تتذكر منطقة جازان وأهلها أنه لم تتسارع وتيرة التنمية في المنطقة كما يحدث لها الآن في عهد خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فعلى الصعيد التنموي وضع حجر الأساس لعدد من المشاريع الكفيلة بنقل المنطقة إلى مصاف العالمية، على رأسها مدينة جازان الاقتصادية وجامعة جازان وغيرهما من المشاريع الصناعية والصحية. وعلى المستوى الإنساني لم تنعم بالعناية والاحتواء كما لمسته إبان انتفاضته ضد جائحة حمى الوادي المتصدع عندما قطع زيارته الرسمية إلى فرنسا لينزل أرض جازان مشاركاً أهلها المصاب وواقفاً على أوضاعهم بنفسه. وتستمر الالتفاتة طويلاً صوبها، فمن الملك إلى كريمتيه الأميرة عادلة التي دعاها الوازع العلمي لزيارة جامعة جازان فلبته بتخريج آلاف الطالبات هذا العام، والأميرة صيتة التي ركزت على الجانب الاقتصادي لترعى ملتقى سيدات الأعمال الأول في المنطقة، وتزور المناطق السياحية مثل فرسان لتدعو إلى الاستثمار وإيجاد فرص العمل للعنصر النسائي. في المقابل، لم يعهد الوطن أبناء جازان إلا مواطنين فاعلين يعيشون بإيجابية في قلب الأحداث دائماً، فمن اجتماع الكثيرين من مختلف الأطياف الوطنية من العلماء والأدباء والفنانين في هذه الفترة من كل عام في ما يسمى بالملتقيات الشتوية السياحية لتعزيز قيم الوطنية ومكافحة الإرهاب، إلى التعامل الفاعل مع حزمة من الأزمات التي مرت بالمنطقة، مثل استنفار الأهالي لحفر آبارهم الخاصة عندما شعروا بأزمة المياه عام 1429ه وغيرها، إضافة إلى القوة الجاذبة في إنعاش السياحة والأسلوب الراقي مع الزوار وإكرامهم، بحسب مجموعة من السياح. استمرأت جازان صد أعداء الوطن بأبنائها الذين اعتادوا إثبات بطولاتهم في كثير من المواقف والأحداث الصعبة، فمن المجموعة الإرهابية التي اندست في مستشفى الملك فهد قبل ست سنوات، إلى المشتبه بهم في فرسان قبل عامين، وأحداث الدرب في شوال الماضي، وغيرها من المحاولات اليائسة للنيل من الوطن وأهله التي تم التصدي لها بكل عزيمة، ليرصع جبين الوطن بشهداء الواجب الذين كان آخرهم تركي القحطاني، فهل ستفت في عضد جازان وأهلها قلاقل تحدث بالقرب منها تفتعلها جماعة مرتزقة تبحث عن فنائها لتحقيق أطماع غيرها؟