مهرجان الجنادرية من المهرجانات العربية

بداية أود أن أسجل عظيم شكري وتقديري لله جلت قدرته الذي سخر لي فرصة المشاركة بفعاليات المهرجان الوطني الثامن عشر للتراث والثقافة بالرياض ثم لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة الذي شرفني بالتكليف بمهمة رئاسة وفد منطقة المدينة المنورة بالمهرجان، وأعتقد أنني عندما أتشرف بالقيام بهذه المهمة لأول مرة أشعر بمزيج من الشرف والرهبة.. الشرف بأنني أمثل منطقة المدينة المنورة بتكليف من أميرها الذي كان لدعمه الكبير أكبر الأثر في الإعداد الجيد لمشاركة المنطقة حيث تابع سموه لحظة بلحظة كافة المراحل التي سبقت الإعداد كما أن وكيل إمارة منطقة المدينة المنورة المهندس عبدالكريم بن سالم الحنيني كان يتابع ميدانياً هذه المراحل وهو ما شجعني وكافة أعضاء الفريق المشارك لبذل المزيد من الجهد لتقديم فقرات متميزة في موقع المدينة المنورة بالمهرجان نسأل الله عز وجل أن تنال رضى الزوار.
أما الرهبة فتكمن في كوني مكلفاً بهذه المهمة لأول مرة في واحد من أكبر المهرجانات الثقافية في العالم العربي، وأكثرها جذباً للزوار والمشاركين وهو ما يشعرني بعظم المسؤولية إلا أن ما وجدته من توجيهات سديدة من سمو الأمير مقرن وما حظيت به من تعاون كبير من الجميع حد كثيراً من رهبتي وزادني ثقة بالنفس وشعوراً بأن موقع المدينة المنورة سيحافظ بمشيئة الله على ما حققه من تميز في هذا المهرجان خلال السنوات الماضية.
وقد كانت فرصة تكليفي بهذه المهمة فرصة عظيمة حيث تعرفت أكثر بهذا الحدث الذي أجد أنه يزداد تألقاً ونجاحاً سنة بعد الأخرى وأشعر أن المهرجان الثامن عشر هذا العام سيكون ناجحا في ظل ما يتم بذله عليه من الحرس الوطني من دعم كبير ودراسة شاملة لتجنب السلبيات وتعزيز الإيجابيات حتى تتأصل مكانة هذا المهرجان في أذهان الجميع كعرس ثقافي تراثي بارز نجح في جذب مئات الآلاف من الزوار من داخل المملكة وخارجها.
وقد أسعدني حرص القائمين على المهرجان بتكريم شخصيات وطنية حتى يتجاوز هذا المهرجان مرحلة كونه متحفاً للتراث الشعبي أو سباقاً للهجن ليصبح تظاهرة ثقافية تكريمية ضخمة تزهر بشتى الفعاليات مع التأكيد على القيم الدينية، والاجتماعية التي تمتد جذورها في أعماق تاريخ هذه البلاد الغالية لاسترجاع العادات، والتقاليد الحميدة، التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف مع العمل على إيجاد صيغة للتلاحم بين الموروث الشعبي بجميع جوانبه، وبين الإنجازات الحضارية التي تعيشها المملكة العربية السعودية والعمل على إزالة الحواجز الوهمية بين الإبداع الأدبي والفني وبين الموروث الشعبي.
وأخيراً أرجو أن يجد زوار المهرجان بصفة عامة وموقع المدينة المنورة ما يلبي رغباتهم وأعد الجميع بأن نكون جميعا مسخرين لخدمتهم والعمل على تحقيق الأهداف النبيلة التي جاء تنظيم المهرجان ليحققها ومنها تعزيز الجهود لاكتشاف التراث الشعبي وتعريف الجميع به، وبلورته بالصياغة، والتوظيف في أعمال أدبية، وفنية ناجحة مع الحث على الاهتمام بهذا التراث ورعايته وصقله، والتعهد بحفظه من الضياع، وحمايته من الإهمال، وكذا العمل على تشجيع دراسة التراث ورصد المتغيرات السريعة التي واكبت التقدم العلمي عالمياً، ومحلياً وأثر ذلك على الحياة من خلال المعارض، والحرف، التي توفر أسلوباً مميزاً للمقارنة الموضعية والتركيز على تجديد تراثنا الثقافي، والفكري، الذي هو شاهد على أصالة هذه البلاد.
وختاماً وفق الله قيادتنا لتحقيق المزيد من الخطوات الرائدة لخدمة وطننا والسمو بتراثنا إلى افاق أرحب والله الموفق.