الأمير عبد العزيز بن فهد آل سعود

لله ما أخذ ولله ما أعطى

الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه المبين {وّلّنّبًلٍوّنَّكٍم بٌشّيًءُ مٌَنّ پًخّوًفٌ وّالًجٍوعٌ وّنّقًصُ مٌَنّ الأّّمًوّالٌ وّالأّّنفٍسٌ وّالثَّمّرّاتٌ وّبّشٌَرٌ الصَّابٌرٌينّ الذٌينّ إذّا أّّصّابّتًهٍم مٍَصٌيبّةِ قّالٍوا إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ } والقائل سبحانه: {إنَّكّ مّيٌَتِ وّإنَّهٍم مَّيٌَتٍونّ } .
والصلاة والسلام على أعظم فقيد للبشرية نبينا محمد الذي أمرنا إذا أصاب أحدنا مصيبة أن نتذكر مصيبتنا بفقده عليه الصلاة والسلام بقوله «أيما أحد من الناس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعزى بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري. فإن أحدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي» رواه ابن ماجة.
فإن من الرجال من يرحل ولا يغيب ويموت ويظل حيَّا، وما على النفس فاجعة أعظم من فقد مثل هؤلاء الرجال وقد قال في مثلهم الامام الشافعي رحمه الله:
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
وان رحيل رجل مؤمن كريم جمع كريم الشمائل ونبيل الصفات لمن أعظم الفجائع، وليس للمؤمن عند هذا الابتلاء الا الصبر والرضا. فقد أفل نجم وغاب بدر واحتجبت شمس وحزنت على الفراق قلوب ملؤها الرضا بقضاء الله وقدره. أقول هذه الكلمات والحزن يملأ القلب بفقد غال وعزيز هو أخي صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود «رحمه الله» الذي فقد الوطن بفقده شخصية وطنية متميزة في وفائها لدينها الحنيف وفي أخلاقها وخدمتها لوطنها. وكيف لا نحزن ونحن نرى فلذة كبد سيدى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله» وقرة عينه وهو يرحل عن الدنيا ويوارى التراب عزاؤنا في أحمد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ميراث من المروءات خالد وبحر من المكرمات ورثه عن جد ووالد. كيف لا؟ وقد ورث من أسلافه الكرام المجد التالد أنه خريج مدرسة سيدى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله الذي فاض قلبه بحبه والذي لا أجد له عزاء في فقده وفراقه الا الرجاء أن يثيبه الله ببيت الحمد في الجنة الذي أعده الله جزاء لمن صبر على فقد حبيبه ورضي واسترجع. فلقد فجع الناس ولست وحدى بنبأ وفاته وموته ونحن شهود الله في أرضه. لقد كان سموه يرحمه الله دمث الخلق طلق المحيا، باسم الوجه،ندي الكفّ، رضي النفس لين الخلق كريم العشرة أخذ بقلب كل من عرفه عن قرب بتواضعه الجم ولينه لذوى الحاجات والضعفاء وحسن تعاونه وحبه للخير والنفع لعامة الناس ولا أدل على شهامته وكرمه وأريحيته من رعايته وتوليه أمانة جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي وجهوده المخلصة لخدمة هذه الفئة الغالية على نفوسنا جميعا. وقد كان رحمه الله أخا معينا لكثير من أهل الحاجات والسقام، لا يهدأ له بال اذاعلم بحاجة المحتاج حتى يقضيها ولا يطيب له بغير ذلك راحة ولا منام، أمور كثيرة تستحق الذكر من مناقبه وحسناته لم يعلمها الا القليل جدا من الناس ولكن الله «سبحانه وتعالى» علمها. نسأل الله أن يورثه بها أعلى الجنان ومنازل الرضوان. أوفر العزاء وأجزل الدعاء لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود «حفظه الله ومتعنا ببقائه» وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود «حفظه الله ورعاه» ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود «حفظه الله ورعاه» النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام. وأقول لوالدى الجليل سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ووالدة الفقيد الصالحة والصابرة المحتسبة وأهل الفقيد واخوانه وأبنائه أحسن الله عزاءكم وعظم الله أجركم وربط على قلوبكم وأنزل عليكم السكينة وجبر مصابكم وأحسن الله عزاءنا جميعا وجبر مصابنا وغفر لميتنا وأدخله فسيح جناته وجعله في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، إن العين لتدمع وان القلب ليحزن وإنِّا على فراقك يا أخى لمحزونون إننا بقضاء ربنا راضون ولما أصابنا محتسبون ولما أمر به ربنا وبارئنا مردِّدون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا } إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ }