أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على عبدالرحمن بن فيصل بن معمر    المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة تبرم عدداً من الاتفاقيات    وقاء الباحة" يبدأ حملة التحصين لأكثر من 350 ألف رأس ماشية ضد مرض الحمى القلاعية لعام 2024م    الفضلي: المملكة تواجه تحدي تدهور الأراضي بمنظور شمولي    أشباح رقمية    وزير الخارجية يلتقي وزير خارجية الجزائر    خادم الحرمين الشريفين يهنئ رئيس جمهورية توغو بمناسبة ذكرى يوم الإستقلال لبلاده.    أمير تبوك يواسي أبناء أحمد الغبان في وفاة والدهم    نائب أمير منطقة مكة المكرمة يستقبل الرئيس التنفيذي لبنك التنمية الاجتماعية    أمير دولة الكويت يصل إلى الرياض    مؤتمر أورام الكبد يختتم فعالياته بالخبر بتوصياتً هامة    برئاسة وزير الخارجية.. «اللجنة الوزارية»: نرفض اجتياح رفح.. يجب وقف تصدير السلاح لإسرائيل    ساعة أغنى رُكاب "تيتانيك" ب1.46 مليون دولار    النصر يؤمن مشاركته في السوبر السعودي    صدور الموافقة السامية علي تكليف الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبد العزيز التميم رئيساً لجامعة الأمير سطام    رسمياً.. الزي الوطني إلزامي لموظفي الجهات الحكومية    11قطاعًا بالمملكة يحقق نموًا متصاعدًا خلال الربع الأول ل 2024    السعودية ترسم خارطة جديدة للسياحة الصحية العالمية    محافظ خميس مشيط يدشن مبادرة "حياة" في ثانوية الصديق بالمحافظة    وزير البيئة يفتتح أعمال منتدى المياه السعودي غدًا بالرياض    "واحة الإعلام".. ابتكار لتغطية المناسبات الكبرى    أمطار تؤدي لجريان السيول بعدد من المناطق    لرفع الوعي المجتمعي.. تدشين «أسبوع البيئة» اليوم    وزير الدفاع يرعى تخريج الدفعة (82) حربية    طابة .. قرية تاريخية على فوهة بركان    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية.. استمرار الجسر الإغاثي السعودي إلى غزة    وفاة الأمير منصور بن بدر بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود    الرياض.. عاصمة الدبلوماسية العالمية    وزير الإعلام ووزير العمل الأرمني يبحثان أوجه التعاون في المجالات الإعلامية    فريق طبي سعودي يتفوق عالمياً في مسار السرطان    برعاية الملك.. وزير التعليم يفتتح مؤتمر «دور الجامعات في تعزيز الانتماء والتعايش»    العرض الإخباري التلفزيوني    وادي الفن    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    «هندوراس»: إعفاء المواطنين السعوديين من تأشيرة الدخول    مؤتمر دولي للطب المخبري في جدة    أخصائيان يكشفان ل«عكاظ».. عادات تؤدي لاضطراب النوم    وصمة عار حضارية    ألمانيا: «استراتيجية صامتة» للبحث عن طفل توحدي مفقود    الأخضر 18 يخسر مواجهة تركيا بركلات الترجيح    الهلال.. ماذا بعد آسيا؟    حكم و«فار» بين الشك والريبة !    الاتحاد يعاود تدريباته استعداداً لمواجهة الهلال في نصف النهائي بكأس الملك    استقلال دولة فلسطين.. وعضويتها بالأمم المتحدة !    زلزال بقوة 6.1 درجات يضرب جزيرة جاوة الإندونيسية    انطلاق بطولة الروبوت العربية    (911) يتلقى 30 مليون مكالمة عام 2023    تجربة سعودية نوعية    السجن لمسعف في قضية موت رجل أسود في الولايات المتحدة    أمير الرياض يوجه بسرعة رفع نتائج الإجراءات حيال حالات التسمم الغذائي    الأرصاد تنذر مخالفي النظام ولوائحه    التشهير بالمتحرشين والمتحرشات    واشنطن: إرجاء قرار حظر سجائر المنثول    المسلسل    إطلاق برنامج للإرشاد السياحي البيئي بمحميتين ملكيتين    الأمر بالمعروف في الباحة تفعِّل حملة "اعتناء" في الشوارع والميادين العامة    «كبار العلماء» تؤكد ضرورة الإلتزام باستخراج تصاريح الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدايري ل «الحياة»: التلكوء ضد «داعش» يجعل ليبيا ساحة أكبر من سورية والعراق
نشر في الحياة يوم 20 - 02 - 2015

قال وزير الخارجية الليبي محمد الدايري إن الإرهاب الموجود في ليبيا «ليبي وعربي ودولي» وإن «مجموعات من تنظيم بوكو حرام ألقي القبض عليها» في ليبيا، إضافة إلى نشاط «داعش» الذي يتصل، كما قال، بتنظيم واحد من العراق وسورية إلى ليبيا ومالي ونيجيريا. وقدّر عدد المقاتلين في هذه التنظيمات داخل ليبيا بأنه «أقل من عشرة آلاف».
واعتبر الدايري في لقاء مع «الحياة» في نيويورك بعيد مشاركته في اجتماع مجلس الأمن الذي خصص لبحث الوضع في ليبيا، أن «إعادة البناء السياسي والقانوني والاقتصادي والاجتماعي في ليبيا لا يمكن أن تنجح من دون محاربة الإرهاب» لأن داعش «وصل إلى قلب العاصمة طرابلس بعد درنة وبنغازي».
وحذّر من الوقوع في خطأ التلكوء في مواجهة هذه التنظيمات «وإلا فسنصل بليبيا في فترة وجيزة إلى ما وصلت إليه سورية والعراق».
وقال إنه شارك في جلسة مجلس الأمن والمشاورات التي سبقتها في نيويورك «لكي نطالب بدعم قدرات الجيش الليبي في هذه الفترة». وأضاف: «ترك الحبل على الغارب قد يدفع ليبيا لتصبح ساحة أكبر ل «داعش» مما هي الحال عليه في سورية والعراق الآن، وربما تكون هناك أخطار أكبر لليبيا ولدول الجوار ولأوروبا».
ونفى الدايري بشكل تام أن تكون حكومته طلبت تشكيل تحالف دولي أو خارجي لمحاربة هذه التنظيمات في ليبيا. لكنه كرر أن الضربات الجوية المصرية في ليبيا تتم بطلب من الحكومة الليبية، مشيراً الى أن الجيش الليبي يتلقى الدعم من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وقال إن إيطاليا كانت أعلنت استعدادها للانخراط في تدخل عسكري في ليبيا ثم تراجعت بسبب طرح غربي يعتبر أن «حل أزمة الإرهاب في ليبيا يرتكز أساساً على التوصل إلى حكومة وفاق وطني». وانتقد الدايري هذا الطرح، معتبراً أن الحل السياسي يمكن أن يتم في موازاة «خطة أممية لاستتباب الأمن وإعادة الاستقرار إلى ليبيا».
وفي ما يأتي نص الحوار:
هل ما تريدونه هنا في مجلس الأمن هو عبارة عن حشد تجمع دولي لتكون ليبيا الآن ساحة للحرب على «داعش» على غرار الحلف الدولي لشن الحرب على داعش في سورية والعراق؟
- نحن هنا لحشد الدعم للجيش الليبي، لقد طالبنا الجامعة العربية في 15 كانون الثاني (يناير) 2015 بدعم طلبات السلاح للجيش الليبي لتمكينه من مجابهة الأخطار المضطردة للإرهاب في ليبيا بسلاح ونوعية ملائمة لهذا الخطر المتنامي. ومن ثم جئنا هنا لكي نطلب من مجلس الأمن أن يخفف القيود المفروضة على طلبات تزويد الجيش الليبي بخاصة وأنها تمر عن طريق لجنة العقوبات في مجلس الأمن. ورأينا أن بعض هذه الطلبات رُفض في الفترة الماضية، ومن ثم فنحن نقول إن الجيش الليبي بدأ حملته ضد الإرهاب في أيار (مايو) 2014 واضطرد هذا العمل المسلح المتميز في تشرين الأول (أكتوبر) عندما شاركت قوات عديدة من وحدات الجيش الوطني الليبي التي أعيد بناؤها لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه في مدينة بنغازي بالتحديد، فضلاً عن هجمات وضربات جوية في بنغازي وفي درنة بالذات. جئنا لكي نطالب بدعم قدرات الجيش الليبي في هذه الفترة. لكننا نقول إنه إذا ترك الحبل على الغارب فقد تصبح ليبيا ساحة أكبر ل «داعش» مما هي الحال عليه في سورية والعراق الآن، وربما تكون هناك أخطار أكبر لليبيا ولدول الجوار ولأوروبا.
ولكن هل هناك أي محاولة لتشكيل تحالف جديد بمشاركة ليبيا بالطبع، ومصر بالتأكيد، وبعض الدول الأخرى، وروسيا كما يبدو لأنها تبدو مرحبة بفكرة رفع الحظر وفكرة تشكيل مثل هذا التحالف، أكثر من بريطانيا والولايات المتحدة والدول الأوروبية الأخرى؟
- سياسياً وعملياً، لم نطالب بتشكيل أي تحالف دولي في هذه المرحلة ولكن روسيا والصين مثلما ذكرتِ، متفهمتان بحسب ما فهمنا لمطالب الجيش الليبي المشروعة بتسليحه وتزويده بالعتاد الملائم لمحاربة الإرهاب. بينما يركز بعض الدول الغربية (على تسوية سياسية وليس الدعم العسكري للجيش)، ولاحظتِ أن المندوب الإيطالي اليوم (الأربعاء) لم يتكلم عن أي تدخل عسكري، بينما سمعنا منذ يومين أكبر المسؤولين في إيطاليا يقولون إن إيطاليا مستعدة للإنخراط في تدخل عسكري.
ماذا حدث؟ لماذا تراجعت إيطاليا بهذه السرعة؟
- الحقيقة أن هناك طرحاً غربياً يقول إن أساس حل الأزمة، حل أزمة الإرهاب في ليبيا، يرتكز أساساً على التوصل إلى حكومة وفاق وطني. نحن نعيد الكرة للمرة الألف لنقول إننا مع هذا الطرح ومع خارطة الطريق السياسية والأمنية والعسكرية التي ينبغي أن ترافق الخطة الأممية لاستتباب الأمن وإعادة الاستقرار السياسي إلى ليبيا.
المواقف التي عبّرت عنها الدول الغربية - بما فيها ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة - هي التركيز قطعاً في هذه المرحلة على الحل السياسي، وهناك من صرّح من دون النسب إليه من بريطانيا والولايات المتحدة بأن هاتين الدولتين تعارضان رفع الحظر العسكري عن الجيش الليبي لأن لا ثقة لهما في أركان الحكم في ليبيا الآن؟
- لا يوجد للأسف حل سياسي في سورية إلى هذه الساعة. ولكن هناك تحالف دولي ضد «داعش» في سورية. هذا الطرح يعتبر قفزاً على الواقع، وقلت منذ قليل إنني ما زلت أنتظر رد المجتمع الدولي. حكومة الوفاق الوطني ليست هي الحل الوحيد لمكافحة الإرهاب في ليبيا. ننتظر أن نرى استراتيجية كاملة لمحاربة الإرهاب في ليبيا التي يمثلها «داعش» وإلى هذه الساعة لا أجد رداً على هذه التساؤلات التي يطرحها المواطن الليبي والشعب الليبي في مواجهة الإرهاب المضطرد والمتزايد في ليبيا.
ماذا لو بقيت بريطانيا والولايات المتحدة على رفضهما لرفع الحظر العسكري عن الجيش الليبي. هل سيسقط الجيش الليبي أمام داعش أم أن لديكم خياراً آخر إلى جانب مصر لشن الحرب على داعش من دون تلك المشاركة الدولية؟
- نثمن لمصر دعمها ولكن هناك دولاً عربية شقيقة متمثلة في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة التي دعمت جميعها مع مصر الجيش الليبي في محاربته للإرهاب في كل من درنة وبنغازي، الإرهاب الذي مثّله تنظيما أنصار الشريعة و»داعش» في الفترة القليلة السابقة. إذن نحن نتمنى على الدول العربية أن ترفع من هذا الدعم إذا وجدنا مثل هذا التلكؤ من المجتمع الدولي.
وماذا عن إمكان سحق «داعش» في ليبيا؟ هل هذا وارد بمجرد الغارات الجوية أم أنه يتطلب قطعاً وبالضرورة دخول قوات برية غير ليبية إلى ليبيا وفي طليعتها القوات المصرية؟
- نحن ندعو إلى الإسراع في دعم قدرات الجيش الليبي. أعداد المسلحين المتوافرة ل «داعش» في ليبيا ليست بالكبيرة.
هل يمكن إعطاء فكرة عن هذه الأعداد؟
- بضعة آلاف من المقاتلين.
يعني أقل من خمسة آلاف؟ أقل من عشرة آلاف؟
- أقل من عشرة (آلاف). لا أستطيع أن أقول، ربما يراوح العدد بين ثلاثة آلاف وثمانية آلاف.
تأهيل هذا الجيش استغرق وقتاً طويلاً فما هي الخطوات الطارئة الضرورية الآن؟ هل هي متمثلة بتصعيد الدور المصري براً وجواً، والتحديات الآتية من «داعش» تتطلب ذلك؟ أسأل تحديداً عن التدخل البري.
- أنا أتحدث هنا عن معارك برية تحدث بين قوات الجيش الليبي وداعش وأنصار الشريعة في بنغازي، هناك قوات ليبيا.. تأهيله (الجيش) لا يأتي من فراغ، هناك جيش ليبي، لا توجد ميليشيات في شرق ليبيا بل جيش ليبي نظامي كان يعمل تحت نظام القذافي وتمت إعادة بناء اللبنات الأولى فيه وهذه اللبنات الأولى سواء من سلاح الجو أو المشاة أو الصاعقة هي التي تحارب الإرهاب في بنغازي، وهي التي تصد الإرهاب في سرت فضلاً عن وجود نيات حسنة عند بعض أخوتنا في مصراتة الذين عبّروا عنها بالأمس بإعلانهم تحريك قوات من مصراتة لمحاربة داعش في سرت. فهناك قوات برية.
وماذا عن الدول العربية المجاورة؟ هل أدت دوراً عبر الحدود بقوات أرضية برية، مصر مثلاً؟
- لا، مصر لا توجد لديها قوات برية.
وهل ترحبون بمثل هذه القوات؟
- نحن نرحب بالدعم العسكري الجوي لقدرات سلاح الجو الليبي وقد نضطر إلى طلب ضربات محددة لسلاح الجو المصري لمحاربة «داعش» ولكننا في هذه المرحلة لم نطلب أي تدخل أرضي لقوات الجيش المصري.
هل الإتفاق مع مصر هو أنكم يجب أن توافقوا مسبقاً على كل عملية تقوم بها مصر بغاراتها؟ أم أن تلك الدعوة مفتوحة من دون أطر زمنية ومن دون تفاصيل؟
- أود أن أؤكد على عنصر مهم وهو أن هناك تنسيقاً مستمراً بين الجيشين الليبي والمصري.
ما هي قراءتك لما قاله نائب وزير خارجية الجزائر بأنه يجب التمييز بين أمن ليبيا واستقرارها من جهة، وبين الحرب على الإرهاب. هل هذا تردد في دعم الدور المصري داخل ليبيا أم أن لك قراءة مختلفة عن موقف الجزائر مما يحدث في ليبيا؟
- الحقيقة أن الجزائر، وقد سمعنا السيد عبدالقادر مساهل (نائب وزير الخارجية) اليوم، تؤكد مثل دول أخرى، سمعنا مندوب تونس أيضاً، يؤكدون ضرورة إخراج ليبيا من مأزقها الحالي بتشكيل حكومة وفاق وطني. يعتقدون، القوى العربية والدولية، أن هناك عصا سحرية ستأتي بها هذه الحكومة. نحن مع تشكيل حكومة وفاق وطني ومع خارطة سياسية لليبيا، نحن ندعم جهود برناردينو ليون، ولكن كما تعلمين، أن التلكؤ لم يأت من الشرعية حتى هذه الساعة. بالأمس لاحظتِ أن بياناً صدر من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، طالبت فيه هذه الدول بما يسمّى بالمؤتمر الوطني والانخراط بإيجابية في حوار جنيف. هي وضعت أصبعها على المشكلة الحالية. هناك أيضا تحديات أخرى في عدم الانخراط. ولكننا قلنا، في الشرعية، إن حل الأزمة السياسية الليبية هو سياسي فقط ولا يوجد أي حل عسكري للأزمة التي تفصلنا عن أشقائنا في فجر ليبيا.
وزير خارجية مصر قال أمام مجلس الأمن إن الإسلام السياسي في ليبيا هو صنيعة دول في المنطقة، وأعضاء في مجلس الأمن يقولون إنه لا يجوز لا لمصر ولا للحكومة الليبية أن تصنف أياً يكن من معارضيها خارج الحكومة على أنهم إرهاب، فإذن من يصنع الإسلام السياسي؟ من تقصدون من دول المنطقة بأنها صنعت الإسلام السياسي في ليبيا؟
- إسأليه، ولكن سمعتِ بعد الجلسة أنه ذكر أن الحوار وحكومة الوفاق الوطني ينبغي أن يشملا أطرافاً سياسية قبلت بهذا الحوار، أياً كانت هذه الأطراف. لكن مصر لها طرح سياسي تعلمينه في شأن الإسلام السياسي وأنا قلتها منذ أيام أن عدم انخراط الإسلام السياسي بجدية في حوار جنيف يطرح تساؤلات كبيرة وجوهرية ليس فقط في ما يخص هذه الأطراف السياسية الليبية ولكن أيضاً في ما يخص أطرافاً إقليمية تدعم هذه الأطراف السياسية في ليبيا.
أتقولون لمصر إنكم تختلفون معها في تعريفها للإسلام السياسي في ليبيا أم أنكم على وفاق في هذا الأمر؟
- نحن نقول إنه يقع لزاماً على دول إقليمية بعينها الانخراط في عملية سياسية ودعم هذا المسار الذي يقوده برنادينو ليون بالطلب والضغط على هذه الأطراف السياسية بالانخراط إيجاباً في العملية الحوارية التي يجريها ليون. أكرر هنا أن علامات استفهام تطرح إلى هذه الساعة، بينما قلت بالأمس لمجموعة سفراء الدول العربية أن زميلي (وزير الخارجية المصري) سامح شكري عندما طلب مني الاجتماع لإيصاله إلى الشرعية في مجلس النواب وفي الحكومة المؤقتة المنبثقة عنه، دعا، في مؤتمر صحافي مشترك يوم الأحد 28 كانون الأول (ديسمبر) 2014 ، الشرعية إلى المرونة في حوار جنيف. حينما تتحدثي عن مصر فإن مصر تطالبنا بالتزام المرونة لإنجاح العملية السياسية في ليبيا التي يقودها ليون. لكني لا أزال أتساءل عن أدوار بعض القوى الإقليمية التي لا تساعد حتى الآن بطريقة ملائمة في إيجاد حل للأزمة السياسية.
من تقصد؟
- الحقيقة أن هناك دولاً إقليمية تساند الإسلام السياسي في المنطقة العربية تعرفينها.
أنت تشير إلى قطر وتركيا اللتين تعترضان على توجهكم إلى مجلس الأمن مع مصر، كما يقال؟
- لا يقال، ولكن قطر للأسف تحفظت عن قرار مجلس الجامعة الصادر من وزراء خارجية الدول العربية في 15 كانون الثاني 2015 وكانت هي الدولة العربية الوحيدة التي تحفظت عن بعض بنود هذا القرار.
وتركيا بماذا أبلغتكم؟
- لا يوجد أي حوار مع تركيا. طلبت زيارة تركيا منذ بداية كانون الأول 2014 وإلى الآن لم تلب هذه الدعوة، وهناك علامات استفهام بالفعل نطرحها من خلالكم، من خلال (صحيفة) «الحياة»، حول الدور التركي وماهيته.
هل العلاقة متوترة بالدرجة نفسها كما هي مع تركيا؟ أم أن هناك وسطاء يحاولون لم الشمل؟
- زرت قطر في الرابع والخامس من كانون الثاني 2015 وكان مسعاي يهدف إلى تشجيع قطر من أجل دفع عملية الحوار السياسي وتبيان أننا نريد حلاً سياسياً في ليبيا تؤدي فيه قطر دوراً إيجابياً، ولكن رأينا في الأسابيع الماضية ونرى أن بعض الأطراف الليبية تحجم إلى حد الآن عن الاضطلاع بدور متميز وإيجابي في دفع الحوار السياسي في ليبيا إلى الأمام.
قلت إنكم ستعودون إلى الدول العربية إذا رفض مجلس الأمن إصدار بيان يرفع الحظر العسكري عن الجيش الليبي، حسناً، هذا جزء مما تطالبون به. الجزء الآخر هو فرض حصار بحري يمنع تدفق الأسلحة إلى الإرهابيين أو المتشددين في ليبيا. من سيطبق ذلك الحصار؟
- حالياً، لا توجد أي قوة عربية أو دولية تقوم باستصدار هذا الحصار. كان هناك حصار تم الاتفاق عليه في ما يخص تصدير النفط بطريقة غير مشروعة وتم تفعيله العام الماضي عندما تعرضت قوات البحرية الأميركية إلى باخرة كانت تقل بعض شحنات النفط الليبي، لكننا وللأسف ما زلنا نعاني من تدفق السلاح إلى بعض الجماعات بطريقة غير مشروعة.
هناك من يقول إن المشكلة ليست فقط في مجيء الإرهاب إلى ليبيا، أو لربما الإرهاب في ليبيا هو ليبي أساسا وليس إرهاباً أجنبياً؟
- عربي ودولي. أنا لا أشاطرك الرأي، الإرهاب هو ليبي وعربي ودولي. فقد تم القبض على مجموعات من «بوكو حرام» في بنغازي.
هناك تنسيق بين جماعة «بوكو حرام» والجماعات المتطرفة داخل ليبيا؟
- هناك تنظيم إرهابي رهيب، بين «داعش» في سورية والعراق، وليبيا ومالي وبوكو حرام.
إذاً كيف سيتمكن الجيش الليبي من سحق تلك المنظمات المتفوقة؟ إنه انتحار.
- لا ليس بالانتحار. حالياً هناك تصميم وإرادة للشعب الليبي من خلال جيشه على محاربة الإرهاب في بنغازي وتوجد أيضاً رغبة من شركاء سياسيين آخرين في ليبيا لمحاربة الإرهاب ولكنني أتفق بأننا نتطلع بالفعل إلى التوصل إلى تشكيل حكومة وفاق وطني لكي نجمع الشمل بيننا ونحارب سوياً الإرهاب.
هل في مصلحة ليبيا أن تتحول ساحة حرب ضد «داعش» فيما الحاجة ماسة لاستدراك الأخطاء التي ارتكبت بحق ليبيا وتجاهل بناء المؤسسات؟
- إعادة البناء السياسي والقانوني والاقتصادي والاجتماعي في ليبيا لا يمكن أن تنجح دون محاربة الإرهاب، وللأسف لأن «داعش» وصلت إلى قلب العاصمة طرابلس بعدما وصلت درنة وبنغازي وهما مدينتان مرموقتان مهمتان في تاريخ وحاضر الشعب وكيان ليبيا.
ماذا عن النفط: هل هناك تعهدات دولية تختلف في موضوع النفط وسقوط النفط في أيدي الجهات المتطرفة والإرهابية؟
- هذا ما نقوله، إن هناك خطراً من توصل هذه الجماعات إلى منابع النفط وعائداته بحيث تتكرر مأساة سورية في ليبيا. نقولها مرة أخرى أن هناك ضرورة ملحة وسريعة لمعالجة الإرهاب. لا ينبغي أن ننتظر الشهور أو السنوات لمحاربة الإرهاب وإلا فسنصل بليبيا في فترة وجيزة إلى ما وصلت إليه للأسف سورية والعراق مثلما شاهدنا ذلك في 2014.
اجتمعت مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وغيرها من الدول المهمة في الأمم المتحدة. كيف تقرأ تردد الولايات المتحدة بالذات في شأن الحرب على «داعش» في ليبيا بينما هي ماضية في تلك الحرب على «داعش» في العراق وفي سورية؟
- الولايات المتحدة انخرطت في العراق وسورية على مضض. بينما كانت هناك أصوات تتعالى في الولايات المتحدة في 2012 بضرورة التدخل، بعد استخدام السلاح الكيماوي في سورية من قبل الجيش، من قبل القوات الحكومية، ضد الشعب السوري، طالبت جهات عديدة في الإدارة الأميركية الرئيس بالتدخل ولكنه أحجم في ذلك الحين. أريد أن أُلفت الانتباه إلى أن الرئيس أوباما قال إنه يشعر بخيبة الأمل بالنسبة لليبيا لأنه فعلاً تراجع عن ليبيا بعد 2011 ولكنه لا يشعر بالقدر نفسه من خيبة الأمل بالنسبة لسورية. بالنظر إلى انخراط الولايات المتحدة في التحالف الدولي الذي أسقط الديكتاتورية في ليبيا في 2011.
هناك انتقاد لليبيا بسبب عدم التزامها القوانين الدولية بخاصة محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، وبالذات في ما يتعلق بسيف الإسلام القذافي، هل من جديد في هذا الملف؟
- سيف الإسلام القذافي موجود في الزنتان. ليبيا لم تتمتع بحكومة مستقلة وبالفعل نحن نتمنى التوصل إلى إنشاء حكومة وفاق وطني للتعامل بإيجابية مع كل هذه القضايا.
ولماذا لا تسلمونه إلى المحكمة الجنائية الدولية أو السلطات؟
- أطراف قبلية لا تسلمه إلى هذه الساعة. هي التي تحتجزه منذ سنة 2011.
أليس هذا شهادة على ضعف الدولة بنيوياً؟
- أقر بضعف الدولة البنيوية منذ 2011 فقد دخلنا في مسار هوة عميقة أدت بنا الآن إلى ما وصلنا إليه وبخاصة في ظل وجود «داعش» في ليبيا وتناميها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.