أفعال البشرية مُنذ الأزل يُخلدها ما يقولون، ويسطرها المفكرون والكتّاب والشعراء، ولا يخرج العرب عن هذه الدائرة، باعتبارهم أصلاً من أصول البشر، إذ أن حكايات حرب الخليج «عاصفة الصحراء» يمكن أن تعيشها واقعاً أمام ناظريك من خلال مقالات الدكتور غازي القصيبي آنذاك، والتي جُمعت في كتاب «في عين العاصفة»، كما يمكن الاعتزاز بها حد النشوة عبر الأبيات الشعرية التي كان يلقيها الشاعر خلف بن هذال، لتحكي قصصاً مقروءة أو مسموعة تُسجل تاريخاً ماثلاً أمام أعيننا. يأتي ذلك في الوقت الذي كانت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أعلنت أن عاصفة الحزم ستكون محور حديث خُطب يوم الجمعة الماضية، وتزامن ذلك مع ثورة مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بالرسائل الإيجابية للجنود السعوديين المرابطين على الحدود الجنوبية من البلاد، كان للمثقفين فيها حضورهم، وللشعراء أبياتهم وللفنانين ألحانهم، ليقف أبناء الوطن بمختلف أطيافهم صفاً واحداً خلف راية «سلمان»، ومؤيدين ل«عاصفة الحزم». بعد حضور الجانب الديني المتمثل في يوم توحيد خطباء الجوامع في المملكة لخطبهم بموضوع رئيس لدعم عاصفة الحزم والإشادة بالدور الكبير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في حفظ أمن اليمن ونصرة أشقائنا هناك، اضطلع عدد من الشعراء والفنانين من أبناء الوطن بدورهم، كلٌ في مجاله، لبث رسائل العزة والتأييد التام لهذا القرار الشجاع، متغنين ب«سلمان» وصقوره البواسل، ومؤكدين بأنهم جميعاً جنود لهذا الوطن. كما توحدت المنابر في يومها، ولن نكون مبالغين إذا قلنا إن كل فرد من أبناء الوطن أدى دوره في ما يتقنه، ولم يبق شاعر لم يكتب بيت قصيد، كما لم يبق فنان لم يشدُ بلحن يبث الحماسة في نفوس جنود الوطن. وفي الجانب الأدبي، كان الحضور طاغياً صبيحة يوم عاصفة الحزم، فغرد أحمد أبودهمان: «ليس أعظم من أن تصحو على وطن شجاع» واحتفى بها روّاد الطائر الأزرق بأكثر من 11 ألف إعادة تغريد، لتغدو علامة مسجلة له فيتبعها قائلاً: «ليس أعظم من أن تنتمي لشعب يصبح جيشاً في دقيقة».