إن الابحار عبر الزمن والتطلع إلى الماضي والتعمق في جذور التاريخ شيء جميل وشعور لا يوصف إلا بالتأمل النرجسي، الذي يسحر الالباب بالسياحة، وهذا الشيء لا يسحر إلا أن يرتبط بتاريخ وآثار أو طبيعة وجمال، وكل مقومات السياحة الحديثة المرتبطة بالتاريخ والآثار توجد في المركز الحضاري القديم ألا وهي «دومة الجندل» المدينة الحالمة التي تتطلع إلى المستقبل بعين المفكر والعمل الدؤوب من قبل رجالاتها واحبابها، هذه المدينة التي كانت القاعدة الإدارية لمنطقة الجوف، ليس فقط في عهد الدولة السعودية الثالثة، بل حتى قبل زمن بعيد موغل في القدم قبل 2700 سنة، ولكن مقر الامارة انتقل إلى مدينة سكاكا في عهد الأمير تركي بن أحمد السديري عام 1351ه. ولوجود مواقع كثيرة تسمى «دومة» سميت بالجندل نسبة إلى صخورها الشديدة الصلابة ولوجود هذا النوع من الصخر سميت بالجندل تميزاً عن غيرها. أما لفظ «دومة» فقد عرفها الاشوريون باسم «ادوماتو» .. وقد ورد في عدد من المؤلفات الرومانية باسم «دومانا» ويرجع بعض المؤرخين أن تسمية «دومة الجندل» إنما جاءت نسبة إلى أحد أبناء سيدنا اسماعيل عليه الصلاة والسلام، والذي قيل إن اسمه «دومان» أو «دوماء» أو «دما» .. هذا من ناحية التسمية أما من ناحية الجذب السياحي للمنطقة عامة ودومة الجندل خاصة فإن المنطقة تتميز بما يلي: 1- توفر العديد من الآثار القديمة ومن أهمها قصر مارد ومسجد الفاروق. 2- توفر البيئة والمناخ المعتدل معظم فصول السنة وعذوبة مياهها. 3- وجود بحيرة «دومة الجندل» التي تعد من أهم عناصر الجذب السياحي للمنطقة فيما لو تم استغلال المساحة المحيطة بها لاقامة المشاريع السياحية والترفيهية مثل الفنادق والمطاعم والالعاب المائية وغيرها. أتمنى أن يجد مقالي هذا ترجمة للواقع كما أتمنى وأرجو من المسؤولين أن يترجموا جزءا بسيطا من الوعود التي أظهرتها ندوة «فرص الاستثمار في منطقة الجوف». والله ولي التوفيق. محمد عبدالله الحسن السعودية - دومة الجندل (*) المرجع: مجلة النقل والمواصلات العدد 45