عجيب أمر فئة من البشر عندما تكون في موقع قيادي أو صاحب صلاحية ويتقدم أحدهم ويطلب منك خدمة ويكون تنفيذها غير نظامي أو مخالفاً للأنظمة أو يحتاج إنجازها إلى توفر مستندات.. وتصارحه بذلك.. يغضب ويزعل ولا يحدثك وقد يصل به الحد أن لا يرد السلام عليك.. كل ذلك من أجل أنك قلت له لا أستطيع إسداء هذه الخدمة لك مادام أنها غير نظامية أو ليست مستوفية الشروط.. بل إن بعضهم لا يكتفي بمقاطعتك بل يتمادى ويصل به الحال بأن يتشدق بك ويضع فيك كل أنواع النقص ويطلق عليك الصفات البشعة... فعندما تأتي سيرتك في المجالس يتسابق للنيل من شخصيتك كأن يقول فلان (خرطي أو لا يحل ولا يربط) أليست هذه تصرفات (رعناء) غير منطقية من نفوس انعدمت عندها الأمانة والإخلاص، بل تأصل فيها حب النفس والأنانية كل ذلك لأنك قلت له: لا.. ما أستطيع!! مسكينة هذه الفئة من البشر التي تحمل بين ظهرانينا هذه النفوس تعتقد أنك تملك (عصى موسى) تضرب بها فتنفذ لها ما تُريد ولو كان ذلك مخالفاً للأنظمة والقوانين ولو كان أيضاً على حساب الآخرين. إنك تجاوزت الأنظمة وخنت الأمانة وتعديت حدودك الإدارية وصلاحيتك وتخطيت الآخرين وأنجزت لها مطلباً فعندها أنت من الرجال الذين يندر تواجدهم في هذا الزمن وسوف تكون أنت في نظرهم أول من هبط على سطح القمر (قبل نيل أرم استرق)، بل سيؤكدون.. ويحلفون الإيمان المغلظة.. أنك أنت قبل (نيوتن) وضعفت قانون الجاذبية. عجيب بهذه السلوك يتبدل الحال لديهم وتنقلب الموازين لمجرد أنك قلت لا أستطيع؟ سبحان الخلاق العظيم.