يقدم كتيّب الجيب الملوّن «شقاوة عيال» الصادر عن سلسلة «الهلال للأولاد والبنات»، بتقديم مادة ثقافية للطفل تمزج ما بين الكاريكاتور والسيناريو. فنجد مثلاً على إحدى صفحات الكتاب من الجهة اليمنى، نصاً مكتوباً بلغة السيناريو عن حكاية الرسوم الكاريكاتورية المنشورة في الجهة اليسرى. «شقاوة عيال» يحمل توقيع المؤلف والرسام عاطف عدلي الذي تخرّج في مدرسة مجلة «صباح الخير»، وسافر الى الولاياتالمتحدة لمدة تسع سنوات أصدر خلالها مجلة «المهاجر» وعمل في بعض الصحف. وبعد عودته أخيراً عمِل في مجلة الأطفال «قطر الندى»، ثم تفرغ لمدة شهر ونصف الشهر، لمشروع «شقاوة عيال» بإلهام من تصرفات ولديه مارك ومينا. كما كان لطفليه دور مهم في مراحل الكتابة والرسم حيث كانا بمثابة الجمهور الذي يأخذ الفنان - الأب بردة أفعاله. يقول عدلي: «كنت أكتب وأرسم وكأنني أخاطب الكبار لأنني أحترم عقل الصغار». ويضيف: «فكرة السيناريو خطرت لي لأنني وجدت أن الكاريكاتور كفن لا يمثل سوى ومضة في عقل المتلقي، على رغم صعوبة هذا الفن، فأبسط الخطوط تصل الى أبلغ مضمون». ويشرح أن رسام الكاريكاتور لا بد أن يكون فناناً تشكيلياً عميقاً يُتقن صناعة البساطة وخفة الدم. ويعتبر عدلي أن السيناريو المكتوب سيتيح فرصة لاستيعاب مراحل عمرية أكبر من الأولاد والبنات القادرين على القراءة، وللأمهات اللواتي يرغبن في القراءة لأطفالهن. ويركز عدلي على القيمة الفنية لرسوماته الكاريكاتورية في الكتيّب، من خلال الحركة واللون والإضاءة والخلفية والأكسسوار وعمق اللوحة، وكل ذلك «يغني الفكرة أو المفارقة التي تقوم عليها الرسومات». ويوضح أنه كان يتقمّص شخصية طفل يتلقى الأوامر طوال الوقت، ويضع نفسه مكانه، متسائلاً: «كيف سأتصرف، إنها يوميات طفل عربي مقهور؟ خصوصاً أن كل الأعمال الفنية الموجهة إليه والسينمائية بالتحديد تحرّضه على العنف حتى أصبح من صفاته». ولذلك كان رئيس تحرير السلسلة الناقد السينمائي محمود قاسم، حريصاً على استبعاد الكلمات التي يراها تصب في هذا الإطار. وارتأى قاسم من الناحية الفنية، أن ينشر السيناريو في كتاب والكاريكاتور في كتاب آخر. ولكن عدلي رفض، واجتمع بقاسم حتى عدل عن رأيه «بعدما قرأ السيناريو ووجده يرفع من قيمة الكاريكاتور». ونظراً الى نجاح العمل، يفكر عدلي حالياً في تحويل مشاهد «شقاوة عيال» إلى حلقات كوميدية على طريقة «stand up comedy».