المنيف والسماري يعيدان نشر تاريخ تربية الخيول العربية في مصر لعشوب

المؤلف يمثل موسوعة في تاريخ الخيل العربية وسلالاتها المجلوبة لمصر

في عناية علمية مميزة ضمن عناية الباحثين المعاصرين في إخراج ونشر كتب الخيل العربية الأصيلة قدم الدكتور عبدالله بن محمد المنيف الأستاذ المشارك بقسم الآثار بكلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود، والأستاذ عبدالمجيد بن إبراهيم السماري أستاذ التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم، والمالك لمربط من مرابط الخيل المعروفة ب: كروش، للمكتبة العربية عامة ولمكتبة الخيل والفروسية بخاصة عملاً مميزًا تمثل في إعادة نشر كتاب عالم الخيل المصري الدكتور عبدالعليم عشوب: تاريخ الخيل العربية في مصر بعد أن مضى على طبعته الأولى عقوداً من الزمن وأصبحت في حكم المخطوط والنادر.
مؤلف الكتاب هو الدكتور عبدالعليم عشوب، وهو -بحسب محققي الكتاب- من ألصق من عمل في تربية الخيل ومعالجتها خاصة أنه ألفه بتكليف من الجمعية الزراعية الملكية المصرية لتدوين تاريخ الخيول العربية في مصر، والمؤلف نفسه صاحب طموح كبير في تتبع سلالات الخيل وتطورها في جميع المراحل.
وأما الكتاب تاريخ تربية الخيل العربية في مصر الذي أعرض له هنا، فهو موسوعة فريدة لكل مهتم بتاريخ الخيول العربية في مصر، فبدأ المؤلف عمله بحديث عن أنساب الخيل عند العرب، ثم أعقبه بحديث عن مكانة الحصان العربي وأثره في باقي الأجناس، ووضع في هذا المبحث جدولاً مميزاً وثق فيه الأفراس العربية الأصيلة التي ابتدأت الجمعية الملكية بتربيتها من سنة 1914م إلى 1919م، واتبعه بجداول أخرى توثق الخيول العربية الأصيلة في سنوات لاحقة.
وبعد ذلك تناول المؤلف سلالات وأنواع الخيل مبتدئاً بالصقلاويات الجدرانيات في حديث موسع وتفصيلي عن كل خيل من ناحية سنة ولادته ولونه وأمه وأبوه بطريقة علمية تهم كل باحث في أنساب الخيل.
وأتبع هذا الحديث بحديث آخر عن الخيول المؤجرة للسباق وبتفصيل مماثل لحديثه عن الصقلاويات، حيث يذكر كل خيل واسم السباق الذي شارك فيه مع وزن الخيل ومعلومات عن السباق الذي شارك فيه وكم قطع المسافة المحددة بالدقيقة والثانية.
ومما ميز هذا الكتاب أنه محاولة مبكرة لرصد وبيان أصول الخيل الموجودة في زمن المؤلف، وبيان أصلها العربي وأنها مجلوبة من الجزيرة العربية ومن المملكة العربية على وجه الخصوص، وهو بهذا يعد من الكتب التي يمكن أن يستفاد منها في بيان أصول الخيل، ويعتمد عليه في ذلك، كما أنه مليء بعشرات الصور للشخصيات المهمة في زمنه، مثل الملك فهد الذي ظهر من خلال هذا الكتاب اهتمامه المبكر بالخيل العربية، فضلاً عن شخصيات عربية مهمة وسعودية من تجار وشيوخ قبائل وغيرهم.. ولعل من أشهر الشخصيات التي عنيت بالخيل في مصر وتاجرت بها هي: الشيخ فوزان السابق ممثل الملك عبدالعزيز في مصر والتاجر والعالم المشهور في زمنه.
كما ضم الكتاب صوراً للخيل التي تحدث عنها المؤلف مما يزيد هذا العمل قيمة عند المهتمين بالصور، بالإضافة إلى ملاحق وضعها المؤلف لموضوعات عن الخيل ذات صلة بما تقدم طرحة في تضاعيف هذا الكتاب.
والكتاب يقع في (243 ص) ونشره المحققان في الدار العربية للموسوعات في بيروت.