تضم محافظة العلا الواقعة شمال غرب المملكة على طريق الحاج الشامي بين المدينةالمنورةوتبوك آثاراً غاية في الأهمية، بل يعدها بعض المؤرخين متحفاً أثرياً مفتوحاً حتى لا يكاد يخلو كيلومتر مربع منها من أثر أو معلم يدل ويشير الى ان حضارة قد سادت في ذلك المكان، مما يؤكد العمق والبعد التراثي والأثري لأمم قد خلت سكنت وتنامت حضاراتها في تلك البقاع كان لها أثر واضح في تتابع وتسلسل تمدن ونماء العنصر البشري. ومن أهم الآثار في العلا «الحجر مدائن صالح، الخريبة، محلب، الناقة، عكمة، المابيات، البلدة القديمة، جبل أم ناصر، الطنطورة». «الجزيرة» تحدثت مع عدد من محبي الآثار زاروا المنطقة فكانت حصيلتها ما يلي: تساؤلات مهمة المواطن عبدالله حامد الجمعان عبّر عن كبير دهشته وهو يرى آثار مدائن صالح خاصة البيوت المنحوتة بالجبال بواجهات أُنشئت ونحتت وفق معايير هندسية عجيبة، وعن كيفية استثمار هذه المناطق الأثرية سياحياً قال الجمعان: علينا ان نجري تسهيلات للقادمين الى هذه الآثار وأولها إنشاء مطار بالعلا ليريح الزائر من قطع مسافة 800 كلم ذهاباً وإياباً وثانيها ايجاد مرشدين متخصصين في اثار المنطقة وبعدة لغات. وتساءل المواطن يوسف محمد الحمدان عن دور الجادين من رجال الأعمال للاستثمار السياحي بمحافظة العلا لماذا لا يوفدون مندوبين عنهم ليطلعوا على طبيعة العلا وما بها من مقومات؟ وقال: انني اجزم ان الجميع في العلا سيضعون كل التسهيلات لهم مؤكداً انه قد حان الوقت ان تنفصل الآثار عن وزارة المعارف لكي يتفرع كل منهما لاختصاصه، وان تنظم الآثار للهيئة العليا للسياحة، منوها بجهود المسؤولين عن الآثار في بلادنا اذ لم يقصروا فقد قاموا بتسوير الآثار والمحافظة عليها من أيدي العابثين. كما أتساءل عن توقف التنقيب عن الآثار في العلا؟ لماذا لا يتيحون الفرصة للباحثين والمهتمين بالآثار للتنقيب في العلا وخصوصاً الخريبة والمابيات ليستخرجوا كنوزاً من المعلومات عن آثار المنطقة؟. متحف مغلق المواطن ناصر صالح الرشيدي يقول: حضرت خلال عطلة الخميس والجمعة لزيارة آثار مدائن صالح والعلا وتجولت برفقة ثلة من الزملاء في منطقة واسعة من الآثار إلاّ ان اللافت والمحير هو أننا لم نجد أحداً يشرح لنا عن تاريخ هذه المنطقة، فقلنا لنذهب الى متحف آثار العلا فوجدناه مغلقاً وسألنا عن سبب إغلاقه فقالوا عطلة الخميس والجمعة أما باقي الأسبوع يكون مفتوحاً فما الفائدة من هذا المتحف الذي يكون مغلقاً أيام حضور الزوار لآثار العلا؟! مبيناً بأنه لابد ان يفتح أبوابه يومي الخميس والجمعة فنحن لا نستطيع الحضور في الأيام الأخرى بسبب ظروف العمل. أما المواطن ثواب العتيبي فيقول: لقد كانت رحلتنا للعلا من أجمل الرحلات وضمت مجموعة من موظفي الشركة التي أعمل فيها من سعوديين وعرب وأجانب، وإنني اعتقد ان العلا ومدائن صالح من أجمل المناطق الأثرية في المملكة، ويمكن استغلالها تجارياً، بالاضافة الى جمال طبيعة العلا من الجبال والمزارع. ودعا لإعداد نشرات سياحية عن الآثار توزع على مراكز الشركات في المملكة ومكاتب السفريات بالاضافة الى توزيعها على سفارات المملكة في دول العالم، وكذلك إنشاء مطار صغير داخلي بجوار منطقة الآثار، أيضاً اجراء المزيد من الدراسات والتنقيب عن الآثار في المنطقة. اهتمام أجنبي أما جون بريطاني الجنسية فيقول: الحقيقة اندهشنا ولم نكن نصدق ان في المملكة مثل هذه الآثار العظيمة، ونتمني ان يتم الإعلان عن هذه المنطقة الأثرية عبر الصحف والقنوات الفضائية وغيرها لكي يعرف الناس هذه المنطقة. وعن طريقة معرفته هو وزملاؤه بهذه الآثار قال: لقد عرفنا ذلك أثناء زيارتنا لآثار البتراء بالأردن حيث سمعنا من الزائرين هناك بأنه توجد آثار في المملكة أقرب لآثار البتراء وهي مدائن صالح. وأضاف جون بأن هذه الآثار تحتاج الى مرشدين سياحيين متخصصين ومدربين ليشرحوا للزائرين عن تاريخ هذه المنطقة. أما «كيف ملا» استرالي الجنسية فقد قال: منذ أكثر من خمس سنوات وانا أود زيارة مدائن صالح والحقيقة انني انبهرت بشكل الآثار في العلا ومساحتها الكبيرة وجمال الطبيعة الصحراوية من الجبال والرمال فظهرت لي المنطقة أفضل بكثير مما كنت اتوقعه فالمنطقة تحتاج الى حافلات لنقل السياح الى المناطق الأثرية وتطوير المواصلات فيها. أما «براون» استرالي الجنسية ويعمل في المملكة فأشار الى أهمية تسهيل اجراءات تأشيرة الزيارة، فقد استغرقت ثلاثة أشهر لأقوم بإحضار ابنائي الى المملكة. وحول أحداث ما بعد 11 سبتمبر قال «براون»: انني كنت خائفاً في الاسبوع الأول ولكنني لم أر أي تغير في المعاملة معي بعد الأحداث ولم اتعرض لأي مضايقات وها أنا اتجول في المملكة بكل أمان واطمئنان. وعن آثار مدائن صالح قال: انها جميلة جداً وتحتاج الى المزيد من التطوير والإعلان عنها في مختلف وسائل الإعلام. رحلة مخيبة وقال المواطن رائد مريفي الرشيدي بعد زيارته لآثار العلا ومدائن صالح: تجولت بين الآثار وإذا بها منطقة فسيحة جداً وآثار متناثرة هنا وهناك نبطية وثمودية وإسلامية، لم أجد أحداً يعطيني معلومات عن هذه الآثار، ثم ذهبت الى آثار الخريبة وإذا بالطريق الوعر الذي يحتاج الى سيارة دفع رباعي حيث تعترض السائر السائح أكوام من الحجارة فلم تستطع سيارتي الوصول لها فعدت الى العلا وقلت اود زيارة متحف الآثار والتراث الشعبي لكي يعطونا معلومات عن هذه الآثار، ولكنني وجدته مغلقاً، استفسرت عن سبب الإغلاق فقالوا انه لا يفتح أبوابه في عطلة العيد وكذلك الخميس والجمعة، لقد تعجبت من هذا. وأضاف الرشيدي: لقد تكبدت مشواراً طويلاً وكنت متشوقاً لمعرفة الشيء الكثير عن هذه الآثار واقترح ان تكون الآثار تابعة للهيئة العليا للسياحة وان يكون في العلا مركز لتدريب الشباب السعودي كمرشدين متخصصين وبلغات عدة ليشرحوا للزائرين من مختلف أنحاء المملكة عن تاريخ هذه المنطقة. ويقول: خالد حماد العثماني: لقد لاحظت ان معظم الزائرين لآثار مدائن صالح هم من الجنسيات الأجنبية، وهذا يحتم الإسراع في إنشاء مطار بالعلا ليريح الزائرين من قطع مسافة «800 كم، والآثار تحتاج الى المزيد من التطوير في اللوحات الارشادية فمن المفترض ان يتم الاشارة للعلا ومدائن صالح ضمن اللوحات الارشادية من المدينة ومن تبوك ومن حائل. كذلك يتم توزيع نشرات سياحية عنها في سفارات المملكة وسفارات الدول في المملكة، وأضاف: لقد ساءني منظر كتابة الذكريات على آثار مدائن صالح وهذا عبث ودليل على عدم الوعي لدى هؤلاء العابثين بأهمية هذه الآثار.