التفت إليها وقد لمعت في عينيه دمعةٍ خشي أن تراها! قال: لست بخير.. فهذا العالم لم يُعد صالحاً للعيش لم يعد الناس طيبين ولا الأماكن رائعة! حتى الأطفال لم يعودوا أبرياء!! أتعلمين: أنني أهرب كثيراً لحضن أمي وأرتمي فيه تعلم أنني في حالة من الوجع فتظل صامتة وأظل أنا أتحدث وهي تتحسس شعري كطفل الخامسة حتى أهدأ! أتنفس بعمق وأخرج من عندها وقد تعافيت! فأمسك بيديها امتناناً وأقبلهما، وأُغادرها مُبتسماً. أحتاج إلى وقتٍ مضى أن أعود ذلك الطفل بالحارة وأن أصحو الفجر على رائحة خبز أمي وصوت جارتنا وهي توقظ أبناءها إلى بيت الطين وعطر المطر ورحابة الصدر! لبنات حارتنا وصوت الخجل! إلى رفاقي وبياض قلوبهم لبساطة يومنا وهدوء مسائنا، أفكر أن لا ننجب أطفالاً! التفتت إليه غاضبة وقد عقدت حاجبيها فتدارك الأمر وأخذ يمسح على شعرها محاولةً بتهدئة غضبها الجميل وأردف قائلاً: أخشى على أطفالنا من هذا الجنون الذي يحيط بنا! من عتمة الفكر الذي ينتشر حولنا! أخشى عليه من العقل والبندقية ورصاصة طائشة! فقالت له: دعك من كل هذا فأنا وأنت وأطفالنا سنصنع عالمنا المختلف. ** ** - منيرة الخميري