مركز «911» يتلقى (2.635.361) اتصالاً خلال شهر أبريل من عام 2024    القبض على 6 أشخاص بعسير لترويجهم 110 كيلوجرامات من نبات القات المخدر    مجمع الفقه الإسلامي الدولي يثمّن بيان هيئة كبار العلماء في المملكة بشأن عدم جواز الحج دون تصريح    الإصابة تنهي موسم المصري طارق حامد مع ضمك    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ    فيصل بن بندر يرعى حفل أهالي محافظة شقراء    الإصابة تهدد مشاركة لوكاس هيرنانديز مع فرنسا في (يورو 2024)    وزير الطاقة يشارك في جلسة حوارية في منتدى طشقند الدولي الثالث للاستثمار    ضبط عمالة مخالفة تمارس الغش بتزوير تواريخ الصلاحية لمنتجات غذائية    النفط ينتعش وسط احتمالات تجديد الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي    محافظ بلقرن يرعى اختتام فعاليات مبادرة أجاويد2    مباحثات سعودية فرنسية لتوطين التقنيات الدفاعية    "إنفاذ" يباشر المساهمات العقارية محل "تصفية"    قتل مواطنين خانا الوطن وتبنيّا الإرهاب    "شرح الوصية الصغرى لابن تيمية".. دورة علمية تنفذها إسلامية جازان في المسارحة والحُرّث وجزر فرسان    "جواهر" الثالثة عالمياً بمسابقة "آبل"    فيصل بن فهد بن مقرن يستقبل مدير فرع "الموارد البشرية"    تعليم عسير يحتفي باليوم العالمي للتوحد 2024    مبادرة «يوم لهيئة حقوق الإنسان» في فرع الاعلام بالشرقية    هاكاثون "هندس" يطرح حلولاً للمشي اثناء النوم وجهاز مساعد يفصل الإشارات القلبية    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 34596    مستشفى خميس مشيط للولادة والأطفال يُنظّم فعالية "التحصينات"    الشرطة الأمريكية تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض الاعتصامات المؤيدة لغزة    السعودية تدعو لتوحيد الجهود العربية لمواجهة التحديات البيئية التي تمر بها المنطقة والعالم    العدل تُعلن عن إقامة المؤتمر الدولي للتدريب القضائي بالرياض    انعقاد أعمال المنتدى العالمي السادس للحوار بين الثقافات والمؤتمر البرلماني المصاحب في أذربيجان    المنتخب السعودي للرياضيات يحصد 6 جوائز عالمية في أولمبياد البلقان للرياضيات 2024    الوسط الثقافي ينعي د.الصمعان    سماء غائمة بالجوف والحدود الشمالية وأمطار غزيرة على معظم المناطق    مبادرة لرعاية المواهب الشابة وتعزيز صناعة السينما المحلية    برئاسة وزير الدفاع.. "الجيومكانية" تستعرض خططها    تيليس: ينتظرنا نهائي صعب أمام الهلال    حظر استخدام الحيوانات المهددة بالانقراض في التجارب    اَلسِّيَاسَاتُ اَلتَّعْلِيمِيَّةُ.. إِعَادَةُ اَلنَّظَرِ وَأَهَمِّيَّةُ اَلتَّطْوِيرِ    هذا هو شكل القرش قبل 93 مليون سنة !    الهلال يواجه النصر.. والاتحاد يلاقي أحد    سعود عبدالحميد «تخصص جديد» في شباك العميد    جميل ولكن..    أمي السبعينية في ذكرى ميلادها    الدراما السعودية.. من التجريب إلى التألق    «إيكونوميكس»: اقتصاد السعودية يحقق أداء أقوى من التوقعات    هكذا تكون التربية    ما أصبر هؤلاء    «العيسى»: بيان «كبار العلماء» يعالج سلوكيات فردية مؤسفة    يجيب عن التساؤلات والملاحظات.. وزير التعليم تحت قبة «الشورى»    زيادة لياقة القلب.. تقلل خطر الوفاة    «المظهر.. التزامات العمل.. مستقبل الأسرة والوزن» أكثر مجالات القلق    «عندي أَرَق» يا دكتور !    «سلمان للإغاثة» ينتزع 797 لغماً عبر مشروع «مسام» في اليمن خلال أسبوع    النصر يتغلب على الخليج بثلاثية ويطير لمقابلة الهلال في نهائي كأس الملك    إنستغرام تشعل المنافسة ب «الورقة الصغيرة»    العثور على قطة في طرد ل«أمازون»    أشاد بدعم القيادة للتكافل والسلام.. أمير نجران يلتقي وفد الهلال الأحمر و"عطايا الخير"    في الجولة ال 30 من دوري روشن.. الهلال والنصر يواجهان التعاون والوحدة    أغلفة الكتب الخضراء الأثرية.. قاتلة    مناقشة بدائل العقوبات السالبة للحرية    نائب أمير مكة يقف على غرفة المتابعة الأمنية لمحافظات المنطقة والمشاعر    وزير الدفاع يرعى حفل تخريج الدفعة "37 بحرية"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



« فليحذر الذين يخالفون عن أمره »
أوامره وحي من الله وطاعته واجبة وفيها النجاة:
نشر في الجزيرة يوم 16 - 08 - 2002

لا شك أن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم أحد ركائز دين الإسلام وأساسياته، ومن أعظم مسلمات الشريعة والأمور المعلومة منها بالضرورة، وقد استفاضت النصوص الشرعية الصحيحة في بيان ذلك والتأكيد عليه.
إلا أن ذلك لم يمنع انحراف طوائف من المسلمين عن سلوك الجادة فيه ولزوم الطريق السوي، فصارت طاعته صلى الله عليه وسلم والتزام أوامره ثقيلة على النفوس عند بعض المسلمين مما جعل الحاجة ملحة لايضاح خطورة هذا الموضوع بمشاركة بعض العلماء الأفاضل فإلى نص الموضوع:
في البداية تحدث فضيلة الشيخ د. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين عضو الافتاء سابقاً مؤكداً أن ا لايمان به صلى الله عليه وسلم يستلزم تصديقه فيما جاء به، واعتقاد صحة رسالته، ذلك أن أصل الإيمان يقين القلب واطمئنانه بصحة الشيء، ثم التكلم به عن معرفة وإيمان، ثم تطبيق ذلك بالعمل بمقتضاه، فباجتماع ذلك يتم الايمان، ويعتبر وسيلة للنجاة. وبتخلف تصديق القلب يبطل أثر الشهادة ولا تنفع قائلها. ولهذا كذب الله المنافقين بقوله: {إذّا جّاءّكّ المٍنّافٌقٍونّ قّالٍوا نّشًهّدٍ إنَّكّ لّرّسٍولٍ اللهٌ وّاللَّهٍ يّعًلّمٍ إنَّكّ لّرّسٍولٍهٍ وّاللَّهٍ يّشًهّدٍ إنَّ المٍنّافٌقٌينّ لّكّاذٌبٍونّ} ,مؤكداً فضيلته كذلك أن طاعته من علامات الايمان به، فإن التصديق الجازم بصدقه يستلزم طاعته فيما بلغه عن الله تعالى فمن خالفه في ذلك أو شيء منه عناداً أو تهاوناً، لم يكن صادقاً في شهادته بالرسالة، ولقد أمر الله تعالى بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، قال الله تعالى: {يّا أّيٍَهّا الّذٌينّ آمّنٍوا أّطٌيعٍوا اللّهّ وّأّطٌيعٍوا الرَّسٍولّ وّأٍوًلٌي الأّمًرٌ مٌنكٍمً فّإن تّنّازّعًتٍمً فٌي شّيًءُ فّرٍدٍَوهٍ إلّى اللهٌ وّالرَّسٍولٌ إن كٍنتٍمً تٍؤًمٌنٍونّ بٌاللَّهٌ وّالًيّوًمٌ الآخٌرٌ} . وقال تعالى : {وّأّطٌيعٍوا اللّهّ وّأّطٌيعٍوا الرَّسٍولّ وّاحًذّرٍوا فّإن تّوّلَّيًتٍمً فّاعًلّمٍوا أّنَّمّا عّلّى" رّسٍولٌنّا البّلاغٍ المٍبٌينٍ} وقال سبحانه تعالى: {قل اطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وان تطيعوه تهتدوا}، ومثل معنى ذلك قوله تعالى: { وّمّا آتّاكٍمٍ الرَّسٍولٍ فّخٍذٍوهٍ وّمّا نّهّاكٍمً عّنًهٍ فّانتّهٍوا}، بل قد رتب على طاعته صلى الله عليه وسلم جزيل الثواب فقال تعالى: {وّأّطٌيعٍوا الّهّ وّالرَّسٍولّ لّعّلَّكٍمً تٍرًحّمٍونّ} . وقال الله تعالى : {وّمّن يٍطٌعٌ الّهّ وّرّسٍولّهٍ فّقّدً فّازّ فّوًزْا عّظٌيمْا}، مشيرا الشيخ الجبرين أن الله قد توعد على معصيته بالعقوبة الشديدة: {وّمّن يٍطٌعٌ اللهّ وّرّسٍولّهٍ يٍدًخٌلًهٍ جّنَّاتُ تّجًرٌي مٌن تّحًتٌهّا الأّنًهّارٍ خّالٌدٌينّ فٌيهّا وّذّلٌكّ الفّوًزٍالعّظٌيمٍ وّمّن يّعًصٌ اللهّ وّرّسٍولّهٍ وّيّتّعّدَّ حٍدٍودّهٍ يٍدًخٌلًهٍ نّارْا خّالٌدْا فٌيهّا وّلّهٍ عّذّابِ مٍَهٌينِ}، وحكى عن أهل النار قولهم: {يّا لّيًتّنّا أّطّعًنّا اللهّ وّأّطّعًنّا الرّسٍولاً} وورد في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله»، ومعنى هذا أنه صلى الله عليه وسلم إنما يأمر بما أوحي إليه، فطاعته في ذلك طاعة لربه، قال الله تعالى: {مّن يٍطٌعٌ الرَّسٍولّ فّقّدً أّطّاعّ اللّهّ وّمّن تّوّلَّى" فّمّا أّرًسّلًنّاكّ عّلّيًهٌمً حّفٌيظْا} وروى البخاري: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل الناس يدخل الجنة إلا من أبى» قالوا: يا رسول الله وكيف يأبى؟ قال: «من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى».
حلاوة الإيمان
ويستطرد فضيلته بقوله: ولا شك أن طاعته هي فعل ما أمر به، وتجنب ما نهى عنه، والتسليم مع ذلك لما جاء به والرضى بحكمه وترك الاعتراض على شرعه أو التعقب والانتقاد لحكمه، مؤكداً الشيخ الجبرين أن الله جل وعلا قد رتب على ذلك الاهتداء والمغفرة، وجعله علامة على صدق المحبة لله تعالى، قال عز وجل: {واتبعوه لعلكم تهتدون}، ولما ادعى اليهود أنهم أبناء الله وأحباؤه أنزل آية المحنة، وهي قوله تعالى: {قٍلً إن كٍنتٍمً تٍحٌبٍَونّ اللهّ فّاتَّبٌعٍونٌي يٍحًبٌبًكٍمٍ الله وّيّغًفٌرً لّكٍمً ذٍنٍوبّكٍمً وّاللَّهٍ غّفٍورِ رَّحٌيمِ قٍلً أّطٌيعٍوا اللهّ وّالرَّسٍولّ فّإن تّوّلَّوًا فّإنَّ اللّهّ لا يٍحٌبٍَ الكّافٌرٌينّ} ، مؤكداً فضيلته كذلك على وجوب محبته الصادقة بالقلب والقالب، بل تقديمها على ما سواها. قال الله تعالى: {قٍلً إن كّانّ آبّاؤٍكٍمً وّأّبًنّاؤٍكٍمً وّإخًوّانٍكٍمً وّأّزًوّاجٍكٍمً وّعّشٌيرّتٍكٍمً وّأّمًوّالِ اقًتّرّفًتٍمٍوهّا وّتٌجّارّةِ تّخًشّوًنّ كّسّادّهّا وّمّسّاكٌنٍ تّرًضّوًنّهّا أّحّبَّ إلّيًكٍم مٌَنّ اللّهٌ وّرّسٍولٌهٌ وّجٌهّادُ فٌي سّبٌيلٌهٌ فّتّرّبَّصٍوا حّتَّى" يّأًتٌيّ اللّهٍ بٌأّمًرٌهٌ وّاللَّهٍ لا يّهًدٌي پًقّوًمّ پًفّاسٌقٌينّ}، مشيراً أن الله جل وعلا وبخهم على تقديم شيء من هذه الأصناف الثمانية، التي تميل إليها النفس عادة، وتؤثر الحياة لأجلها على محبة الله ومحبة رسوله، وتوعدهم بقوله: «فتربصوا» الخ. أي انتظروا أمر الله وهو أثر سخطه وغضبه، بما ينزل من العقوبة، وفي ذلك أبلغ دليل على وجوب محبة الله تعالى، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد أكد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في سنته، كقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أنس: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار» متفق عليه. وفي الصحيحين أيضاً: عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» ولما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: والله لأنت أحب إلي من كل شيء، إلا من نفسي، قال: «لا يا عمر، حتى أكون أحب إليك من نفسك» فقال رضي الله عنه: والله لأنت أحب إلى من كل شيء حتى من نفسي. فقال: «الآن يا عمر» رواه البخاري.
الهجوم على الأحاديث
بعد ذلك تحدث فضيلة الشيخ د. صالح بن فوزان الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء مؤكداً أننا نسمع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم دائماً، نسمعها في المسجد، نسمعها في الدروس، نسمعها في الخطب، نسمعها في المحاضرات، فعلينا أن نبادر إلى ما نستطيع من امتثالها وأن نرغب في ذلك. ومن لم يستطع في الحال فإنه يعزم عليه في المستقبل، وبذلك يؤجر على نيته الصالحة، ومن يسمع حديثاً من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يهتم به ولم يلق له باله، أو ترك العمل به وهو يقدر على ذلك رغبة عن الطاعة، فهذا على خطر عظيم أن يصاب بما ذكره الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة: {فّلًيّحًذّرٌالّذٌينّ يٍخّالٌفٍونّ عّنً أّمًرٌهٌ أّن تٍصٌيبّهٍمً فٌتًنّةِ أّوً يٍصٌيبّهٍمً عّذّابِ أّلٌيمِ }، مؤكداً فضيلته أننا ما أكثر ما نتعلم من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في دروسنا، في مقرراتنا، لكن علينا أن نحاسب أنفسنا، ما موقعنا من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فأولاً يجب علينا أن نصغي، وأن نتأدب، وأن نحترم أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم يجب علينا أن ننفذ ما أمرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم من أمر ايجاب، وأما ما أمربه أمر استحباب ففعله خير من تركه لكن لو تركه الإنسان فلا حرج عليه، وأما ما أمر به عليه الصلاة والسلام أمر اباحة فهذا مخير فيه بين الفعل والترك ولا إثم في تركه ولا ثواب في فعله لأن المباح متساوي الطرفين.
ويستطرد فضيلته ليعرض بعض الأمثلة في واقع الناس اليوم فيقول: ماذا تقولون في أناس يدعون العلم اليوم، ويدعون الفهم وانهم دعاة إلى الله سبحانه وتعالى، وصاروا يتهجمون على أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم بدل أن يتأدبوا معها ويحترموها، صاروا يهاجمون ويقولون: حتى ولو صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال ذلك ما دام العقل لا يوافق فإننا نأخذ بما يقتضيه العقل فيعرضون أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم على عقولهم وعلى أفكارهم، أو يعرضونها على ما يسمونه بالعلم الحديث، فما أيده العلم الحديث بزعمهم قالوا هذا صحيح، مؤكداً أنه ليس هناك علم حديث صحيح يعارض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي يعارض حديث الرسول صلى الله عليه وسلم جهل، وان كان صادراً من خبراء أو من أطباء، لأنها نظريات كاذبة، كما قال أهل العلم: «النقل الصحيح لا يتعارض مع العقل الصريح» لكن قد يظهر لنا وقد لا يظهر لنا ذلك، فيظهر لغيرنا في المستقبل. المهم أن ما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيجب قبوله سواء عرفنا معناه أم لم نعرفه، سواء وافق عقولنا أو لم يوافق عقولنا، الواجب أن نتهم عقولنا ولا نتهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم. أما أننا نحكم عقولنا في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، أو نحكم العلم الحديث والتجارب التي يعملها البشر على أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ونقول ما وافق هذه القواعد فهو صحيح وما خالفها هو مردود؟! هذا أمر باطل والعياذ بالله وهذا يكون ضلالاً ويخشى على صاحبه من الزيغ ومن الردة عن دين الإسلام، لولا أننا نحمله على التأويل أو على الجهل لحكمنا عليه بالردة، ولكن نظراً لجهله أو لتأويله أو لتقليده لمن قال هذه المقالات فيقال: انه ضال، وانه مخطئ، وإلا فهو على خطر عظيم.
القرآنية
ويضيف فضيلته بقوله: ومن الناس الآن من تجرؤوا على أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فمنهم من ينكر السنة اطلاقاً ويقول: لا يعمل إلا بالقرآن، ويسمون بالقرآنية، وهذه طائفة كافرة لا تعمل بالقرآن لأن القرآن أحال على السنة، قال تعالى: {وّمّا آتّاكٍمٍ الرَّسٍولٍ فّخٍذٍوهٍ وّمّا نّهّاكٍمً عّنًهٍ فّانتّهٍوا وّاتَّقٍوا اللهّ إنَّ اللهّ شّدٌيدٍ العٌقّابٌ} فالله تعالى يقول عن نبيه: {وّيٍعّلٌَمٍهٍمٍ الكٌتّابّ وّالًحٌكًمّةّ} . والكتاب هو القرآن، والحكمة هي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقول سبحانه وتعالى: {وّأّّنزّلًنّا إلّيًكّ الذٌَكًرّ لٌتٍبّيٌَنّ لٌلنَّاسٌ مّا نٍزٌَلّ إلّيًهٌمً}. فوكل البيان للرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فهي تبين مجملات القرآن وتفسير القرآن، فمن يقول لا نعمل إلا بالقرآن ينطبق عليه قوله تعالى: {فّلًيّحًذّرٌ الذٌينّ يٍخّالٌفٍونّ عّنً أّمًرٌهٌ أّن تٍصٌيبّهٍمً فٌتًنّةِ أّوً يٍصٌيبّهٍمً عّذّابِ أّلٌيمِ} والذي يرفض سنة الرسول، أو يرفض بعضها ويأخذ ببعضها، أو يقول: نأخذ بالمتواتر، ولا نقبل أحاديث الآحاد إذا خالفت القواعد العقلية أو القواعد المنطقية، ولا نعمل بها في العقائد أو لا نعمل بها في الأمور التي تسمونها علمية، وهي في الواقع جهلية، فهذا أيضاً يدخل في قوله تعالى: {فّلًيّحًذّرٌ الذٌينّ يٍخّالٌفٍونّ عّنً أّمًرٌه} دخولاً أولياً، فهؤلاء أشد من الذين يخالفون عن أمره لهوى أو لجهل أو لشهوة في نفوسهم، لأنهم خالفوه متعمدين والعياذ بالله، وكذلك مما ظهر في العصر الأخير خصوصاً بين الشباب يشير فضيلته للهجوم على بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم إلا عن علم وعن خبرة وعن معرفة، أما إنسان أخذ يقرأ في الكتب فقط، ولم يأخذ العلم عن العلماء ومن مصادره الصحيحة، وصار يتكلم عن الأحاديث يصحح ويضعف، فهذه خطورة عظيمة، وهذا سوء أدب مع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وتجرؤ على أحاديث الرسول، فعليهم أن يتوقفوا عن هذا الأمر، لأنه خطير جداً عليهم وعلى الأمة. مؤكداً على التأدب مع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واحترام سنة الرسول صلى الله عليه وسلم واجب على الانسان ألا يتكلم فيها إلا عن علم وعن خبرة حقيقية، بأن يكون من أهل هذا الفن، أما انسان متطفل أتى الأمور من سطوحها، ولم يأت البيوت من أبوابها، فهذا خطر عظيم، وهذا يدخل في سوء الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع سنته فعلينا أن نتفطن لهذا الأمر، فإنه أمر عظيم، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم الآن تجرأ عليها كثير من الناس من الجهلة، ومن الزنادقة والملاحدة من أصحاب الأفكار الهدامة، فيجب أن يكون لنا موقف مع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، موقف الإيمان، وموقف المؤمنين بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم علماً وعملا واحتراماً وتوقيراً، فكما نوقر الرسول صلى الله عليه وسلم نوقر أحاديثه، لأنها من عند الله سبحانه وتعالى : {وّمّا آتّاكٍمٍ الرَّسٍولٍ فّخٍذٍوهٍ وّمّا نّهّاكٍمً عّنًهٍ فّانتّهٍوا }، وقال: {وّمّا يّنطٌقٍ عّنٌ الهّوّى" إنً هٍوّ إلاَّ وّحًيِ يٍوحّى"} فهي وحي من الله تعالى.
عدم قراءة السيرة النبوية
وفي ختام هذا الموضوع يوضح الشيخ تركي بن نادر الدوسري مدير عام فرع نجران المكلف الأسباب التي جعلت بعض المسلمين لا يقيمون لأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم ونواهيه وزناً في هذا الزمان والتي منها:
1- عدم استشعار محبة الله عز وجل وإلا فالذي يحب الله فهو بلا شك يحب الرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} فجعل محبة الرسول واتباعه شرطاً لكمال محبة الله.
2- عدم اكتمال الايمان بالله واليوم الآخر قال تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}.
3- عدم قراءة السيرة النبوية وأخذ العبرة والعظة، والمتأمل في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، يجده قد صبر على الأذى من أقرب الناس إليه وأوذي في سبيل الله بالقول فقالوا عنه «مجنون، شاعر، كاهن» ومع ذلك صبر حتى أظهر الله على يديه الدين وانتهت بقوله تعالى: {إنَّا فّتّحًنّا لّكّ فّتًحْا مٍَبٌينْا لٌيّغًفٌرّ لّكّ اللّهٍ مّا تّقّدَّمّ مٌن ذّنًبٌكّ وّمّا تّأّخَّرّ} .
4- عدم قراءة الأحاديث النبوية الدالة على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم فدلت الأحاديث على أنه أفضل ولد آدم على الاطلاق وهو الشافع المشفع وهو أول من يدخل الجنة وقد قرن اسمه مع الأذان بعد كلمة التوحيد «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله» ودلت الأحاديث على أنه الشفيع لأمته يوم عرصات القيامة وعلى الحوض قال تعالى: {إنَّا أّعًطّيًنّاكّ الكّوًثّرّ فّصّلٌَ لٌرّبٌَكّ وّانًحّرً إنَّ شّانٌئّكّ هٍوّ الأّبًتّرٍ }وقال تعالى: {وّلّسّوًفّ يٍعًطٌيكّ رّبٍَكّ فّتّرًضّى"} .
5- ومن أسباب عدم اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم قلة الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، بل وقلة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وكأن حديث أبي سعيد الخدري من قوله صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكراً فليغيره» الحديث. كأن المعنى فيه رجال الحسبة فقط وهو في الحقيقة عام لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.