخط 4 بوصات وتسوير خزان المياه، وتمديد شبكة مياه قرية ضبيعة بطول 2000م وخط 3 بوصات مع تسوير الخزان تسويراً كاملاً.
كما تم عمل شبكة وخزان للمياه في مخطط الجديدة بتبرع من فاعل خير بالاضافة الى تأمين 30 رداً مياه للمواطنين في قرية كنب ثنيان شهرياً.
الكرم البقعاوي
امتداداً لما فعله «حاتم الطائي» في حائل فقد اشتهر أهالي محافظة بقعاء بالكرم الزائد ويلاحظ الزائر لهذه المحافظة انه لا يستطيع الخروج من بقعاء حتى يتم اكرامه.
وقد كان المواطنون في بقعاء كريمين الى حد الاسراف في بعض المواقع وقد قال بريك راعي بقعاء واصفا كرم أهالي بقعاء:
نقول لهم قبل التناشيد سمو
قراها نماها والضوى من صريفه
وهو يعني بذلك أنهم يكرمون الضيف ويذبحون له ذبائح ولا يسألون الضيف عن مجيئه حتى لا يصيبه الشك في شيء. وقد قامت بلدية بقعاء بالتعاون مع عدد من المواطنين بإنشاء مجسم كبير في وسط الشارع الرئيسي للمحافظة عبارة عن «صينية» كبيرة يصل قطرها الى أكثر من 15 متراً بها عرجون من البلح الأحمر تمثل الكرم الذي اشتهر به أهالي بقعاء وربما انها أكبر صينية في العالم.
منتزه القاع
يقع جنوب محافظة بقعاء وبمسافة 2كلم فقط منتزه طبيعي من صنع الخالق سبحانه وتعالى حيث يقع «قاع الملح» وهو عبارة عن متنفس طبيعي لأهالي محافظة بقعاء ولاسيما في وقت الشتاء الذي تكثر فيه الأمطار الموسمية.
ويمثل قاع الملح عاملاً مهماً من جانبين رئيسيين هما ان هذا الموقع تتجمع فيه مياه السيول المحيطة به، حتى المياه التي تصب من وادي الديرع في حائل تصب في هذا القاع، مما يشكل معلماً واضحاً حيث تمتلىء الأرض بالماء وبعد فترة جفاف المياه بعد تبخرها في فصل الصيف يتكون الملح في الأرض ويقوم المواطنون بجمع الملح واستعماله في الطعام، أما الجانب الآخر فهو ان هذا الموقع تحيط به كثبان رملية صفراء، وكذلك عدد من الأشجار والنخيل ويكون بذلك متنزها طبيعياً لأهالي المحافظة.
ويأمل المواطنون في بقعاء من بلدية بقعاء الاهتمام بهذا المتنزه وذلك بإيصال الأسفلت ووضع براميل مياه وأرصفة وايصال الانارة الى هذا الموقع حتى يتمكن الناس من قضاء أوقاتهم في هذا الموقع.
تكوينات صخرية
وبالقرب من موقع قاع الملح توجد هناك تكوينات صخرية رائعة تمثل ابداع الخالق في صنع الكون ومحتوياته، حيث إن هناك مواقع هي: رقيبة المسكين، وهي أشبه ما تكون برقبة المسكين ولم تسقط منذ عدة سنوات وحتى وقتنا الحالي، وكذلك حشية عكاص ورضمة الزرقاء وغيرها من المواقع التي تتميز بها الجهة الجنوبية لمحافظة بقعاء.. هذه المواقع الرائعة زادت من جمال الطبيعة لدى مرتادي الجهة الجنوبية للمحافظة بدءاً من قاع الملح وحتى الوصول الى المحصر والزرقاء وأم الشطن.
عيون تتدفق
من الظواهر الطبيعية التي تستحق المتابعة والاهتمام من المسؤولين هي وجود عدد من العيون التي تتدفق ماء عذباً دون الحاجة الى وجود مكائن للضخ أو مواطير للشفط.
ومن تلك العيون: عين الشيحان، والعيونة الوسطى، وعين البقر، وجميع هذه العيون تقع في اتجاه واحد وهو جنوب المحافظة بالقرب من قاع الملح، وربما ان تجمع مياه السيول في منطقة القاع لها دور بارز في وصول المياه الى منابع العيون.
مصنوعات قديمة
اشتهرت بقعاء قديماً بوجود عدد من المصنوعات اليدوية التي تسد حاجة المواطنين في مختلف المجالات، ففي جلد الحيوانات يقوم النساء بتنظيف جلد الأغنام بعد ذبحها ومن ثم دحيه بنبات الأرطي حتى يتشبع الجلد من الأرطي ثم يستخدم لحفظ الماء وهو ما يسمى «قربة» وعادة تكون القرية باردة دائما ويشرب منها الناس.
كما ان هناك صنعات متعددة من سعف النخيل وهو جريد النخيل حيث تقوم النساء بجمع الجريد ومن ثم تصليح الزبيل وهو لنقل الطعام والحبوب والثمار والخضراوات والفواكه، وكذلك السفرة وهي التي يوضع عليها الطعام أثناء الأكل.
كما يتم صناعة المكانس اليدوية والمراوح التي يستخدمها الناس في فصل الصيف لتجنب الحر.
رضمة الزرقاء
في الجهة الجنوبية لمحافظة بقعاء تقع عين تسمى «عين الزرقاء» وهي عبارة عن عين ماء تكون مورد ماء لعدد من الحيوانات البرية في جنوب بقعاء، وبجانب هذه العين حجر كبير جداً يسمى «رضمة الزرقاء» وهي صخرة كبيرة صماء لا يمكن الصعود الى أعلاها بسهولة بل يلزم الشخص المخاطرة بنفسه للصعود اليها، وقد قام عدد من الشباب بالصعود الى أعلى الصخرة وقاموا بكتاب ذكرياتهم وتواريخها هناك.
الفنون الشعبية
مازال المواطنون في بقعاء متمسكين بألوان الفنون الشعبية القديمة التي توارثوها من الآباء والأجداد وتعكس هذه الفنون صوراً تراثية جميلة يمارسها الجميع في مناسبات الزواج والأعياد والاحتفالات الأخرى. وأبرز ما يمارسه المواطنون في بقعاء من الألعاب الشعبية هي «العرضة» وهي من الفنون الرائعة حيث يصطف الجميع في طابور وقوفاً وأمامهم صف آخر مقابل لهم ويتم ترك مسافة بين الصفين حتى يمارس البعض الطق بالطبول والثلث بالسيف والطبول.ويأتي بعدها لعبة «السامري» وهي مرتبطة بالعرضة دائما إذ إن هذا الفن له عشاقه ومحبوه وله إيقاعات متنوعة حيث يصطف المغنون في صفين مماثل للعرضة ولكن ان الفرق بينهم هو الجلوس حيث إن السامري لا يصلح إلا جلوساً ويتم ترديد قصيدة بين الطرفين حتى نهايتها، وهكذا الى ان يطيب الخاطر وتسري الجموع في أواخر الليل.
القصيد والهجيني
يعتبر القصيد من أبرز الموروثات في بقعاء وما زال هناك اجتماعات متعددة للشعراء في بقعاء بمختلف ميولهم، ويتبادل الأصدقاء دائما القصائد الشعرية من مرادات وحوارات ومساجلات شعرية..
كما أن هناك نوعاً آخر من الفنون الشعبية القديمة وهو «الهجيني» وهو معروف كثيراً لدى رعاة الإبل والأغنام ويجري أحياناً على الربابة، ويمارس عادة فرديا أو جماعيا وهو للترويح عن النفس بعد التعب والمشقة في رعي الماشية أو قطع مسافة من الطريق الطويل ولاسيما في الصحراء.
ويغنى الهجيني في عدة مواقع حيث إن لكل موقف قصيدة خاصة به ولا تناسب غيره من المواقف الأخرى. كما ان معظم كبار السن يعمدون الى القاء قصيد الهجيني أثناء قيامهم بسحب المياه من الآبار عن طريق السواني.
النفود منتزه آخر
تقع الى الجهة الشمالية من محافظة بقعاء صحراء النفود الكبرى وبمسافة تصل الى حوالي 6 كلم، حيث تعتبر النفود المنتزه الشمالي للمحافظة ويقوم المواطنون بنصب خيامهم وبيوت الشعر في منطقة النفود ولاسيما في أوقات الاجازات الرسمية وعطلة نهاية الأسبوع.
وتعتبر منطقة «خبّ العدام» هي المنطقة التي تكثر فيها هذه التجمعات نظراً لسهولة أرضها.
ويعمد عدد من الشباب الى التزلج على رمال النفود ولاسيما بعد هطول الأمطار وارتواء الأرض بالماء حيث يقوم الشباب بربط شراع في مؤخرة السيارة ثم يركب مجموعة من الشباب على هذا الشراع ويقوم قائد السيارة بالتجول بهم على رمال النفود.
كما ان النفود الكبرى تعتبر من العوامل المهمة في اشعال النيران لدى عدد من المواطنين حيث يقوم المواطنون بتكسير نبات «الأرطي» اليابس ومن ثم يشعلون به النيران في بيوت الشعر أو في الختام، وذلك للتدفئة وكذلك لطهي الطعام.
عانية الزواج
هناك ظاهرة جيدة ما زال المواطنون في بقعاء متمسكين بها هي عانية الزواج وهي من العادات القديمة التي توارثوها عن الآباء والأجداد.
وتأتي «العانية» وهي مأخوذة من العونة أو المعاونة والمساعدة حينما يرغب شخص في الزواج وبعد ان يتم عقد قرانه ويحدد موعد الزواج يقوم أقرباؤه وأصدقاؤه بمساعدته كل بما تجود به نفسه.. فمنهم من يعطيه جزءاً من المال، ومنهم من يحدد شيئا من تكاليف الزواج كقصر الأفراح أو طباعة بطاقات الزواج أو غيرها.. ويبقى الشيء الغالب والدارج لدى معظم الناس وهو احضار عدد من الأغنام، حيث ان هذه الأمور تساعد الشباب في التغلب على بعض مطالب الزواج المتعددة وتساعد على القضاء على جزء من تكاليف الزواج.
الفزعة والمساعدة
من الظواهر الحسنة التي ما زال الناس متمسكين بها في بقعاء هي الفزعة والتعاون فيما بين المواطنين ولاسيما الأقرباء والأصدقاء، وهذه الفزعة تمثل التعاون بين أفراد المجتمع حيث المشاركة في الأفراح والأحزان.
ففي الأفراح يشارك الجميع في عمل ترتيبات الزواج مثلاً ويتواجد الجميع قبل الموعد بعدة أيام حتى يقوم كل فرد بمهمة خاصة حيث يتم توزيع العمل فيما بين الجميع.. وكذلك في المناسبات الكبيرة الأخرى.
كما ان الفزعة تأتي أيضا عند الحاجة في بناء البيوت أو البحث عن حاجة معينة ضائعة لصاحبها، كما ان هناك ما يسمى «القطة» وهي جمع نسبة من المال لمساعدة شخص عليه التزام مالي أو عليه دية أو لإنهاء مصيبة حصلت له.
أما في الأحزان فيهب الجميع ولاسيما الأقرباء الى منزل الحزن ويتواجدون ويوفرون لهم الطعام حيث يتكفل كل شخص بوجبة معينة إما غداء أو عشاء حتى تنتهي فترة الحزن.
النزالة والبشارة
النزالة والبشارة متلازمتان وهما من العادات القديمة التي يتمتع بهما سكان محافظة بقعاء، حيث إن النزالة هي عندما يسكن الشخص بيتاً جديداً يقوم بذبح عدد من الخرفان أو حاش، ويقوم بدعوة الجيران والأقرباء ويتناولون العشاء في منزله الجديد.
وفي المقابل يقوم الجيران بعزيمة هذا الشخص كلا على حدة ويتناول الجميع الطعام كل يوم منزل أحد الجيران.
أما البشارة فهي ان يتلقى الرجل خبراً ساراً كأن يرزق بمولود جديد أو ان يحصل ابنه على وظيفة أو نقل الى موقع عمل جديد أو ترقية أو ما شابه ذلك، ثم يقوم هذا الرجل بذبح ذبيحة، ويعزم عليها صاحب البشارة ومن معه سواء من الجيران أو من الأقرباء والأصدقاء.
أُحفورة قديمة
تتميز المناطق المحيطة بمحافظة بقعاء بوجود عدد من المواقع والمعالم الأثرية القديمة وقد عثر المواطن أحمد السالم السليطي على قطعة صخرية مدفونة داخل الأرض وهي على هيئة جذع شجرة، وقال السليطي لقد أخذتها من موقعها على أنها قطعة من جذع شجرة على ما تحتويه من عقد وهي على شكل ساق، وعندما حملتها اتضح لي أنها عبارة عن قطعة صخرية قوية وثقيلة حيث لم أستطع حملها إلا بصعوبة.
ويرى السليطي عرضها على العلماء والمختصين في هذاالمجال لمعرفة أبعادها وتاريخها وكيف وجدت في هذا الموقع.
قرص الجمرّية
يعتبر قرص «الجمرّية» من الأطباق الشعبية القديمة التي ما زالت شائعة لدى فئة من المواطنين في بقعاء، حيث إن الجمرية هي قرص من الخبز يتم تصليحه في الرمل الحار تحت النار وتسمى «ملّه» ويتم دفنها تحت الرمل الحار حتى تستوي.
ويقول حماد الجهجاه إنني قد وضعت خيمة بالقرب من النفود وفي كل عصر اتجه اليها وأقوم بتصليح الشاي والقهوة والجمرّية، وهذه متعة لدي، ويأتي عدد من الأصدقاء للسوالف وتناول الجمرية ونتسامر حتى ساعات، وهذا شيء شبه يومي ويولد لدينا السعادة المستمرة.
غداً..
تأخذكم جولتنا الى مدينة تربة حائل وهي أكبر المدن التابعة لمحافظة بقعاء.. ونتحدث عن معدن البوكسايت في الزبيرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.