قمعت الشرطة الإسرائيلية تظاهرتيْن حاشدتين نظمهما «الحراك الشعبي» مساء أمس في كل من النقب وحيفا، احتجاجاً على «مخطط برافر» الحكومي الرامي إلى اقتلاع أكثر من 40 ألف عربي من 35 قرية بدوية في النقب ومصادرة أراضيهم لمصلحة الاستيطان. وأوقع الاعتداء عدداً من الإصابات الخفيفة، وتم اعتقال 11 متظاهراً في النقب و16 في حيفا. وتظاهر أكثر من ألف فلسطيني، بينهم ناشطون ومتضامنون ونواب عرب في الكنيست مساء امس، قرب بلدة حورة في النقب، ورفعوا شعارات مناوئة لبرافر، وصرخوا بأعلى صوتهم «الشعب يريد إسقاط المخطط». وعندما حاولت الشرطة الإسرائيلية فض التظاهرة، اندلعت مواجهات هاجمت خلالها الشرطة المتظاهرين بعنف، واعتدت على بعضهم بالضرب وأوقفت آخرين. وفي حيفا، تجمهر نحو ألفيْن من الفلسطينيين في «حي الألمانية» في قلب البلدة التحتا، فيما انتشرت الشرطة بمئات عناصرها والوحدات القمعية الخاصة وخيّالتها على مفترقات الطرق المحاذية، ونشرت بعض مخبريها «المصورين» بين المتظاهرين. وارتدى المتظاهرون قمصاناً خاصة كتب عليها «النقب باقٍ فلسطينياً»، و»برافر لن يمر» و»30/11 يوم الغضب»، ولفّوا أعناقهم بالكوفيات، ورفعوا العلم الفلسطيني مرددين هتافات تندد بسياسة التمييز ضد الأقلية الفلسطينية ومشروع مصادرة الأراضي المتواصل، منها: «شعبي قرر شعبي حر، مخطط برافر لن يمر»، و «حُط الحجر عالمقلاع، ولا تقول الوطن ضاع»، و «من حيفا للنقب، أعلنّا يوم الغضب». وكان لافتاً في التظاهرة حضور كمّ هائل من الشباب والصبايا، فتيةً وطلاباً جامعيين وأكاديميين وغيرهم، تجندوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتلقوا التعليمات بإحضار «البصل والخل والكمامات» لتلافي أذية القنابل المدمعة، كما تلقوا إرشادات قانونية عن السلوك القانوني وحقوق المتظاهرين والمعتقلين. وبعد التجمهر، سار المتظاهرون في الشارع الرئيس «اللنبي»، لكن سرعان ما اقتحمت الشرطة صفوفهم بالخيّالة وخراطيم المياه بداعي أنهم خالفوا المسار المتفق عليه، وطاردتهم، فتراجعوا تحت وطأة القنابل الصوتية والمدمعة والخيل إلى مكان التجمهر ليهتفوا ضد الاعتداء السافر. و وقف الفلسطينيون من النقب إلى حيفا الى رام اللهوغزة أمس صفاً واحداً ضد «مخطط برافر»، إذ تظاهروا في رام الله أمام مستوطنة «بيت إيل» حيث وقعت مواجهات مع الجيش الإسرائيلي واعتقالات، كما تظاهروا في غزة منددين بالمخطط الإسرائيلي. وفي بريطانيا، خرجت تظاهرات في مدن عدة تضامناً مع بدو النقب، في وقت رفع مثقفون وفنانون وناشطون بارزون صوتهم عالياً ضد المخطط، ودعوا في رسالة وقعوا عليها، حكومتهم إلى العمل من اجل الضغط على إسرائيل لوقفه.