وداعاً حكيم العرب وبلسم القلوب أبو متعب

طوال عمري لم ألمس حب رجل في قلوب كافة المسلمين في حياته ومماته مثل عبدالله بن عبدالعزيز تغمده الله ووالدينا ونحن وجميع موتى المسلمين بواسع رحمته. إن تأثر وبكاء الكبار والصغار بفقدك يا حكيم العرب وبلسم قلوبهم فقيد الاسلام لم يكن مستغرباً فهم يبكون رجلاً كان كل همه سعادتهم واسعادهم كلماته الحانية الخارجة من قلب صادقة تصل لقلوبنا نقية باردة تدفىء القلب وتلملم وتضمد جراحه عندما يتحدث لا تشك فيما يقول بل تتقبله بكل ارتياح وسعادة وأنت واثق بالله أن ما يقوله هو كلام من قلب لا يعرف الكذب أو الغش لسانه ينطلق دون تلميع أو تذويق أو اصطناع بل يتحدث بعفوية صادقة نودع والدنا بقلوبنا وكفوفنا وألسنتنا تلهج بالدعاء له بأن يسكنه رب العزة والجلال فسيح جناته ويصبرنا على فراقه.
عندما رأيت والدتي يوم الجمعة الذي توفي ليلته تبكي بحرقة ولسانها يلهج بالدعاء له بأن يجعل قبره أخضراً ويوسعه ويجعل الجنة مثواه عرفت أن هذا الرجل ملك قلوب والدينا قبلنا فمن أحبه من هم مثل والدتي وما أكثرهم ولله الحمد فإن الله لن يخيب دعاؤهم له لأنهم أحبوه حباً نقياً طاهراً لله وفي الله.
لم يخسر السعوديون فقط هذا الأصيل الفريد النقي بل خسره كافة المسلمين أكثر من مليار وثلاثمائة مليون أحبوه وحزنوا على فراقه لكنها إرادة الله ومشيئته وكلنا مدركين بأن هذا مصيرنا جميعاً لم أسمع أو أشاهد أو أرى طوال حياتي حزناً خيم على القنوات العربية ووسائل الاعلام كما حدث عند وفاة عبدالله بن عبدالعزيز حتى القنوات الخاصة بالرقص والأفلام والتي تسعى للكسب تخلت عن كل شيء واوقفت ارسالها مكتفية بالقرآن الكريم لأيام عديدة هنيئاً لك يرحمك الله بهذا الحب عندما يبكيك الكبار والأطفال قبل أن نبكيك نحن فهذا لأن من هو مثلك ترخص الدموع لأجله وكما طلبت منا الا ننساك من الدعاء فإن قلوبنا والسنتنا كل واحد يسبق الآخر ويدعو لك بالثبات في قبرك ويوم الحساب وأن يجعل ما قدمته لدينك ووطنك ومواطنيك والأمتين الإسلامية والعربية وقاية لك من النار ومكانك الجنان جنة الخلد في أعلى درجاتها أيها الوالد الذي بفقده فقدنا الحنان ومن كان ينسينا أحزاننا وهمومنا ويسهر لكي ننام قريري الأعين وهو حاملاً لهمومنا وقضايانا ومشاكلنا. عزائي باسم والدتي الغالية وأسرة اليحياء في الدلم وكافة مناطق المملكة لأبنائه وبناته ولخادم الحرمين الملك سلمان ملكنا ووالدنا وقائدنا وكافة أفراد الأسرةالحاكمة والشعب السعودي وكل من أحب عبدالله بن عبدالعزيز وأحب وطن الخير والكرم والجود قبلة المسلمين السعودية.
وداعاً ونسأل الله أن يجمعنا بك في جنة الخلد إنه سميع مجيب الدعاء.
ومهما طال بنا العمر فسوف تظل في قلوبنا وأمام عيوننا فمثلك لا يُنسى.