أخلاقيات الحوار

كثيرة هي أدواؤنا المستعصية والمتفشية، سواء كان ذلك على مستوى الافراد ام كان على مستوى الجماعات، وسواء كان ذلك محدود التأثير ام كان تأثيره متعديا إلى فئات اخرى من المجتمع ولكن ثمة داء خطير ومرض من الامراض الاجتماعية الا وهو النظرة القاصرة في الحكم على الاشياء، ومكمن الداء هنا يكون في عدة أمور ومن نواح كثيرة فنحن نرى سواء كان ذلك في نقد فكرة ما أو في الحكم على شخص ما أو عمل معين أو حتى في الطروحات التي يسع المجال فيها للأخذ والرد نرى من بعض هؤلاء تجافيا عن أخلاقيات الحوار، ولست اعني بأخلاقيات الحوار سلامة اللسان عن التنقص والازدراء وما شابه ذلك فهذا مطلب من المطالب في هذا الشأن ولكن الذي أعنيه اكبر وأعم فالمشكلة تكمن في النظر الى الامور من نافذة واحدة فقط ومن ثم تفسيرالامور تفسيراً واحدا لا مثنوية فيه ومشكلة اخرى وهي اننا احيانا نختزل تلك الفكرة وهذا الطرح في زاوية حادة فلا تتسع آفاقنا الى ما هو اكبر وأشمل، وأحيانا يكون الحامل على النقد بواعث شخصية بحتة فيفسد الفكرة على الناس لأنها لم تحل لهذا الشخص، ومصيبة أخرى حينما يتولى الجاهل النقد والمحاورة وهو أساساً بحاجة الى دروس في ابجديات الحوار فضلاً عن ان يتولى هو ذلك وينصب نفسه متحدثا باسم الناس فيخطئ ويصحح ويعدّل.
وحري بأهل الفكر الثاقب والعقل النير ان يتصدوا لذلك ويكونوا على مستوى ما يحملون من فكر وعقل حتى تستنير العقول وتعم الاخلاقيات الفذة وتنقشع عنا سحائب الاخلاقيات السيئة.
سامي بن محمد السعيد
جامعة الامام فرع القصيم