قارئ يطالب بإيقاف المدارات

المدار الأول الحميدي الحربي

رن جرس الهاتف عصر الاربعاء الماضي وهاتف القسم الشعبي لا يتوقف عن الرنين لكن ذلك الرنين جاء بشيء غريب اذ كان على الطرف الآخر رجل خمسيني العمر كما احسست من نبرات صوته واسلوبه في الحديث ومعرفته الكبيرة بالموروث الشعبي..قال بعد التحايا المعروفة - هاتفيا - عندي اقتراح يريحكم وان كان لا يريحنا نحن القراء قلت:ماهو؟ قال: اوقفوا صفحة مدارات شعبية وتراث الجزيرة قلت: لماذا وهل أخطأنا بشيء حتى تطالبنا بالتوقف؟.
ضحك الرجل وقال بنبرة عالية «ياليتكم مخطين كان ما اتصل بكم» لكن يا اخي انتم تعملون بجد ومعرفة والكل سواكم اما يعمل بنصف جهد وربع معرفة او بجهل مطبق وجهد «ماهوب مخلوف».
قلت وانا اشعر بسعادة غامرة: يا اخي نحن نسعى الى ان نكون كما قلت عنا لكنني لست معك في التعميم بحكمك على جهود الآخرين..قال: ستقول ان وجود الغث يميز السمين كما تردد دائماً لكنني عندما طالبتكم بالتوقف اعي جيداً ماذا اريد؟ قلت: وماذا تريد؟
قال: اريد ان يعرف من يساوي بين كل صفحات ومجلات الادب الشعبي ان غياب الجيد يترك فراغاً لا يملأه احد.
قلت: نحن نخالف الرأي في هذا لأن وجود الجيد وليس بالضرورة ان تكون مدارات شعبية هي المقصود يفضح السيىء ويفتح باب المقارنة للجميع كما حدث معك..والمقارنة تعطي ذا الوعي الحكم الصحيح بين المتناقضين وإن تشابها في الشكل او المسمى.
قال: مادمتم مصرين على الاستمرار ف«الله يعينكم على مضاعفة الجهد ليعلم من لا يعلم بأن الافضل هو الباقي».
وانقطع «الخط» قبل ان يكمل عبارته ومازلت حتى هذه اللحظة انتظر محادثة اخرى معه لاحصل منه على المزيد من الاراء حول الساحة الشعبية وصحافتها فالرجل مطلع كما بدا لي من حديثه.
فاصلة
«اللي ما يعمل ما يخطئ»
آخر الكلام
للشاعر سعد بن جدلان:
خلوني اسج عن موضوعه احسن لي
والا الغلا والله ان يبطي وهو غالي