أكد المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي ل «الحياة» أن التحقيقات جارية حول السائق الذي أوصل الإرهابي إلى موقع جامع الإمام الحسين في حي العنود بالدمام. إلا أنه لم يؤكد إن كان قتل في العملية الانتحارية الفاشلة التي نفذها الإرهابي، الذي كان يرتدي زياً نسائياً، على رغم رواية بعض شهود العيان أن السائق الذي أوصل الإرهابي هو الآخر فجر نفسه في الموقع. إلى ذلك، تأجل تسليم جثامين الشهداء الذين سقطوا في محاولة تفجير جامع الإمام الحسين في حي العنود بالدمام، إلى وقت آخر، وذلك لعدم الانتهاء من معرفة الأشلاء المتناثرة التي سببها هذا التفجير، وتحديداً للتفريق بين جثة أحد الشهداء والإرهابي منفذ الهجوم، ما يستلزم إجراء تحليل للحمض النووي. فيما بدأت اللجنة المنظمة استعداداتها لإقامة العزاء في منطقة المحمدية القريبة من مكان التفجير. إلا أن اللجنة حددت منزل إمام الجامع السيد علي الناصر مكاناً موقتاً لاستقبال المعزين، قبل إقامة العزاء رسمياً بعد مواراة الشهداء الثرى. وقال رئيس اللجنة جاسم المشرف: «إن الأهالي لم يتسلموا الجثث ، بسبب وجود أشلاء لم تحدد هويتها حتى الآن»، مشيراً إلى أن الجهات المعنية «تبذل طاقتها لتحديد هوية هذه الأشلاء، والتي يصل أحجام بعضها إلى 10 سنتيمترات»، مبيناً أن «اللجنة عقدت اجتماعها منذ لحظات التفجير الأولى داخل المسجد، وقمنا بعمل لجنة طارئة للوقوف على هذه الفاجعة وإدارتها. وعقدنا أربعة اجتماعات إلى الآن، لترتيب العزاء والمتابعة مع الجهات المختصة». ولفت المشرف، الذي لعب الدور ذاته بعد حادثة الدالوة في محرم الماضي، إلى أن «اللجنة استفادت من بعض الكوادر والطاقات الشبابية التي عملت في حادثة الاعتداء الغاشم على حسينية قرية الدالوة بالأحساء، وقمنا بوضع خطة لإدارة هذه الفاجعة الجديدة مع عدد من الشخصيات ذات العلاقة، من بينهم إمام الجامع السيد علي الناصر». وأشار إلى أن اللجنة حددت منزل إمام الجامع ليكون مقراً للعزاء قبيل انعقاده رسمياً. فيما «نعمل حالياً على تجهيز المخيم في منطقة المحمدية بالدمام». وأضاف «تلقيت اليوم (أمس) اتصالاً من جهة أمنية مسؤولة، أشارت إلى حاجتها إلى بعض الوقت للتعرف على الجثث التي لم يتعرف عليها حتى الآن، وهي في إطار التحليلات، وتحتاج إلى مزيد من الوقت حتى يتم الانتهاء منها. وهذا ما سبب تأخير تسليم الجثث حتى الآن». وأردف: «إن الجهات الأمنية طلبت من والدي أحد المفقودين أمس إجراء تحليل الحمض النووي، للتعرف على هوية إحدى الجثتين، إذ تعود إحداها إلى أحد الشهداء، فيما تعود الأخرى إلى الإرهابي الذي فجر نفسه». ووصف المشرف حال الذعر التي عمت المكان جراء العمل الإرهابي الجبان. وقال: «كنا نستمع الخطبة في الجامع، حين سمعنا دوي الانفجار، وخرجنا وشاهدنا حجم الفاجعة، حيث بعض الأشلاء متناثرة، منها الأيدي والأرجل والرؤوس وغيرها»، موضحاً أن الإرهابي «ترجل من إحدى السيارات التي أقلته إلى مواقف الجامع، على هيئة امرأة، وحاول الدخول عنوة إلى المسجد. وتم منعه. فيما حاول من جديد، فدفعه أحد الشهداء برجله قبل أن يحتضنه شهيد آخر ويفجر نفسه». إلى ذلك، أصدر إمام جامع الإمام الحسين في حي العنود بالدمام، السيد علي الناصر السلمان، بياناً استنكارياً للحادثة الإرهابية التي استهدفت محيط الجامع، مقدماً عزاءه لأهالي الشهداء، وأدان العمل الإرهابي. وقال الناصر في بيان أصدره أمس (حصلت «الحياة» على نسخة منه): «ببالغ الحزن والأسى، وبقلب منفطر وظهر منكسر، أنعى أبنائي الشهداء الأبطال الذين واجهوا بأجسادهم الطاهرة جبروت الغدر والعدوان، وحموا الآلاف من المصلين من المؤمنين الموحدين، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم». وأضاف: «إننا ما زلنا على إدانتنا، ووقوفنا صفاً واحداً ضد جميع أشكال الإرهاب والإجرام التي تهدد مجتمعنا وأوطاننا». خاتماً بيانه بالآية القرآنية الكريمة «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون». وإنا لله وإنا إليه راجعون.