الكرة السعودية تطورت بفضل القائمين عليها والتخطيط السليم

الحكم الدولي جمال الغندور ل « الجزيرة »:

دخل الحكم الدولي المصري جمال الغندور عالم النجومية من اوسع ابوابها وخطف الاضواء سواء محلياً او عالمياً فهو يعتبر اشهر الحكام المصريين عبر تاريخ كرة القدم وحقق العديد من الارقام القياسية التي يصعب على حكم مصري او افريقي تحقيقها فقد شارك في كأس العالم لأكثر من مرة وقام بالتحكيم في الاولمبياد ويعتبر اول حكم مصري افريقي وعربي يقوم بالتحكيم في كأس اوروبا لكرة القدم بالاضافة الى تاريخه المحلي او القاري التقته الجزيرة الرياضية و كان هذا الحوار:
** في البداية اين يقع التحكيم العربي من نظيره العالمي؟
اؤكد من واقع ممارستي للتحكيم في اكثر من بطولة سواء قارية او عالمية ومن احتكاكي بالحكام سواء في اوروبا او امريكا اللاتينية وهي الدول صاحبة الاسم والتاريخ في دنيا كرة القدم ان التحكيم العربي لايقل بحال من الاحوال عن التحكيم الاوروبي ولا اكون مبالغا اذا قلت ان هناك من الحكام العرب من يفوق اداؤه الحكام في اوروبا وامريكا اللاتينية مع الاخذ في الاعتبار فارق الامكانات سواء العائد المادي او ما يحتاح للحكام من التدريب وصقل لمواهبهم وتوفير كل شيء من شأنه رفع شأن الحكم والدليل على ذلك ان جميع الحكام العرب الذين شاركوا في بطولات عالمية يحظون بالاحترام والتقدير ولهم تاريخهم المشرف توجت هذه المسيرة للتحكيم العربي بأن حكم نهائي كأس العالم 98 احد الحكام العرب وهو المغربي المرحوم سعيد بلقولة باختصار شديد التحكيم العربي في تطور وتقدم ولدينا حكام لديهم سمعة دولية واصبحوا اكثر من نجوم مثل اللاعبين والمديرين الفنيين في دنيا كرة القدم.
التحكيم ودوره الرئيسي
فالتحكيم في عالم كرة القدم جزء من اللعبة والحكم من ضروريات النهوض باللعبة فهو مثل اللاعب والمدرب وهذا يحتاج الى مزيد من الدعم بالنسبة للحكام مثل الاهتمام باللاعبين يجب الاهتمام ايضا بالحكام سواء من ناحية صقل مواهبهم وتوفير الامكانات المادية لهم لأن هذا مهم جدا فليس من المعقول ان يتقاضى الحكم في المباراة حوالي 40 دولارا فقط ويتقاضى نظيره الاوروبي 2000 دولار فلا شك ان هذا يؤثر بالاضافة ان الحكم في معظم الدول العربية يمارس التحكيم كهواية بجانب عمله في اي جهة اخرى فالتحكيم ليس مصدر دخله عكس الحكم في اوروبا فهو محترف شأنه في ذلك شأن اللاعب والمدرب وهناك العديد من الدول اصبحت تأخذ بهذا الاتجاه وتستقدم حكاما للمشاركة في تحكيم مباريات الدوري على سبيل الاعارة لمدة موسم او اكثر.
** بماذا تعلل انخفاض مستوى التحكيم في كأس العالم الاخيرة؟
انا ضد مقولة ان التحكيم في كأس العالم الاخيرة كان مستواه منخفضا بالشكل الذي صوره الاعلام وفي تصوري ان التقدم الرهيب في البث التلفزيوني والاجهزة الالكترونية الحديثة في عملية النقل التلفزيوني وهو مالم يكن متوفرا قبل ذلك وضح ان هناك اخطاء كثيرة للحكام فمثل هذه الاجهزة لم تكن متاحة من قبل وكان هناك العديد من الاخطاء ربما تفوق الاخطاء التي وقع فيها الحكام في كأس العالم مؤخراً ولكن لم تكن هناك الاجهزة التي توضح مثل هذه الاخطاء سابقاً وربما ذلك هو الذي وضح ان هنالك اخطاء للحكام كثيرة في البطولة الاخيرة الاخطاء في تصوري كانت عادية جدا ولم تؤثر في تغيير نتيجة مباراة وليس فيها شبه تعمد ولك ان تعلم ان الحكم يأخذ قراره في جزء من الثانية اما المشاهد فاللعبة تعاد له اكثر من مرة ومن اكثر من زاوية وبالتالي المهمة بالنسبة له سهلة عكس الحكم واصعب شيء على الحكم هو احتساب ضربة جزاء او طرد لاعب او اخراج انذار للاعب.
** تقييمك للتحكيم العربي في البطولة الأخيرة؟
التحكيم العربي وجميع زملائي من الحكام العرب سواء من سوريا او السعودية كانوا خير مشرف للتحكيم العربي سواء حكام الساحة او الخطوط فأداؤهم كان جيداً بشهادة الجميع وهناك جيل من الحكام العرب لديهم مستقبل كبير في عالم التحكيم ولا شك ان وجود اعضاء عرب في الاتحاد الدولي كان له دور كبير في دعم التحكيم العربي واعطائه حقه للمشاركة في تحكيم العديد من المباريات الهامة في كأس العالم وهي تلك المباريات التي كانت قاصرة على حكام اوروبا وامريكا خاصة من الاخوة السعوديين الموجودين في لجان الاتحاد الدولي لما لهم من مصداقية وتأثير يتمتعون به فلا شك ان هذا دعم التحكيم العربي كما دعم رياضة كرة القدم بشكل عام.
** تقييمك لكرة القدم العربية في الآونة الأخيرة؟
كرة القدم العربية لاشك انها تقدمت في الفترة الاخيرة ولاشك انها تأثرت بالكرة الاوروبية وامريكا فاستقدمت مدربين من اوروبا سواء بالنسبة للأندية الكبيرة او المنتخبات وطورت من اسلوب اداء فكر اللاعب كما ان احتراف عدد من اللاعبين العرب في اوروبا ايضا كان له دور كبير في تطور الكرة العربية ففي الفترات السابقة كانت الكرة في شمال افريقيا في المغرب وتونس والجزائر تتفوق عربياً الا ان «فترة السبعينات» شهدت تطورا كبيرا في كرة القدم الخليجية خاصة الكرة السعودية التي تطورت كثيراً والدليل وصولها لنهائيات كأس العالم ثلاث مرات متتالية ويرجع ذلك في تصوري للاستقرار الاداري والدعم الكبير من القائمين على امر الرياضة في المملكة الذي ساعد وبشكل كبير على تطور الكرة السعودية حتى انها تفوقت في فترات كثيرة على الكرة في شمال افريقيا وبشكل عام ان هناك دولا عربية كبيرة في مجال كرة القدم وهي السعودية ومصر والمغرب وتونس والجزائر التي تحاول استعادة مكانتها مرة اخرى.
** بعد بلوغك السن القانونية لاعتزالك التحكيم هل حققت ماتريد؟
في نهاية مشواري التحكيمي احمد الله سبحانه وتعالى ان منحني كل ذلك في مجال تحكيم كرة القدم فالحكم اليوم اصبح نجما مثل اللاعب والمدرب ولقد شاركت في العديد من المسابقات العالمية وهو مالم يتوافر لحكم آخر فقد شاركت في كأس العالم والاولمبياد وكأس اوروبا واحمد الله سبحانه وتعالى على ذلك.