أكدت القنصل العام البريطاني في جدة كيت رود أن الأحداث التي شهدها العالم بداية من أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) وحتى الأزمة المالية العالمية لم تؤثر في العلاقات الاقتصادية بين السعودية وبريطانيا، إذ تشهد العلاقات الاستثمارية التجارية والصناعية مزيداً من النمو. وقالت رود ل «الحياة»: «إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت لها تداعيات من حيث سحب عدد من رجال الأعمال في بعض الدول الأوروبية استثماراتهم، إلا أن عمق العلاقة بين السعودية وبريطانيا ونمو التبادل التجاري بين البلدين أديا إلى تواصل تلك الاستثمارات ونموها، حتى مع ظهور الأزمة المالية العالمية، ما يؤكد متانة الاقتصاد السعودي ووقوفه قوياً أمام هذه الأزمة». وأضافت في تصريحاتها على هامش حضورها توقيع اتفاق شراكة سعودية - بريطانية في مجال التصنيع والتدريب: «ان الشركات البريطانية تنظر إلى السوق السعودية باعتبارها سوقاً استثمارية جيدة»، مشيرة إلى أن وفداً بريطانياً في مجال البيئة والمياه سيزور السعودية غداً (السبت)، كما سيحضر وفد تجاري آخر إلى السعودية يوم 26 من الشهر الجاري». وشددت على أن السعودية تعد شريكاً تجارياً مهماً لبريطانيا، خصوصاً أن بلادها مستثمر أساسي في السعودية في عدد من المجالات، وهذا يدل على العلاقة المتينة والقوية بين البلدين. من ناحيته، أكد وكيل وزارة الحج والأوقاف السابق حسام الدين خاشقجي، الذي وقّع العقد عن الجانب السعودي مع شركة «تاك» البريطانية، أن السعودية تتميز بسياسة مالية متوازنة، ما جعلها أكثر قوة وصلابة، ولم تتأثر بشكل كبير بالأزمة المالية العالمية التي اجتاحت العالم. وأشار إلى أن الاتفاق الذي تم توقيعه يشمل التدريب من خلال أكاديمية بريطانية دولية ستكون موجودة في السعودية لتدريب الشبان والفتيات. أما رئيس الوفد البريطاني سام فولكنر فأوضح عقب توقيع الاتفاق أن حجم الاستثمار بين الجانبين السعودي والبريطاني من خلال اتفاق الشراكة يبلغ 100 مليون يورو، وسيتم العمل خلال الأعوام المقبلة على عدد من المشاريع، مؤكداً أهمية السوق السعودية بالنسبة إلى جميع الشركات البريطانية. يذكر أن اتفاق الشراكة السعودية - البريطانية الذي تم توقيعه في مقر القنصلية البريطانية، وقّعه من الجانب السعودي وكيل وزارة الحج والأوقاف السابق حسام الدين حسين خاشقجي عن شركة عبر العالم العربي للاستشارات، ومن الجانب البريطاني المدير العام لشركة «تاك» سام فولكنر. ويشمل اتفاق الشراكة تنفيذ عدد من المشاريع الصناعية والتدريب المشترك والتوظيف.