حمد عبدالرزاق القشعمي

مجلة الإشعاع 5

** وفي العدد الثالث من السنة الثانية لشهر ربيع الأول 1376ه نقرأ في الأحداث المحلية: شهدت البلاد في الشهر الفائت أضخم مهرجانات وأروع استقبال في تاريخها الطويل للأقطاب الثلاثة (عبدالناصر ونهرو والقوتلي) وكان من ضيوف الشهر الماضي عاهل العراق الملك فيصل حيث التقى بسيد البلاد المفدى في الدمام.
(الزميلة أخبار الظهران): عادت الزميلة أخبار الظهران إلى الصدور بعد احتجاب استغرق عدة شهور, إننا نتمنى للوصيفة كل رواج وانتشار, وللقائمين عليها كل توفيق.
** كما نقرأ في العدد السابع من السنة الثانية لشهر رجب 1376ه موضوع من وحي الحياة (هل الأنانية مذهب اجتماعي؟) بقلم الأستاذ عبدالعزيز أبو سنيد من الدمام يقول فيها (الأنا هذه الكلمة التي لها أكثر من جانب في هذه الحياة والتي ينطوي تحت لواء جانبها السلبي القليل من الناس.
حتى إنها أصبحت لهم مذهباً، وسمي اصحابها بالأنانيين، و تميز هؤلاء الأصحاب بصفات معينة وخلق خاص وأوضاع معلومة وتصرفات محددة لا تتعب كثيراً في الاستدلال عليهم والإشارة إليهم بأطراف البنان,, وهنا يأتي دور الضمير وتأنيباته وتفاعله مع مجريات حياة صاحبه اليومية وتصرفاته الشخصية العامة, وتحدث معركة بين هذا الإنسان ككل وبين ضميره الذي بين جنبيه وتتعادل المعركة فلا يغلب أحدهما الآخر وهكذا ينحدر إلى أغوار مستنقع الأنانية,, إن الأنانية ليست مذهباً اجتماعياً بل هي صفة خاصة تلصق بهؤلاء الذين ينحرفون عن طريق الحق والعمل الشاق ليصلوا إلى مغانم مادية عن طريق سهل، ولا يهمهم بعد ذلك ان اختلقوا الأكاذيب واقترفوا الخطايا ضد أصدقائهم وأقرب الناس إليهم,,الخ).
وفي قصة العدد في الصفحة (26 27) نقرأ من قصص الواقع (مأساة الزلفي!!) بقلم عبدالله ,م,ع (1) , يستعرض فيها ما حصل للزلفي من تهدم للمنازل وخروج الأهالي للسكن في الخيام بسبب الأمطار الشديدة التي اجتاحت البلد, اعتباراً من يوم الجمعة 12/5/1376ه حتى الجمعة التالية.
وفي الأحداث المحلية نقرأ: الدمام: بلغت التبرعات لضحايا بور سعيد (90123) ريالاً و (130) روبية وهي المبالغ المجموعة بواسطة لجنة التبرعات للهلال الأحمر المصري, وكان معظمها من مدينة الدمام,, ومن الطبقة الفقيرة والمتوسطة,, أما الأغنياء فعليهم السلام.
الرياض: اجتمعت اللجنة التنفيذية لتسيير الخط الحجازي برئاسة السيد إسماعيل القولي بالمسؤولين بوزارة المواصلات لاتخاذ الخطوات الإيجابية السريعة.
وضمن الأحداث العلمية ورد تحت عنوان (البحرين الضحية الجديدة) في كل يوم تقوم سلطات الاستعمار بالبطش والتنكيل والطرد لجميع مناوئي سياسة العبودية والإذلال فإلى جانب نفي الزعماء الخمسة إلى جزيرة (جدا) نفت مجموعة من الشباب المتحمس الثائر إلى قطر والكويت وإلى المملكة السعودية ومن بينهم الفقراء وذوو الدخل المحدود, وحبذا لو اهتمت حكومات هذه البلاد فكفلت لهم الإقامة الكريمة المستقرة سيما وهم ضحايا عدو مشترك وبهذه المناسبة فقد كان في عداد الذين نفوا إلى المملكة السعودية (بدرية خلفان مع أسرتها) والمشار إليها فتاة مثقفة ناصبت الاستعمار العداء وصرخت في وجهه اكثر من مرة، حبذا لو أن وزارة المعارف الجليلة استغلت مواهبها لتعليم بناتنا وهن في أمس الحاجة إلى ذلك.
** وفي العدد الثامن من السنة الثانية لشهر شعبان 1376ه وهو آخر عدد وقع في يدي نقرا لابن عنيزة (عبدالله إبراهيم الجلهم) قصيدة بعنوان (أشجان) نختار منها:
كلماهممت ملتاعاً إلى تلك المرابع
وتناءى شدوها الغالي إلى بحر المسامع
هاجني من يومي القانط مشبوب المآلي
حرقة تجتاح أنغامي وتعتامُ فؤادي
هكذا شبّابتي الحسناء قد عادت رماداً
ليس لي فيها غذاء ما خلا الأنة زادا
أي شيء اصطفيه منك أحلام الليالي
فدعيني بين شجوي ونحيبي وسهادي
***
أين يا بدر من الناشي سناكا
فلقد شمتك وضاحاً وترتاد السماكا
هذه ليلتي الهوجا فأوقد لي اللآلي
ههنا موطن آمالي ومنطاد روائي
هل بدنيا البؤس اشباح تؤمل
تُسلي القاصي وللداني تُجَمِل
فأغثني منك يادهر مقالي
إن نبا يومي أو اغبر إبائي
وضمن أخبارها (إشعاع الأحداث المحلية) نقرأ:
الرياض: عاد جلالة الملك المعظم إلى عاصمة ملكه بعد زيارة لأمريكا وإسبانيا ومراكش وتونس وليبيا ومصر استغرقت زهاء شهر من الزمن حفظ الله جلالته ووفقه إلى ما فيه صلاح العروبة وعزتها.
الأحساء: في 19 من الشهر الفائت أقام النادي الأدبي بالمعهد حفلاً قيماً ألقيت فيه عدة خطب وكلمات من مدير المعهد وأساتذته وطلابه.
بريدة: تقوم المدرسة المنصورية بإقامة ناديها الأسبوعي الذي يشرف عليه الأستاذ سليمان الشريدة.
عنيزة: احتفل بافتتاح مشروع جلب الماء إلى عنيزة والذي قام به الشيخ عبدالله السليمان وقد افتتحه بالنيابة عنه أمير المدينة وقد حضرته الجماهير الغفيرة بكافة طبقاتها.
افتتحت دار الأيتام وقد بلغ طلابها 43 طالباً وأسندت إدارتها للأستاذ عبدالعزيز العوهلي.
الظهران أعلنت الأرامكو عن البدء في إنتاج وتوزيع بنزين من نوع ممتاز تكون درجة الأكتين فيه (9) وتقول الشركة إن هذا النوع من البنزين سيكون في متناول الجميع داخل المملكة خلال شهور ثلاثة.
شقراء: تدفق ماء غزير عذب قوي بعد عمليات حفر استمرت زهاء نصف العام، فللمسؤولين الشكر.
وفي حديث خاص مع الأستاذ سعد البواردي بالقاهرة بعد سنوات طويلة من هذا التاريخ (1419ه) يقول: طلب منه وهو قادم لتوه من المطبعة لطباعة العدد الرابع والعشرين العدد الأول من السنة الثالثة عدم إصدارها فذهب لبلده شقراء وبقي فيها سنة.
ويقول الأستاذ علي جواد الطاهر في معجم المطبوعات العربية في المملكة العربية السعودية ،ط2، ج2 صفحة 587 في ترجمته لسعد البواردي :ولد في بلدة شقراء من مقاطعة الوشم عام 1349ه،وفيها تلقى تعليمه الابتدائي ثم التحق بدار التوحيد في الطائف، ودرس في السنتين الأولى والثانية ولكن ظروف المعيشة اضطرته إلى قطع الدراسة والعمل في مدينة الخبر على الخليج، وأصدر في الخبر عام 1375ه مجلة شهرية باسم (الاشعاع) احتجبت في آخر عام 1376ه، (استمرت عامين) ينظر شعراء نجد المعاصرون 153 168 وفيها مختارات من شعره.
ولعله كان يطمح ان تكون الاشعاع دارا للنشر ولكن مطمحه لم يتحقق، ومع هذا فقد بقي يكتب على ما يصدر من كتب : دار الإشعاع كما لو كانت الدار قائمة,.
كما يذكر الدكتور حمود بن عبدالعزيز البدر في بحثه (الصحافة السعودية في (80) عاما دراسة موجزة عن تاريخها وتطورها ص14: (6 الإشعاع: مجلة شهرية جامعة تصدر بمدينة الخبر لصاحبها ورئيس تحريرها الأستاذ سعد البواردي أصدرت في أول سنة 1375ه (أواخر سنة 1954م) واستمرت في الصدور حوالي سنتين وفي سنة 1377 ه توقفت نهائياً عن الصدور).
كما يقول الأستاذ محمد ناصر بن عباس في كتابه (موجز تاريخ الصحافة في المملكة العربية السعودية):ط1، ص193194195: (مجلة الإشعاع: مجلة شهرية، كانت تصدر في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية أصدرها الأستاذ: سعد البواردي وهو يعمل في محل تجاري آنذاك، وكان صدور العدد الأول في شهر محرم 1375ه صدر في (22) صفحة من الحجم الكبير، كما صدر لها عدد ممتاز في (64) صفحة, وكانت تطرق عدة موضوعات أدبية، واجتماعية، وسياسية، إلا انها في أول صدورها نشرت عدة مقالات في عدد واحد بتوقيعات منها، أبو نازك، أبو سمير، ولعل قلة ما كان يصلها في أولى مراحل صدورها هو ما حدا بصاحبها إلى الكتابة اكثر من موضوع في عدد واحد، كما يذكر في حديث معه عن شؤون وشجون هذه المجلة التي توقفت نهائيا وللمرة الأولى والأخيرة في شهر ذي القعدة عام 1376ه أي بعد صدور (23 ) عددا منها).
ونجد في كتاب الأستاذ عثمان حافظ (تطور الصحافة في المملكة العربية السعودية ط3، ج1 1409ه، ص 279 280، وتحت عنوان الإشعاع (مجلة الإشعاع مجلة شهرية أدبية اجتماعية هكذا جاء فيها أصدرها الأستاذ (سعد البواردي) بمدينة الخبر وهو صاحبها ورئيس تحريرها المسؤول، وصدر العدد الأول منها في المحرم 1375ه الموافق أغسطس 1955م.
وقد أشار سعدالبواردي صاحب المجلة في افتتاحية العدد الثاني الصادر في شهر صفر عام 1375ه الموافق سبتمبر 1955م عن رأيه في خطة المجلة وسيرها ومما قاله إن مجلتك الإشعاع لن تكون في يوم من الأيام بوقا، ولا مزمار تدوي منه صرخات عقيمة تعنف شرعة وتمدح شرعة، وتتخذ من لغة السباب والتهكم أسلوبا تلج منه إلى قلب القارئ الساذج الذي ينقاد بسهولة مع تيار الدعاية المأجورة وان هذه المجلة قبل كل شيء قامت لغرض واحد، وذلك الغرض هو خدمة الادب والثقافة العامة، خدمة المجتمع وقضايا الناس وذلك بأسلوب حكيم معتدل لا تطرف فيه ولا شذوذ.
وقد اتخذت المجلة خطة لعلاج المشاكل الاجتماعية والأدبية بأسلوب هادئ بعيد عن العنف والتعرض للشخصيات.
والمجلة تهتم بنشر المقالات الأدبية، والعلمية، وتهتم بالقصة الطويلة والقصة القصيرة، وفي المجلة أبواب تكاد تكون ثابتة، وهي روضة الشعر، بعض ما يهمك عن الاختراع، اختبر ذكاءك، الأحداث العالمية، فكاهات.
وقد يكتب الأستاذ البواردي أكثر من مقال في عدد واحد يوقع على واحد بتوقيعه الصريح ويرمز في الآخر بالأوائل من اسمه س,ب.
وقد أصدرت مجلة الإشعاع عددا ممتازا في مبدأ سنتها الثانية بتاريخ المحرم 1376ه واشترك في تحريره عدد من أدباء وكتاب المنطقة الشرقية، والمنطقة المتوسطة، والمنطقة الغربية، وكتب افتتاحية هذا العدد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل تحت عنوان تحية العدد أمل ورجاء حيا فيها المجلة تحية طيبة ورجا لها المزيد من التقدم والازدهار وصدر العدد الممتاز بغلاف جميل ملون في 68 صفحة.
وقد صدرت الإشعاع في سنتها الاولى على حجم صغير 16 سمx 22 سم في 40 صفحة ومن العدد التاسع لسنة الأولى الصادر في رمضان 1375ه صدرت على حجم متوسط بمقاس 30 سم x 24 سم في 32 صفحة.
والاشتراك السنوي في الإشعاع 12 ريالاً داخل المملكة و 24 ريالا في الخارج.
والمجلة تطبع (بالمطبعة السعودية بالدمام) والدمام تبعد عن الخبر حوالي 10 كيلو مترات.