بعد أعوام مضت من الركض خلف كرة القدم كمشجع رياضي، جعلت منه محباً وعاشقاً لمدرجات نادي النصر السعودي، تحول المواطن عبدالله البيشي من مشجع في ملاعب الكرة إلى ساحات «القصاص» ك«قاطع» للرقاب وتنفيذ أحكام الشريعة الإسلامية. غادر الملاعب، لكن حبه لكرة القدم ما زال موجوداً في داخله، إذ يتابع المباريات من خلف شاشات التلفزيون، ويستمتع بجلساته الرياضية الخاصة مع بعض اللاعبين الحاليين في المنطقة الغربية من أندية منافسة، ويتذكر الكثير من المواقف التي حدثت له في الملاعب عندما كان مشجعاً. يتحدث أحد أقدم السيافين في السعودية عبدالله البيشي بعد أيام من تنفيذ حكم القتل في أحد الجناة الذي صدر بحقه حكم قضائي شرعي، وذلك في حديث أدلى به ل«الحياة» في منزله بمحافظة جدة، تحدث فيه عن الكثير من الأمور الشخصية، لاسيما الرياضية منها، مضيفاً: «لم أعد أحضر إلى الملاعب الرياضية بعد عملي الجديد في إقامة حدود الله على المحكوم عليهم من القضاء الشرعي». وفي وقت سيطرت فيه لعبة كرة القدم على الجزء الأكبر من جميع الهوايات الرياضية، وباتت حديث المجالس في المجتمع السعودي، يعترف السياف البيشي بنصراويته، وأنه يشجع «العالمي» فقط، ولم يخل حديث البيشي من «القوة» و«التركيز»، وهي الصفات المحببة لدى السيافين بحسب كلامه، إذ قال بصوت عال: «أنا عالمي»، إلا أنه لم يكن متعصباً، وهو يتحدث عن حياته ك«مشجع» لكرة القدم قبل أن يهجر المدرجات، ويتحول إلى سياف تدور حوله الكثير من الأحاديث والقصص الخيالية التي تلفت الانتباه. وكشف السياف البيشي عن بعض المواقف التي تعرض لها عندما كان مشجعاً، ويقول إن أصعب موقف تعرض له هو البحث عن مفتاح سيارته عندما سقط في المدرجات أثناء مبارة جمعت النصر والهلال، مشيراً إلى أنه بحث كثيراً، ولم يتمكن من متابعة تلك المباراة. وأردف قائلاً: «لجأت إلى سحب السيارة من الملاعب من طريق إحدى سيارات السحب، وعدت بها إلى منزلي». ولفت إلى أنه التقى بالكثير من الشخصيات الرياضية، لاسيما من أعضاء شرف نادي النصر عندما كان يعيش في العاصمة الرياض، مشيراً إلى أن لديه الكثير من العلاقات الرياضية مع اللاعبين. ويتابع البيشي حديثه عن حياته اليومية والرياضية وكيف يقضيها، خصوصاً في ظل الخوف الذي يظهره بعض الأشخاص من مهنة القصاص، وانفعالاته الدائمة فيقول: «أمارس حياتي اليومية كأي شخص عادي، إذ إن العمل في هذه المهنة لا يختلف عن الكثير من المهن الأخرى، إذ ألتقي الكثير من اللاعبين من خلال تكوين الصداقات الدائمة معهم». كما يرى السياف أنه لا يوجد مانع من حضور المرأة في الملاعب السعودية، وتشجيع الأنديه، لكنه يؤيد ذلك بشروط لا بد من توافرها، أبرزها تخصيص أماكن خاصة لها حتى تتمكن من الحضور. وقال إن مزاولة المرأة للرياضة مهمة، مشيراً إلى أن تطبيقها في المدارس شيء جيد وفق شروط محددة، إضافة إلى أن ممارسة الرياضية أمر لا مفر منه. ولفت إلى أن كرة القدم في السعودية لم تعد جاذبة كما كانت عليه سابقاً، مرجعاً ذلك إلى التعصب الكبير الذي نشأ حالياً بين جماهير الأندية. وأضاف أن زمن «الطيبين» في الرياضة ذهب ولن يعود، مشيراً إلى أنه من عشاق الأسطورة ماجد عبدالله، إضافة إلى محيسن الجمعان، موضحاً أنه كان يحضر إلى الملاعب لمشاهدة المباريات بشكل مستمر، لاسيما مباريات النصر والهلال. وتحدث البيشي عن حياته الرياضية، خصوصاً بعد أن بدأ رحلته مع الإطاحة برؤوس المحكومين منذ العام 1412ه إلى الآن، بعد أن ورث المهنة عن والده، مشيراً إلى الكثير من الجلسات الرياضية الخاصة التي تتم مع عدد من اللاعبين السعوديين. وسرد البيشي آلية تنفيذ الحكم منذ الإعداد له إلى نقل جثمان المحكوم من الساحة، مشيراً إلى مساعي العفو التي يبذلها فاعلو الخير، ملمحاً إلى نجاحه في استحصال العفو لثلاثة محكومين من ذوي قتلاهم خلال فترات سابقة. وأكد البيشي أن مهنته الصعبة تسببت له في التعرض للعديد من التهديدات، التي أشار إلى أنه لا يهتم بها، موضحاً أن لديه صداقات كثيرة مع اللاعبين، ولم تتأثر تلك الصداقات بمهنته ك«سياف».