رحلة الحج عبر مراحل التاريخ الإسلامي مليئة بالقصص المعطرة بعبق الذكريات، حيث كان يواجها الكثير من المتاعب والصعوبات عندما كان السفر بالسفن والبواخر والإبل أو السير على الأقدام، وكانت الرحلة طويلة والسفر شاقًا والطريق غير مألوف، وكان أهل الحجاج يودعونهم وهم غير واثقين تماماً من عودتهم، لأن هذه الرحلة كانت محفوفة بالمخاطر على الدوام، وكان الحجاج يواجهون مخاطر الجوع والعطش في سفرهم ويتعرضون أيضاً لبعض الكوارث الطبيعية، ومن ذلك العواصف والبرد القارس والأمطار الغزيرة والسيول الجارفة. وكانت قافلة الحجاج تسير إلى المشاعر المقدسة بحراً أو براً من أصقاع الأرض كافة يقودها أمير القافلة، وهو القائد العام للقافلة كلها. وكانت مهمته اختيار زمن التحرك، وسلوك أوضح الطرق، وترتيب الموكب في المسير والنزول والحراسة. ولنا أن نتأمل مع حلول موسم كل حج صور الماضي التي تروي قصص الحجيج وقوافلهم.. تروي كل منها عناء ووعثاء السفر، ومشقة الحج في عصور كانت تفتقر لمقومات الأمان في السفر والتنقل والراحة في الإقامة والخدمات التنظيمية بسيطة، حيث كانت السمات المعمارية لمكة المكرمة بسيطة ومساحة المسجد الحرام محدودة والمشاعر المقدسة تفتقر حتى إلى الخدمات البسيطة.