ما إن وصل الخبر السعيد، وزف سعادة مُحافظ مُحافظة سميراء الجديد، الأستاذ عبدالله بن عبدالمحسن الهذيلي، بشرى الزيارة الكريمة التي سيقوم بها حفيد المؤسس، صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة حائل، ويُرافقهُ ساعدهُ الأيمن، ونائبهُ في إمارة المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز لمُحافظتنا الغالية (مُحافظة سميراء)، لتدشين هذه المُحافظة الفتيّة بمسماها، القديمة بتاريخها وآثارها، إلا وسيطرت على نفوس أهالي المحافظة كاملة (بمراكزها وقُراها وهجرها)، والمُقيمين فيها، والمنتمين إليها، مشاعر الفرح والبهجة، وارتسمت على محيا كل واحدٍ منهم علامات البشر والسرور، فأصبح الصغير قبل الكبير يفكر كيف يعبر عما في نفسه تجاه هذا الحدث الكبير، وتجاه صاحب الحدث، كيف لا، والحدث زيارة ولقاء.. وصاحب الحدث والزيارة وجه السعد، وأمير منطقتنا المحبوب (أبو فيصل) سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود. نعم إنّ الحدث كبير، وإن المُناسبة غالية، فهي مناسبة عزيزة وغالية على جميع أهالي محافظة سميراء، لا تستطيع الكلمات - مهما اجتُهد في صياغة عباراتها- أن تعبر خلالها عما في نفوس أصحابها بهذا الزيارة المباركة الكريمة، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك يا أبا فيصل، وأنت تشرف وتشارك بإطلالتك البهية، وبمقدمك الميمون، محبيك من إخوانك وأبنائك أبناء محافظة سميراء أفراحهم، فقد دخلت أفئدتهم وقلوبهم، قبل أن تصل مُحافظتهم، وتدخل بيوتهم، واستطعت بقلبك الكبير، أن تشاركهم الوجدان، قبل أن تشاركهم في هذا اليوم الأغرّ المكان. يا أبا فيصل، ويا أمير منطقتنا المحبوب، ويا آسر القلوب بالحب والود، نرحب بك -وأنت المرحب بنا دائماً- نرحب بك في هذا الجزء الغالي من منطقتنا الغالية، وأنت تُعلنُ تدشين مُحافظتنا الفتِيّة، وتتابع الإنجازات التنموية فيها، وتقف -بنفسك- على الاحتياجات، وتضع بيدك المباركة الكريمة حجر الأساس للكثير والكثير من مشاريع الخير والنماء والازدهار، في هذا العهد الزاهر الميمون، عهد خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-. نرحب بك أميرنا المحبوب، وأنت تبادل هذه القلوب المفعمة بحبك، الحب والوفاء، وهذا ليس بغريب عليكم، إذ أنكم في هذا السبيل، وهذا الطريق، تكملون المسيرة التاريخية المباركة للخير والعطاء، التي بدأ عقدها الذهبي منذ أن تم التعاضد والتآزر والتعاون بين مؤسس الدولة السعودية الأولى الإمام محمد بن سعود، وبين المصلح والمجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمهما الله-، ومن ثم صاغ هذا العقد بشكله الحالي مؤسس هذا الكيان الكبير بعطائه وخيره العميم، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -رحمه الله-، الذي أكمل أبناؤه البررة الأوفياء من بعده، بناء هذه الحضارة الراقية، فواصل البناء من بعده أبناؤه البررة (سعود وفيصل وخالد وفهد) -رحمهم الله- حتى بلغت هذه الحضارة مجدها، وقمتها في هذا العهد الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. سائلين الله عز وجل أن يحفظه ويرعاه وأن يسبغ عليه حلل الصحة والعافية، وأن يشد أزره بعضده الأيمن ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وسمو نائبه الثاني، صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، والأسرة الحاكمة المباركة، ونحن معهم دائماً وأبداً على الطريق،لا نُجدد لهم -بل نؤكد- السمع والطاعة، والبيعة والعهد، والحب والولاء، إذ لا يُجددُ إلا ما اندرس واضمحل، بينما سمعنا وطاعتنا، وبيعتنا وعهدنا لهم، دائمٌ وثابتٌ وراسخ -إن شاء الله- ما دام الليلُ والنهار، وهذا دِيْنٌ ندين لله عزوجل به، عليه نحيا، وعليه نموت، وعليه نلقى الله عز وجل. يا صاحب السمو: إن هذه المنجزات العملاقة، وهذه الحضارة الزاهرة، التي تنعم بها هذه البلاد وشعبها، عمت المدن والمُحافظات، والقرى والهجر، وشملت البوادي والحضر، بل وصلت إلى السهل والجبل، ما كان لها أن تحقق، لولا فضل الله عزوجل أولاً وأخيراً، ثم سهر القيادة الحكيمة الواعية، ومتابعتها المستمرة، وحرصها الدائم، على تشييد هذا البناء وإتمامه.. وإن هذه المكانة العالمية الرفيعة التي تتبوؤها هذه البلاد -المملكة العربية السعودية- ما كان لها أن تتحقق لولا فضل الله عزّ وجلّ ثم صدق التعامل، وسلامة التوجه، وطيب العلاقات مع الآخرين، وفق الضوابط الشرعية، المنطلقة من كتاب الله عز وجل، ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، اللذين نعتز ونفخر بهما في جميع المنتديات، والمحافل الدولية. وهاهي الراية الخضراء المبارك ة، عاليةً خفاقة في كل مكان، حاملة شعار التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وهاهو نداء الحق يُدَوي في أصقاع المعمورة، معلناً من منارات الإيمان فيها (الله أكبر.. الله أكبر.. حي على الصلاة.. حي على الفلاح). وستبقى هذه البلاد المباركة بحول الله عزّ وجلّ وقوته، منارة عالية للإسلام، ومأوى حصين، لأفئدة المسلمين في كل مكان، محفوظة بحفظ الله له، رغم ما يوجهه الأعداء نحوها من سهام مسمومة تجاه هذه البلاد -حمى الله بلادنا حكومة وشعباً منهم ومن شرورهم- تهدف إلى زعزعة وترويع ساكنيه. ختاماً: يا أبا فيصل، ويا أمير منطقتنا المحبوب، إنني في هذا اليوم الأغرّ، في جبين محافظة سميراء، أرحب بسموكم الكريم، وبسمو نائبكم، وعضدكم الأيمن، وبصحبكم الكرام، أصالة عن نفسي، ونيابة عن كل صغير وكبير في هذه المحافظة الفتيّة، فأهلاً وسهلاً بكم في محافظة الكرم والجود، ومرحباً بسموكم في محافظة التاريخ والآثار، واللهُ يحفظكم ويرعاكم.