لقد جاهدت الخنساء في زمن سيدنا الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم في الفتوحات الإسلامية وكانت تلقي شعرها إلى المقاتلين المسلمين لحثهم على القتال وتقوي من عزائمهم ثم تقوم بدورها بتضميد جراح المسلمين في المعركة. وكانت الخنساء من النساء العربيات اللواتي يتمتعن بشجاعة المرأة العربية الأصيلة من التضحية والصبر وقد شاركت الخنساء وأولادها الأربعة في معركة القادسية في سنة 16 ه بقيادة الصحابي القائد سعد بن أبي وقاص.. التي دارت بين المسلمين والفرس وأخذت تحثهم على القتال وتقوي من عزائمهم في المعركة ثم استشهدوا جميعاً «أولادها الأربعة» وقد قالت قولتها المشهورة حين بلغها خبر استشهادهم.. الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم وأرجو من الله أن يجمعني بهم في مستقر رحمته وهي شاعرة كبيرة ولها ديوان من الشعر واليوم المرأة العربية - حيث كلهن الخنساء - تقاوم النازية الجديدة الشارونية بارسال أولادهن وأزواجهن لقتال المغتصبين الصهاينة وترسلهم إلى جبهات القتال وهي تعلم أنه سيكون شهيد الأمة العربية، وعندما تعلم أنه استشهد في سبيل قضية فلسطين تأخذ بالزغردة والفرح كأنه عرسه الأول هذا هو صبر المرأة العربية بالتضحية وقسم من النساء يضعن الحزام التفجيري على أجساد أولادهن أو بناتهن وتقول لهم ألا ترجعوا إلا حين أسمع خبر استشهادكم لتكونوا قنبلة لقتل الصهاينة وقتل أكثر عدد من المجرمين السفاحين. وكما شاهدنا على قنوات التلفاز المرأة الفلسطينية تحتضن زوجها وتقبله قبلة الوداع وتقول له إن شاء الله التقيك في جنة الفردوس وان قتلاهم في النار. هذا لأنه يدافع عن القضية المركزية الأولى للأمة العربية في فلسطين لأنها أرض الرسل والأنبياء ثم نرى المرأة الفلسطينية تضمد الجرحى كما فعلت خنساء العرب في عهد الرسول الأعظم «صلى الله عليه وسلم» وتحث المرأة الفلسطينية الأطفال لرمي الحجارة على الجنود الصهاينة وهم جالسون في الدبابات الأمريكية الصنع وفي الطرقات ولا يهابون الموت لأنهم يحملون في قلوبهم العقيدة الإسلامية والجهاد في سبيل الله لأن الإنسان إذا اغتصب عرضه وهدم بيته أصبح الدفاع واجباً على كل أبناء فلسطين ثم نرى المرأة الفلسطينية وهي مع الرجل تجمع الأجساد التي مزقتها الطائرات الأمريكية في القصف الإسرائيلي الوحشي من هؤلاء السفاحين النازيين الجدد ثم نرى في قناة أخرى المرأة الفلسطينية تقوم بتنظيف الشوارع مع الرجال وهذا دليل على كفاح المرأة الفلسطينية في شتى المجالات.. أما في عواصمنا العربية التي وقفت مع الانتفاضة الجبارة وهنا يأتي دور الخنساء في عواصمنا العربية لتجمع المال من الحلي والجواهر لمساعدة اخواتها الفلسطينيات ثم تتبرع بالدم وهذه المساعدات ترسل إلى الشعب الفلسطيني لبناء ما دمره الأشرار من السفاحين وحتى نساء أرسلن مصروفهن الشهري لدعم الانتفاضة الفلسطينية. في مصر العروبة رزقت امرأة في الميناء بالصعيد أربعة توائم أطلقت أسماء عليهم انتصار، فلسطين، جهاد، عرفات، وهذا دليل على أن المرأة في كل قطر عربي تشعر ان دورها جاء في هذا الوقت لنصرة الحق على الباطل. فإذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد لليل ان ينجلي وتنتصر كلمة الحق على الباطل لأن الباطل كان زهوقا.