نجحت وسائل إعلام فرنسية على مدار سنوات في تشويه صورة ال «فاست فود» (مطاعم الأكل السريع)، لأنها مضرة بالصحة، بما تحويه من دهون، وعدم اهتمام كبير بالنظافة. لكن فئة جديدة من المطاعم بدأت تظهر في العاصمة الفرنسية، تحت شعار «فاست غود» (سريع طيب) وعلى رأسها «غرييه» الذي افتتح قرب ميدان الأوبرا، أي في حي راقٍ يزخر بالسياح والمكاتب والمسارح ودور السينما. وسرعان ما انتشرت هذه الظاهرة، وافتتحت مطاعم في أحياء شعبية أو راقية. وتتباهى هذه السلسلة الجديدة، بطريقة تقديمها وجبات الهامبرغر والكباب والشاورما، وأسلوبها المميز في التعاطي مع الزبون، عن المحال الموجودة في السوق، كما يقول فريد بينو، مؤسس مطعم «غرييه». وتقدم السلسلة الجديدة في وجباتها لحوماً ممتازة النوعية، وتعرض في واجهاتها شهادات تدل على أصلها وفصلها، لإراحة الزائر، والتعاطي معه بشفافية، كما تفرض قوانين صارمة تتعلق بالنظافة للأشخاص الذين يحضرون الأطباق. وتأتي النتيجة مغرية، لكن بسعر أغلى من الموجود في مطاعم ال «فاست فود»، كما أن كمية اللحم المقدمة في الطبق أو داخل الخبز، أقل أيضاً، على قاعدة أن النوعية أهم من الكمية. وأتت فكرة تحسين المنتجات، بعدما زار بينو الشرق الأوسط، وتذوّق اللحوم فيه، ولمس التميز في طريقة الإعداد.