أفراح تنتحر!!

كُلّنا أحبتي من مواطنين ومقيمين في هذا الوطن المعطاء العامر مهد الحضارات وأولى القبلتين، تملأ قلوبنا الفرحة والطمأنينة، ونحن نعيش في وطن كل شبر من أرضه الطاهرة تشهد نقله نوعية واضحة وشامله في مُختلف المجالات الصناعية والتجارية والصحية والتعليمية.. ولعلّ المشاريع الضخمة سواءً تلك التي تُعانق وتُغازل السحاب بفخر واعتزاز أو التي لازالت قيد الإنشاء، هي شاهد على ما تمر به مملكتنا الحبيبة من تقدم وازدهار على كافة الأصعدة، في ظل حكومتنا الرشيدة العامرة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وذراعه الصلب الأيمن ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - حفظهما الله تعالى وأيّدهُما بنصره.
أعود إلى جُملة (تملأ قلوبنا الفرحة) التي وردت في السطر الأول، لأنها هي محور الحديث الذي أحببت أن أطرحه بين أيديكُم أحبتي، حيث إنه وبدون أدنى شك أن قمة فرحة الاستمتاع بالوقت الذي نعيشه، تكمُن في مشاركة الأسرة الواحدة مع بعضها لأي احتفال يُقام سواءً كان ذلك على المستوى الشخصي في مُحيط العائلة أو على المستوى العام، من خلال الفعاليات والأنشطة التي تُقام سنوياً في الأعياد الدينية والمُناسبات الوطنية. ومن هذا المنطلق تبدأ أمانة منطقة الرياض بقيادة الأمير الشاب المُتجدد الدكتور عبد العزيز بن عياف آل مقرن وبتوجيه دائم من صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز (أمير منطقة الرياض)، بإلباس شوارع الرياض والمُحافظات (ثياب الزينة) والاستعداد لإقامة وتنظيم الحفلات والمسابقات والفعاليات الناجحة كعادتها في كُل مُناسبة.
إلاّ أنّ المُلاحظ أنّ بعض الفعاليات وتحديداً تلك التي تُقام في القرى التابعة للمحافظات، فقدت (طعم فرحتها) وذلك لعدم وجود أماكن مُخصصة للنساء اللاتي يحضرن للاستمتاع بمشاهدة الفعاليات المُقامة بصحبة أطفالهن، مما أجبرهن على الجلوس وبشكل عشوائي ومُلفت للنظر حول مقر أقامة الحفل، بل إنّ بعضهن يتواجدن داخل السيارات بصحبة أطفالهن الرُّضع وبشكل غير آمن، ناهيك عن إمكانية تحرش بعض القلوب الضعيفة بهن وهن بهذا المنظر وفي هذا المكان المظلم، في ظل انشغال الجميع بمتابعة الفعاليات...؟؟!!
كل هذا لعدم توفير اللجنة المُنظمة أماكن مخصصة للنساء، وذلك من باب إعطائهن حقهن في الاستمتاع مع أطفالهن بتلك الفرحة.. طبعاً نحن نطالب أن تكون المشاركة في إطار الاحتشام والتمسك بالأخلاق الإسلامية الحميدة التي عوّدتنا عليها المرأة السعودية دائماً في الداخل والخارج.
وبما أننا مُقبلون على فترة صيف ساخن بالفعاليات والمهرجانات، أبعث ومن خلال منبر (الجزيرة)، برسالة مليئة بالأمنيات إلى كافة أمناء مناطق مملكتنا الحبيبة، بضرورة التركيز أكثر على تلك القرى من خلال توفير أماكن مخصصة للنساء اللاتي يقمن فيها ،لأن المرأة بحاجة إلى توفيرها أكثر من المدن نفسها خاصة مع نُدرة الفعاليات التي تُقام في القرى والتي هي شبه مُنعدمة، بعكس المدن التي تتواجد فيها أماكن ووسائل ترفيه مُتعددة وعلى مدار السنة..
* قبل الختام قال جورج برنارد شو.. ((إنّ المُتعة الحقيقية في الحياة أن تكون مشغولاً بهدف تعرف أنه ذو قيمة كبيرة، بدلاً من أن تكون كتلة أنانية صغيرة من الأوجاع والمظالم، شاكياً أنّ العالم لن يكرر نفسه من أجل سعادتك،،؟؟)).
- البير