شراكة ذكية

محمد صلاح اللاعب المصري الذي أصبح نجماً عالمياً لامعاً وحديث المهتمين بلعبة كرة القدم في مصر وحول العالم، نجح مؤخراً في لفت الأنظار إليه من خلال ما يقدمه من أداء رائع في الدوري الإنجليزي مع فريقه ليفربول. قبل أسبوعين وقّعت شركة «فودافون مصر للاتصالات» عقد رعاية وشراكة حصرية مع «نادي ليفربول» الإنجليزي لكرة القدم ليكون محمد صلاح هو سفيرها في حملاتها الإعلانية للعام 2018 . وتضمنت بنود العقد تعهد «فودافون» بتقديم دقائق مجانية لمشتركيها البالغين 43 مليوناً، مع كل هدف يسجله نجم ليفربول، اللاعب المصري محمد صلاح، ثم اتضح فيما بعد، وفقاً لصحيفة «ديلي ميرور» البريطانية، أن الدقائق المجانية التي تعهدت بها، هي 11 دقيقة لمشتركيها، بدءاً من 20 مارس وحتى نهاية الموسم الحالي. واشترطت الشركة، اشتراك الواحد من عملائها بتعرفة خاصة بشركة (عالم ما هو سهل) لتفعيل خدمة تقدم للمشترك أخباراً وصوراً وفيديوهات حصرية عن نجم المنتخب المصري وفريق ليفربول الإنكليزي .
وبحسبة بسيطة قامت بها صحيفة «ديلي ميرور»، يقدّر متوسط سعر خدمة «فودافون» الهاتفية 25 بنساً من الجنيه الإسترليني لمعدل أي اشتراك، أو 35 بنساً من الدولار، باعتبار أن الإسترليني يساوي 1.40 دولار، فإن كل هدف يسجله محمد صلاح لفريقه قد يكلف الشركة 100 مليون إسترليني، أو 140 مليوناً من الدولارات.
السؤال الذي دفعني للكتابة حول هذا الأمر، هل الشركة نجحت من الناحية التسويقية في توقيع مثل هذا الإعلان على الرغم من المخاطرة الكبيرة التي سوف تتحمّلها بدفع مبالغ كبيرة تلقاء أي هدف يسجله اللاعب؟ والجواب من وجهة نظري الشخصية أن الشركة نجحت تسويقياً بامتياز في التوقيع مع لاعب يعد حديث الكثيرين في الملاعب وحب اللاعب ومتابعة أخباره سوف تدفع بالملايين من مشتركي الشركة للاشتراك بالباقة التي اشترطتها الشركة، وهذا كذلك سوف يعزِّز من وجود الشركة وظهورها من خلال ارتباطها باسم اللاعب «صانع البسمة»، واللاعب الأفضل فى إفريقيا لعام 2017 . كما أن قيمة إعلانات اللاعب متوقّع أن تزداد بشكل كبير مع أي إعلان يقدّمه مستقبلاً. والكل يعلم في الاتصالات أن المستقبل للبيانات وهي من يحقق العائد الأكبر، حيث إن المكالمات الصوتية سوف تصبح قليلة الأهمية للشركات.