لدينا ما يزيد على 140 قناة فضائية عربية ومع هذا الرقم فلم يستطع العرب عرض قضيتهم الفلسطينية بالشكل الذي يجعل الغرب ومعهم أمريكا يصلون إلى قناعة كاملة بعدالة قضيتنا ومن ثم يغيرون مواقفهم غير العادلة والمنصفة منها. ولذلك فإن ذريعة الغربيين والأمريكيين عندما يشخصون ضعف مواقفهم الداعمة للحق العربي بأنهم لا يعرفون شيئا عن قضيتنا وكل ما يعرفونه بأن فلسطين أرض يهودية وأن العرب يريدون طرد الاسرائيليين منها ليقيموا عليها دولة اسمها فلسطين، ومعهم كل الحق أن يتقوّلوا بهذا فهم يقعون تحت سيطرة إعلامية يقوم عليها اليهود والمتعاطفون مع اسرائيل يعملون على قلب الحقائق فلا يعرضون إلا صور الانفجارات التي يخلفها الاستشهاديون وصور القتلى والجرحى من الاسرائيليين، وبهذا فهم يستهدفون مخاطبة عواطف شعوبهم ليكسبوا مواقفهم وهذا ما يجعلهم أجهل ما يكونون بقضية اسمها فلسطين والعرب. والمسلمون يتحملون جزءا كبيرا من ضياع الصورة واهتزازها في أعين الغرب والأمريكان بمعنى أنهم لم يخدموا قضيتهم بشكل واضح ومدروس. ولنرى الحملات التي تشنها وسائل إعلام الغرب على الإسلام والمسلمين كلها حملات تشويه وتحمل في مضامينها الصورة العدائية لكل ما هو إسلامي. بل إن التوجه الآن لدى أوروبا وأمريكا هو إنشاء قناة تلفزيونية باللغة العربية لتخاطب العرب والمسلمين. ولو أردنا الحقيقة لقلنا بأن العرب والمسلمين كانوا أولى بهذا التوجه لإنشاء قناة فضائية مدعومة من كل البلاد العربية لتشرح للشعوب الغربية والأمريكية عدالة قضيتهم وتوصل إليهم المبادئ والقيم للدين الإسلامي وتوقف كل زحف عدائي على ديننا وأمتنا بهدف تشويه صورتنا أو النيل من عقيدتنا . وما ارتضيناه لنا من عادات وتقاليد لا تتنافى مع الفطرة السوية للإنسان في هذه الحياة. ومن يريد أن يعرف بأن الحرب القادمة هي حرب على الإسلام وليست حرباً على الإرهاب فإن الأيام القادمة كفيلة بأن تكشف نوايا الغربيين مهما حاولوا دفع هذه التهمة واليوم أعلنت الأنباء بأن المخابرات الهولندية تسجل خطب أئمة المساجد في هولندا وما يلقاه العرب والمسلمون من مضايقات في المطارات والفنادق ومطارات تضعهم جميعا تحت الرقابة ما هو إلا دليل واضح على حكم الغرب على كل مسلم بأنه إرهابي فالعالم العربي مطالب اليوم قبل غد إلى إنشاء قنوات تلفزيونية بمختلف اللغات أو تقوم الحكومات العربية بدعم القطاع الخاص ليتولى إنشائها فحاجة العرب إلى قناة لمخاطبة عدوهم أفضل من تسخير القنوات الموجودة اليوم للنيل من الحكام والشعوب بالصورة التي نراها ونعايشها كل يوم مع قنواتنا التي ملأت الفضاء وأغلبها لا يعدو أكثر من غثاء في برامجها وموادها. في ظل عدم وجود اتحاد أو هيئة تجمع هذه الأقنية وتعمل على توحيد سياستها ولغة خطابها للعربي والغربي بدلا من استراتيجيات خاطئة تعتمدها هذه المحطات في عرض الرخيص وإتاحة الفرصة لأعدائنا لشرح وجهات نظرهم بينما لا نجد قنوات الأعداء تعطي الفرصة بشكل كاف للساسة والمفكرين العرب لشرح وجهات نظرهم كما نفعل نحن معهم مع انني أعتب على مفكرينا وساستنا تقصيرهم في المشاركات التلفزيونية . إن الشارع العربي يتمنى وجود محطات تخاطب الشارع الغربي من أجل شرح قضاياه وخدمتها وتعديل الرؤى الخاطئة التي يحملونها في عقولهم نتيجة وقوعهم كما أسلفت تحت غواية إعلامهم الذي يخفي الحقيقة وما أشد حاجتنا لمحطات عربية بلغات أجنبية وبخاصة بعد أحداث أمريكا تلك الأحداث التي مهما قيل حولها بأنها مؤامرة أو من فعل عرب غير أنها استغلت لتعلن الحرب ظاهراً على الإرهاب وباطناً على الإسلام وتلك الحقيقة التي يجب أن تقال ومع الأسف أننا نقولها في إعلامنا الموجه لنا وباللغة العربية ويكفينا أننا طوال 50 سنة نشرح قضيتنا لأنفسنا مع قناعتنا بعدالتها وتركنا الغرب دون فهم لقضايانا ليحكم ويفصل في قضية يجهل أكثر تفاصيلها كيف بالله عليكم!.