عندما كنا أطفالاً نفرح دوما لحمل الأقلام والأوراق.. وكأننا لا نعلم ان يوما من الأيام سنسطر عليها مآسينا وأوجاعنا! كبرنا.. التحقنا بالمدارس.. ثابرنا واجتهدنا.. وصلنا الى المرحلة ما قبل النهائية. اجتهدنا أكثر.. وكل منا طار على بساط حلمه.. تخرجنا من تلك المرحلة الرائعة المنعشة وليتنا لم نتخرج.. كنا فرحين لا نعلم أن القدر المحتوم ينتظرنا.. نعم ينتظرنا من أول خطوة خطونا بها إلى صفوف المرحلة الأولى من الثانوية العامة.. أصبحنا حينها نردد: ماذا يخبىء لنا المستقبل..؟! من كانت تريد القسم العلمي أصبحت تدرس القسم الأدبي.. ومن كانت تريد القسم الادبي أجبرت على دخول القسم العلمي..! هذا كان أول المشوار.. أكملنا الطريق على أمل أن الغد هو الأفضل. فتخرجنا من الثانوية العامة.. الكثير منَّا ضحك.. والكثير الكثير منَّا بكى.. نعم بكينا كثيرا.. إلى أين نذهب فالطريق غير سالكة!! أبواب الجامعات.. والكليات.. والمعاهد.. مغلقة في وجه من كانت نسبته 80% فأقل.. وبعض المعاهد لا تقبل إلا خريجي الكفاءة..! والوظائف تريد الخبرة.. وأين الخبرة..؟! ونحن لم نعش من العمر إلا عشرين عاما قضيناها بين الرضاعة والفطام والمثابرة على مقاعد الدراسة..؟! فكل ما هنالك حسابات رقمية تُدعى النسبة وجدت أحيانا لتعكر مزاجنا.. وتدمر مستقبلنا.. وتسرق فرحتنا بالنجاح.. فالنجاح في تصوري هو نجاح مجد.. بحد ذاته.